معراب – حارة حريك... تفاهُم "أوعا سيادتَك"!

07/02/2019 07:13AM

"رغم اختلاف القوات وحزب الله إلا أننا نتّفق على الكثير من البنود التي تتمحور حول مصلحة البلد"... قالتها وزيرة القوات الإعلامية الأشرس في تاريخ لبنان الحديث دفاعاً عن لبنان وسيادته قبل أيام.


ما عاد مستتراً التقارب القواتي مع الحزب الأصفر، والذي بدأ في الحكومة الماضية، يستمر للحالية بخطاً أكثر ثباتَا، وما كان من المحظورات بالأمس صار مباحاً بعد تعبيد الطريق بين معراب وحارة حريك تحت سقف المؤسسات.

ما عاد مستتراً التقارب القواتي مع الحزب الأصفر



محطّاتٌ كثيرة كسرت الجليد بين الحزبين، أولها الالتقاء على محاربة الفساد قولاً وفعلاً، وثانيها القناعة من أجل مصلحة البلد، الأمر الذي ظهر جلياً خلال فترة تشكيل الحكومة، إذ تنازل كلٌ من الحزبين عن حقهم في التمثيل العادل على غرار الكتل المتشابهة معهما بالحجم، من أجل تسريع التشكيل، وبالتالي انتشال البلد من دوامة التعطيل وعنق زجاجة الحصص المرتبطة بطموحات البعض بالسيطرة وإثبات الذات لغايةٍ في نفسوهم الحالمة بما هو أبعد وأبعد من إحكام قبضتهم على الحكومة.




وهو التشابه الذي بدأ يُترجم في السياسة والإعلام بين الطرفين، فكان لافتاً في الفترة الأخيرة الانفتاح الإعلامي بين الوسائل الإعلامية التابعة لحزبَي الله والقوات، ولعلّها كانت سابقة في تاريخ إعلام معراب قبل أيام، حين عنوَن الموقع الرسمي الناطق باسم القوات "مصادر حزب الله للقوات..."، وما تلاها من تصريحات رسمية من وزراء حزب الله للموقع نفسه، كوزير الشباب والرياضة محمد فنيش.


يميّز رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور بين المسألة السيادية والمسألة المؤسساتية ومصلحة البلد، "فعمق الخلاف بين حزب الله والقوات هو في المسألة الأولى، أما في النقاط المتصلة بإدارة الدولة والملفات المتعلقة بالأبعاد الاقتصادية ومكافحة الفساد، فالتقاطع والتقارب واضح منذ الحكومة الماضية".




ويكشف جبور في حديثٍ لموقع "السياسة" أن هذا التقاطع كان موجوداً بقوة أثناء صياغة مسودة البيان الوزاري، فحصل توافق حول مجموعة بنود إن كان إصلاحية أو تتصل برؤية اقتصادية تنموية للمرحلة المقبلة. وتوقع أن ينسحب هذا التقارب على الحكومة الحالية، في الملفات المتصلة بشؤون الناس الحياتية، لا سيما أن خطاب نصر الله أعطى لهذا العنوان، أي الشأن الداخلي، بُعداً لافتاً، وبالتالي "من المتوقع أن يُصار إلى تقاطعات بين الحزبين بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، في ظل تحديات كبيرة تواجه البلد، وتحتاج بالضرورة لأن يكون التقاطع حولها عاماً وليس فقط ثنائياً".

من المتوقع أن يُصار إلى تقاطعات بين الحزبين بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين



فهل يمكن أن ينعكس هذا التقارب لقاءات ووفود بين الطرفين على المستوى السياسي؟

يستبعد جبور التقارب على المستوى السياسي بين القوات وحزب الله، ويرى أنه غير مطروح، وغير وارد حتّى، وربما مستحيل، وإن كانت "الشيطنة" التي كانت في مرحلة سابقة لدى الطرفين لم تعد موجودة، إلا أن التقارب محصور بالمؤسسات وتحت سقف مجلسَي الوزراء والنواب.




وعن الانفتاح الإعلامي بين الحزبَين، يشير جبور إلى أنه قرار يندرج ضمن السياسة الإعلامية التي يتبعها حزب القوات، عبر الانفتاح على وجهات النظر المختلفة، ونقل كل الآراء السياسية، وتقديمها لجمهوره ولمناصريه، بدلاً من الاطلاع عليها في أماكن أخرى، كاشفاً أن إعلام حزب الله في المقابل وفي عدة محطات تواصل مع القوات في مرحلة تشكيل الحكومة، لا سيما عند الحديث عمّا عُرف بالعقدة المسيحية.





وبدورها مصادر حزب الله تلتقي مع جبور، وتوافقه على النقاط نفسها، على اعتبار أن التقارب ليس سياسياً، بل هو تحت سقف المؤسسات.  ولا تنفي أن "هناك قرار على مستوى حزب الله للتلاقي مع القوات اللبنانية في بعض الملفات في مجلس النواب ومجلس الوزراء".

هناك قرار على مستوى حزب الله للتلاقي مع القوات اللبنانية 








وتكشف مصادر حزب الله لـ"السياسة" الستار عن التنسيق الدائم، على سبيل المثال لا الحصر، بين نائبي بعلبك الهرمل، أنطوان حبشي، وإيهاب حمادة، وذلك في الملفات الإنمائية والتنموية داخل المنطقة.


أما التقارب بالمعنى السياسي "غير الموجود"، وتستبعد المصادر نفسها حصوله، لأمور جوهرية متعلقة بنظرة القوات لمفاهيم عديدة كالفيدرالية، والصراع مع إسرائيل، يُضاف إليها الأمور العالقة قضائياً، والتي تقف عائقاً أمام أي تقارب سياسي بين الطرفين، كقضية اغتيال الرئيس رشيد كرامي، وقضية الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa