حرب إسرائيلية جديدة... "من نوع آخر"

30/01/2019 06:43AM

ما إن انتهت مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على قناة الميادين، ليلة السبت الماضي، حتى توالت التحليلات السياسية والعسكرية لكل تفصيل أتى على ذكره، كما العادة، بحيث وظّف الاعلام العربي والإسرائيلي حيزا كبيرا من صحفه وتلفزيوناته ومحلليه لعرض تبعات المقابلة والمعلومات التي كشفها نصرالله لا سيما فيما يتعلّق بالصراع مع "الكيان الإسرائيلي".

وظّف الاعلام العربي والإسرائيلي حيزا كبيرا من صحفه وتلفزيوناته ومحلليه لعرض تبعات مقابلة نصرالله



إلا ان خبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ، قطع الطريق على كل التحليلات، وأحدث بلبلة فتحت باب التساؤلات على مصراعيه. الحديث الذي نقلته الصحيفة الإسرائيلية، والذي يفيد بأن "عدداً من المسؤولين الفرنسيين طالبوا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال زيارته إلى فرنسا، بعدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان قبل تشكيل الحكومة "، جاء لافتا وصادما في توقيته ومضمونه، لا سيما وأنه ينقل اقتناعا غير مباشرا لفرنسا بوجود عملية عسكرية كبرى تُحضّر في الكواليس الاسرائيلية لضرب لبنان، حسب المزاعم الاسرائيلية.



هذا الكلام لا أساس له من الصحة وبعيد كل البعد عن الواقع، ففي حال أرادت "اسرائيل" القيام بأي عدوان على لبنان، لن تنتظر نصيحة فرنسا أو حتى من أميركا الحليف الثابت والاول، بل تقوم بتوريط الأخيرة مباشرة، حسبما يلفت العميد الركن ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الدكتور هشام جابر.



جابر وفي حديث لموقع "السياسية"، يعتبر أن هذا الكلام هرطقة ولزوم ما لا يلزم، بل محاولة للاصطياد في الماء العكر، ويضعها في إطار الحرب الاعلامية والنفسية لإسرائيل، مؤكدا اننا على ابواب حرب مكثّفة، إنما ليست عسكرية، بل ستكون حرب إعلامية اقتصادية ودبلوماسية، تنقل الصراع بين إيران وأميركا الى جنوب لبنان، في حال كانت هذه المزاعم عن لسان وزير الخارجية الفرنسي غير صحيحة وغير دقيقة، يقول العميد جابر.

أما إذا كان هذا التصريح صحيح، فيعتقد جابر أن "فرنسا تحاول أن تخلق رصيداً جديداً في المنطقة بعدما فقدته في التوازن الجديد في سوريا، حيث تبين أنها موجودة بشكل رمزي بشرق الفرات، وبالتالي فهي تريد حقها، بعدما أصبح التوازن قائم على تركيا وروسيا وأميركا وإيران".

فرنسا تحاول أن تخلق رصيداً جديداً في المنطقة بعدما فقدته في التوازن الجديد في سوريا



وعن الاسباب التي تجعل أي عدوان اسرائيلي على لبنان أمراً مستبعدا في المرحلة هذه، يقول العميد جابر أن " اسرائيل لا تتحمل تبعيات هكذا عدوان إطلاقا، لان الرد حتما سيكون موجع جدا ومكلف كثيرا، وهي تعلم ذلك".


ويتابع " الصهاينة استمعوا جيدا الى خطاب السيد نصرالله واخذوه بجدية وبدقة، لاسيما فيما يتعلّق بما قاله عن عملية الجليل وعن الصواريخ الدقيقة". وكشف أن هناك أمور لم يتحدث عنها السيد نصرالله صواريخ "أرض – بحر"، والتي بإمكانها تدمير منصّات الغاز والنفط الاسرائيلية.


كما يرى جابر أن "أي عدوان على لبنان سيكون عدوانا على سوريا، وهذا ما أكده السيد نصرالله بأن الجبهة ستكون واسعة، أي أن الحرب ستكون إقليمية ولن تقتصر فقط على الجبهة اللبنانية". معتبراً "أن التصريحات الايرانية الدائمة بالرد الموجع على اسرائيل اذا ما شنت أي عدوان يعني أن أميركا لن تقف موقف المتفرج، وهذا ما قد يجعل الحرب أبعد من إقليمية لتصبح دولية في ظل الوجود الروسي بالداخل السوري، والتي لن تقف أيضا مكتوفة اليدين أمام هكذا حرب".


ويضيف العميد سببا آخرا وأساسيا في عدم تمكن "الكيان الاسرائيلي" من المخاطرة بشن حرب جديدة، وهو ان "اسرائيل" مأزومة، رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو في مأزق كبير وتحت الملاحقة القضائية، ويتحضّر للانتخابات، فيما حكومته تنهار. إضافة الى انه فشل في غزة،  وفشل في  التحليق فوق سوريا، فكل ما يجري بين الحين والآخر من اعتداءات على سوريا هو في إطار المسموح به له "كفشة خلق".


وينهي الدكتور جابر حديثه بالقول: "في كل سنة تقوم اسرائيل بتحضير عدوان على لبنان، ثم تبدأ بالعدّ الى العشرة وتتراجع، وهذا ليس بالأمر الجديد". فقد بدت واضحة حالة الإرباك والعصبية الهستيرية وردة الفعل الغير مدروسة على مقابلة السيد نصرالله، ما يعكس الإحباط الذي يعاني منه الداخل الإسرائيلي.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa