حكومة "طبّ الجرة على تمها ولا عشرة عالشجرة"!

وُلدت الحكومة بعد 253 يوماً من تدوير الحصص، الحقائب والأسماء، 29 وزيراً اعتلوا صهوة الحقائب "المشلّعة" لكثرة الصراعات التي صالت وجالت حولها، وما إن تصاعد الدخان الأبيض من بعبدا عشية الأسبوع الثاني من الشهر التاسع بعد التكليف، حتى غزت السيَر الذاتية للوزراء الجُدد صفحات الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي. 

فرحتنا بالمولود الجديد وسط زخم الضخّ الإخباري أنسَتنا البحث في تفاصيل مؤهلات أصحاب المعالي، موقع "السياسة" أخذ مبادرة التنقّل بين السيَر الذاتية الـ30، والتي كان الحاضر الأبرز ما بين سطورها، عدم مراعاة الاختصاص، وصولاً للتناقض في بعض الوزارات بين الحقيبة وحاملها، وكأن الحكومة بُنيت على مبدأ "طبّ الجرة على تمها ولا عشرة عالشجرة". إضافةً إلى العَيب الأساسي، الذي تباهى به وزراء حكومة العهد الأولى، فلم تخلُ سيرة ذاتية من جملة "ناشط في التيار الفلاني، مستشار للوزير العلّاني، عضو مجلس سياسي في الحزب الخنفشاري، منتسِب في صفوف الحركة الزحفطونية، ومسؤول قطاع الشباب في..." وإلى آخره من عبارات تؤكّد أن معيار التوزير كان واحداً لدى الأحزاب السياسية وهو الولاء لها بالدرجة الأولى، والتي توزعت بين الأحزاب والتيارات كما يلي:

حصة تيار "المستقبل":

رئيس الحكومة سعد الحريري: حاصل على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون في واشنطن.

وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن: درجة ماجستير في إدارة الأعمال، اختصاص تمويل واستثمار، من جامعة جورج واشنطن، الولايات المتحدة. 

وزير الاتصالات محمد شقير: خرّيج كلية إدارة الأعمال الدولية، باريس I.A.C..

وزير الإعلام جمال الجراح: إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية – الأميركية.

وزيرة الدولة لشؤون تأهيل الشباب والمرأة فيوليت خيرالله الصفدي: متخصصة في إدارة الأعمال الدولية من جامعة سيدة اللويزة، و تتابع حالياً دراسات عليا في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية.

وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني: حائز على عدة شهادات من جامعات عالمية أبرزها هندسة الاتصالات، والعلوم المالية.

حزب القوات اللبنانية:

وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق: حائزة على شهادة الدكتوراه في علوم الاعلام والتواصل من جامعة باريس الثانية.

وزير الشؤون الاجتماعية ريشارد قيومجيان: دبلوم دراسات عليا في السياسة الدولية، من معهد السياسة العالمية - واشنطن، ودبلوم دراسات عليا في طب عام الأسنان وجراحتها.

نائب رئيس الحكومة الوزير غسان حاصباني: حائز على شهادة بدرجة امتياز في الهندسة وماجيستير في ادارة الأعمال من بريطانيا.

وزير العمل كميل أبو سليمان  إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف، مع 3 ماجستير في القانون من جامعات عالمية.

التيار الوطني الحر:

وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: حائز على إجازة في الهندسة من الجامعة الأميركية في بيروت.

وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني: إجازة في الاقتصاد من جامعة القديس يوسف، وشهادة دراسات عليا في الادارة من المدرسة العليا للتجارة في باريس.

وزير البيئة فادي جريصاتي: شهادة في الإدارة العامة والعلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت.

وزير الاقتصاد منصور بطيش: لم تذكر السيرة الذاتية الخاصة به اختصاصه العلمي، إلا أنها ذكرت المناصب التي تنقّل بها بين عدد من المصارف، والجمعيات الاقتصادية، الأمر الذي يوحي بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب.

وزير المهجرين غسان عطالله: حائز على دبلوم دراسات عليا في مختبر الأسنان من جامعة القاهرة، وهو الذي أثارت سيرته الذاتية جدلاً في الأوساط اللبنانية، كونها تضمنت المشاركة في تشييع الفنان الكبير وديع الصافي.

وزير السياحة أواديس كيدانيان: علوم الفيزياء - الجامعة اللبنانية. 

وزراء رئيس الجمهورية:

وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب: حائز على إجازة في إدارة الأعمال والتسويق من الجامعة الأميركية في لندن، وشهادة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الاميركية. 

وزير العدل ألبير سرحان: إجازة ودبلوم دراسات عليا في الحقوق، من جامعة القديس يوسف، ودكتوراه دولة في القانون العام.

وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي: إجازة لبنانية وإجازة فرنسية في الحقوق من كلية الحقوق والعلوم السياسية في بيروت (جامعة القديس يوسف).

وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد: ولم تتضمن سيرته الذاتية اختصاصه العلمي واكتفت بالمناصب الحزبية والإدارية التي شغلها خلال السنوات الماضية.

وزراء حزب الله:

وزير الرياضة محمد فنيش: إجازة في الرياضيات، وإجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية.

وزير الصحة العامة جميل جبق: درس في كلية الطب في كرواتيا، وأكمل اختصاصه في اختصاص الطب الداخلي في مستشفى المقاصد والجامعة الأميركية في بيروت.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي: دبلوم دراسات عليا في علم الاجتماع السياسي، من دون ذكر الجامعة التي خرّج منها.

حركة أمل:

وزير المالية علي حسن خليل: مجاز في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

وزير الزراعة حسن لقيس: دكتوراه في هندسة الميكانيك من جامعة INSA - تولوز - فرنسا.

وزير الثقافة محمد داوود داوود: بكالوريوس في علم الأحياء، الجامعة الأمريكية بيروت.

الحزب التقدمي الاشتراكي:

وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب :ليسانس في الآداب - قسم التاريخ، جامعة القاهرة، وماجيستير في التاريخ الحديث المعاصر.

وزير الصناعة وائل أبو فاعور: إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة الاميركية في بيروت.

أما وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس (تيار المردة): حائز على إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية. ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب (الحزب الديمقراطي اللبناني): لديه بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية الأميركية.

في المحصلة، يتبيّن أنه بالكاد هناك ثلاثة وزراء أو أربعة على أبعد تقدير توافقت اختصاصاتهم مع حقائبهم الوزارية، مثل، سرحان، جبق، بطيش، وأفيوني. وكان لافتاً أيضاً بعد هذه "الجوجلة" السريعة، بغض النظر عن التوافق بين الاختصاص والحقيبة، تخرّج معظم الوزراء من جامعات عالمية وعربية، أو محلّية خاصة، بينما يسجّل فقط للوزراء كيدانيان، فنيش، علي حسن خليل، وفنيانوس تخرّجهم من كليات الجامعة الوطنية "الجامعة اللبنانية".

وتجدر الإشارة في ختام هذا البحث، أن مراعاة الاختصاص في الحكومات، كما هو الحال في الدول المتقدمة، والتي تناشد حقاً التغيير وبناء الأوطان، حلمٌ بعيد المنال في لبنان. إذ أن الدستور لا يلحظ هذا البند في حديثه عن الحكومات وتشكيلها، ولا نظام داخلي لمجلس الوزراء حتى الساعة، يضبط إيقاع هذه العملية. فلم يُقرّ النظام الداخلي لمجلس الوزراء حتى الساعة، أي بعد تشكيل الحكومة الـ75، بسبب وجود خلاف دائم على هذا النظام، الذي له أيضاً أن يقلّم أظافر الصراع الشرس الذي نراه عشية تأليف كل حكومة.

المصدر : السياسة