هل يفعلها بو صعب... "أحبّائي" ؟!

12/02/2019 06:35AM

"من موقعي كصديق لإيران، جاهز للمساعدة في الحصول منها على كلّ ما يحتاجه الجيش اللبناني، وخصوصاً في مجال الدفاع الجوي"... قالها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى الثورة الإيرانية قبل أيام، ممهداً الطريق أمام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي عزف على الموجة نفسها، وإن ببعدٍ رسمي أكثر، وأبدى استعداد بلاده بعد ساعات من وصوله إلى لبنان، لتقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني وانها (أي إيران) تنتظر أن يُبدي الجانب اللبناني رغبته في ذلك.


ليست هي المرة الأولى التي تعرض فيها إيران خدماتها العسكرية على لبنان، وإن كانت اليوم على يقين أكثر من قبل بأن الأخير ليس حرّ التصرف تجاه مغرياتها، التي تشكّل ضرورة ملحة لجيشه الوطني في ظل التحديات التي تواجهه لا سيما على مستوى الصراع مع إسرائيل.


في الشكل يحتاج حصول الجيش اللبناني على معدات عسكرية إيرانية، لموافقة من مجلس الوزراء المنقسم حول العلاقة مع إيران، وينحصر دور المؤسسة الأم بالتعبير عن رأيها "تقنياً" عن حاجتها العسكرية، هذا إذا ما أفسح السياسيون لها المجال بذلك، إذ كان القرار بكل الهبات السابقة سواء بالرفض أو بالقبول للسلطة السياسية، من دون الأخذ بعين الاعتبار لحاجة الجيش لهذه الهبات أم لا.


ينحصر دور المؤسسة الأم بالتعبير عن رأيها "تقنياً" عن حاجتها العسكرية


أما في المضمون، فدون قبول هذه الهبة حواجز عديدة تبدأ بالعقوبات الأميركية على إيران، والتي قد يكون لها تداعيات على لبنان، ولا تنتهي بإيقاف الإمداد العسكري الغربي للبنان، وفي مقدمته الأميركي، إذ هناك شبه احتكار أميركي لتزويد الجيش اللبناني بالمعدات العسكرية منذ أكثر من 10 سنوات.


لا يمكن إلا الاعتراف بالأولى (أي العقوبات) وضرورة السير بين نقاطها المتفجرة، أما الثانية (الدعم الأميركي للجيش) فتتحشرج الحنجرة العسكرية أمامها لتبوح بحقيقة مُرّة مفادها أن هذا الدعم لا يغني ولا يسمن من جوعٍ للمواجهة ولا يؤسس لمبدأ "الجيش القوي" الذي نطمح للعيش تحت رايته ونحتمي ببندقيته دون سواها.


مشكورةٌ هي أميركا على دعمها، ولعلّه دينٌ في رقابنا كلبنانيين إلى ما لا نهاية، لكن لا يمكن لهذا الدَين أن يلغي واقعاً، يجعلنا نتحسّر على العرض الإيراني الذهبي، بما أنه يحمل في طياته أسلحة دقيقة لها أن تغيّر المعادلة في لبنان، وفي المنطقة حتى. 


وبغضّ النظر عن براءة الطرح الإيراني، في هذا الوقت تحديداً، أو عدم براءته، إذ أن في "الطحشة الإيرانية" رسالة مباشرة لأميركا، تحاول عبرها فكّ عزلتها، وتقول: "أنا هنا وطرف أساسي، حاضر ومؤثر في المنطقة" بالرغم من معرفتها المسبقة بالجواب اللبناني.  إلا أنه لا يمكن التنكر في المقابل لاستراتيجية أميركية تقبض فيها الولايات المتحدة بطريقة "لطيفة" على قدرات جيشنا الوطني، تمنحه كل ما لا يشكل خطراً على إسرائيل.


يؤكد مصدر معني أن "كل ما يحتاجه الجيش اللبناني في اندلاع أي مواجهة مع إسرائيل، لا يملكه" مثل الدفاعات الجوية، لمواجهة الطائرات الإسرائيلية التي تسطّر لوحاتاً بهلوانية في سماءنا بين يومٍ وآخر، ومثل الـ"كورنيت" أي مضاد الدروع لمواجهة "الميركافا" الإسرائيلية في البرّ، أو كصواريخ الـ"برّ - بحر" التي لها أن تحمي الشواطئ اللبنانية من البوارج الإسرائيلية في حال حصول أي حرب مقبلة بين لبنان والكيان الإسرائيلي.


كل ما يحتاجه الجيش اللبناني في اندلاع أي مواجهة مع إسرائيل لا يملكه


وبحسب معلومات "السياسة" فلا تتجاوز ميزانية وزارة الدفاع اللبنانية الـ3000 مليار ل.ل، ولا يُخصص منها للتسليح أكثر من 25 مليار ل.ل، بينما يتم صرف باقي الميزانية على الرواتب والطبابة وغيرها.


ويجزم المصدر نفسه أن المشكلة هنا "بحت سياسية"، فلا مشكلة تقنية لدى الجيش في استقبال أسلحة دقيقة من إيران، لأن ذلك لا يتعارض مع أنواع الأسلحة الموجودة لدى المؤسسة العسكرية "فما المانع من خلق فِرقة خاصة أو كتيبة تختص بالدفاع الجوي مثلاً"، الأمر الذي يدحض أيضاً مخاوف بعض المنظّرين العسكريين في هذا الإطار، علماً أن "الدبابات الروسية موجودة لجانب الأميركية في عتاد لبنان العسكري منذ سنوات".


يعيد السيناريو نفسه اليوم، كما في كلّ مرة، تلوّح إيران بحاجة لبنان العسكرية، الأخير يرفض، خوفاً من الخروج من تحت عباءة التسليح الأميركية المجهزة على مقاس أمن إسرائيل، لكن هل يكون لبنان هذه المرّة أذكى، في التعاطي مع "الطعم الفارسي" ويستغلّ "هزّ العصا الإيراني" لمفاوضة أميركا نفسها والحصول على أسلحة تليق بالعهد القوي، بعد "الطحشة" العونية على الوزارة الأم، وهل يفعلها وزير الدفاع الياس بو صعب ويغنّي على طريقته أغنية "أحبائي" التي سبق وغنّتها زوجته جوليا بطرس لرجال حزب الله، لكن لعساكر الجيش اللبناني هذه المرة؟


___________________________

الصورة عن موقع الجيش اللبناني الرسمي


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

02:31PM

"الخارجية": حان الوقت ليترجم المجتمع الدولي أقواله إلى أفعال!

02:23PM

بالشراكة مع "لجنة الإنقاذ الدولية".. وزارة الشؤون تطلق المعايير الوطنية لدور الحضانة

02:16PM

بيان للأمن العام بشأن رسوم المعاملات.. إليكم ما جاء فيه

01:49PM

القناة 12 الإسرائيلية: صاروخ سقط في العراق يستخدم لأول مرة بالمنطقة ولا تمتلكه سوى دول قليلة في العالم

01:46PM

جعجع: ما هي التدابير التي اتخذها التيار الوطني الحر منذ العام 2011 في مسألة اللجوء السوري؟ حتى منذ العام 2016، ماذا فعل رئيس الجمهورية مع أكثرية وزارية ونيابية؟ التيار الوطن الحر "معجون عجن" بالغش، وقبل اتهامنا بأي شيء ليقول لنا ماذا فعل في هذا الملف

01:42PM

جعجع: البعض يتحجج بأن أعضاء شرطة البلدية غير كافيين لمعالجة مشكلة اللاجئين السوري، ومن هنا نحن مستعدين لتقديم متطوعين للعمل على هذا الملف في المناطق، ومن اليوم وصاعداً لن نسكت عن أي تقصير أو تقاعس

01:40PM

جعجع: وزير الداخلية يقول إنه ضد الأمن الذاتي. معالي الوزير جميعنا ضد الأمن الذاتي ولكن عليك القيام بعملك، وأول أمر يجب معالجته هو حل قضية اللاجئين، وعدم تحرك الدولة يدفع الناس للذهاب إلى الأمن الذاتي

01:37PM

جعجع: المسؤولية السياسية في مسألة لجوء السوريين تقع على رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الدفاع، وعلى وزير الداخلية تطبيق التعاميم التي أصدرها

تواصل إجتماعي

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa