المستقبل "يعيد إحياء رستم غزالي" في تعييناته!

24/01/2019 06:39AM

لم تهدأ بعد الضجة التي أثارتها سلسلة التعيينات الجديدة في تيار المستقبل، والتي أطلقها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد 8 أشهر من الخسارة المدوية للتيار الأزرق في الانتخابات النيابية السابقة، تحت عنوان "المحاسبة".


لم تأتِ "النفضة الداخلية" على قدر التطلعات الشعبية، ولم تلملم خسائر الماضي القريب، فبعض التسميات جاءت مستفزة للشريحة الأوسع من التيار المتأرجح سياسياً ومالياً، ولم تشفِ غليل الكثيرين من الناقمين على ما أسموه "أسلوب السمسرة" الذي ضرب هيبة تيار الرئيس الشهيد، وكلّفه ثمناً شعبياً غالياً على مستوى التمثيل، حتى في أكثر البيئات احتضاناً له.

لم تأتِ "النفضة الداخلية" على قدر التطلعات الشعبية



فالاسم الأبرز الذي كانت القاعدة الشعبية الزرقاء تنتظر الإطاحة به، هو أحمد الحريري، الذي عاد على عكس التوقعات والوعود أميناً عاماً لتيار المستقبل، بغض النظر عن التعيينات التي كانت استنساخية بنسختها الجديدة، بشكلٍ عام، أكثر مما هي "تصحيحية".


فيذكر الحريري، الذي يواجه الأزمة الأصعب بتاريخ توريثه السياسي، جيداً المطالب التي حمّلتها الكوادر الشعبية والسياسية له، تحديداً في الشمال، أثناء زياراته المكوكية لطرابلس، عكار، والمنية والضنية، خلال مرحلة الانتخابات النيابية، والتي كان على رأسها تغيير الأمانة العامة للتيار. وكان ينتظر كل هؤلاء أن ينفّذ الحريري وعوده، وإسناد أمانة "المستقبل" لغير أحمد الحريري، وراهنوا على أن تكون الخسارات المتراكمة سبباً واجباً لتغيير الأخير، وإقصائه عن هذا المنصب.


يصف قيادي شمالي بارز في تيار المستقبل، أحمد الحريري، بـ"رستم غزالي الجديد" فكل "السمسرات شمالاً تمرّ عبر أحمد الحريري، فلا بئراً يتم حفره ولا شاباً ينضم لمؤسسات الدولة ولا مشروعاً يكون قيد التنفيذ... إلا ولأمين عام تيار المستقبل حصةٌ فيه".

يصف قيادي شمالي بارز  أحمد الحريري ب "رستم غزالي جديد" 


ويستذكر القيادي في حديثه لموقع "السياسة" حادثة الشاب الشمالي "الذي دفع والده مبلغ 60 ألف دولاراً، لتعيينه في أمن الدولة، في الدورة الأخيرة" وهو الوالد الذي "لجأ للحريري شخصياً بعد رسوب ابنه، وقام الحريري يومها بإعادة المال له، وساهم بتوظيف الشاب بالمؤسسة العسكرية في وقتٍ لاحق".


يعيد القيادي البارز عدم تحييد أحمد الحريري لسببَين "أولهما تخوّف الحريري من إحداث خضةٍ في التيار المهترئ، وثانيها استفادة الحريري المأزوم مالياً من سياسة أمينه العام المصالحية". وينقل في هذا الإطار، ما يؤكد صحّة النظرية الثانية، وهو موقف صارخٌ أطلقه أحد وزراء المستقبل في مجلسٍ خاص، إذ غمز الوزير المتمرّد إلى أن "بعض الشخصيات الوازنة في التيار تسمسر لصالح الحريري وليس فقط لصالحها الشخصي، وهو حريص عليها لإيمانه بوفائها له".

 

وعن بعض الأسماء الأخرى التي كانت لافتة في التعيينات أيضاً، يبرز اسم النائبَين السابقين عقاب صقر وعمار حوري، ويؤكد القيادي أن تعيينَهما كان بمثابة جوائز ترضية لهما بعد استبعادهما من الحلقة النيابة. وهو التعيين الذي يتوافق مع استراتيجية الحريري الجديدة، "بتشكيل هالة سياسية حوله تواكب الانعطافة السياسية المتوقعة قريباً، وهي التطبيع مع سوريا"، واستبعاد الصقور الذين يرفضون أي نوع من المهادنة على حساب مبادئهم السياسية، أمثال رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، والنائب السابق مصطفى علوش الذي قد يخسر فرصة توزيره في الحكومة المقبلة نتيجة مواقفه النارية تجاه العودة للحضن السوري، وسبق له أن قال في هذا السياق "أفضّل اعتزال الحياة السياسية على أن أكون جزءً من التطبيع مع سوريا".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa