جنبلاط يخسَر الرهان... أرنَب برّي أنقذ الحريري

31/01/2019 08:19PM

في اليوم الثاني والخمسين بعد المئتَين، وفي الساعة العشرين، والدقيقة الرابعة والعشرين والثانية الثامنة بعد الثلاثين وُلدت الحكومة "العتيدة" بعد مخاضٍ عسير استمر لثمانية أشهر وأسبوع.



من سمِع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صباح اليوم، في تصريحه لقناة "ناشيونال الإماراتية" قال لا حكومة، وأطفأ محرّكات التفاؤل التي عمل على تشغيلها رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الأيام الماضية، إذ قال جنبلاط عبر الأثير الإماراتي "الأمل بالتشكيل اليوم ضئيل، إلا إذا أخرج الحريري أرنباً"، ما شكل صدمةً في الأوساط السياسية، كون هذا الكلام صادر عن "دينمو" السياسة وعرّابها.


للمرة الأولى يخطئ بيك المختارة لا بل يخونه التعبير وربّما الحدّس السياسي



للمرة الأولى يخطئ بيك المختارة، لا بل يخونه التعبير، وربّما الحدّس السياسي، فالحكومة تشكلت بعد ساعات من تصريحه التشاؤمي، ومن أخرج الأرانب، هو صاحبها ومروّضها منذ عقود (رئيس المجلس النيابي نبيه بري) وليس الحريري.


فتنازل بري عن وزارة الاقتصاد لصالح التيار الوطني الحر، وكذلك عن البيئة، وأخذ بدلاً عن الأولى وزارة الثقافة من القوات اللبنانية، التي ارتضت بدورها بوزارة التنمية الإدارية، لما لها من دور بتنفيذ "حلم" الحكومة الإلكترونية.


كواليس تشاؤم جنبلاط، وعتب الحريري عليه، سردتها مصادر حكومية لموقع "السياسة"، فالودّ ما عاد عامراً بين الرجلين، بعد منتصف ليل الثلاثاء الماضي، أي بعد ساعات قليلة من عشاء الأشرفية، الذي جمعهما بحضور الوزير السابق غطاس خوري، وعقيلة جنبلاط، والنائب وائل ابو فاعور والسفير المصري نزيه النجاري.


الحكومة تشكلت بعد ساعات من تصريح جنبلاط التشاؤمي ومَن أخرج الأرانب هو بري


وهي الليلة التي أبلغ فيها أبو فاعور الحريري نقلاً عن جنبلاط في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أن "وليد بيك" يقرئه السلام، ويقول له أنه غيّر رأيه فيما يخص منح حقيبة الاقتصاد لبرّي"، الأمر الذي أثار جنون الحريري، كون الأخير أبلغ الرئيس بري بهذا الاتفاق، عبر وزير المال علي حسن خليل، وانتشرت حينها الأجواء الإيجابية على هذا الأساس.


ومن يومها أوصل الحريري إلى المختارة استياءه، ونشر امتعاضه من جنبلاط على المقربين منه في بيت الوسط، وقطع عهداً على نفسه بتكثيف الاتصالات والمشاورات للتوصل لحكومة في أقرب وقت، وأقلها قبل انتهاء المهلة التي وضعها لنفسه بداية الأسبوع الجاري عبر استخدام عبارة "الحكومة السبت أو بفلّ".


الحريري "ما بدّو يفل" وما عاد قادراً على إسقاط نظرياته التفاؤلية واحدةً تلو الأخرى، حفاظاً على ماء وجهه، كرئيس حظيَ بتكليف غالبية الكتل النيابية، فكان الحراك "الأكثف" منذ لحظة التكليف في الرابع والعشرين من أيار الماضي، والذي أدّى إلى قبول بري بالثقافة عوضاً عن الاقتصاد، وما تبعه من تدوير حقائب، وبالتالي تشكيل الحكومة.

 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa