13/02/2019 06:52AM
أُغلِقت الشوارع وسط بيروت، انتشرت القوى الأمنية، طار حمام ساحة النجمة على وقع حركة السيارات "المفيّمة" ولم يغطّ، هرول النواب ليصعدوا خشبة منح الثقة، بوزراء ينتمون للكتل نفسها التي عُجِن منها المجلس النيابي.
منح الثقة كان سيد الموقف، ومن له أن يتجرّأ على حجبها، عن حكومة احتاجت لـ253 يوماً لتتشكل، إلا من خانته المحاصصة وحرمته من الجبنة الحكومية. فصعد النائب تلوَ الآخر ليمنحوا الثقة بوزراء أحزابهم وتياراتهم السياسية، في مشهدٍ هزلي يتكرر في جلساتٍ عامة عقب تشكيل كل حكومة.
منح الثقة كان سيد الموقف ومن له أن يتجرّأ على حجبها
لا شيء في الدستور يقينا شرّ الديمقراطية التوافقية، التي تحرمنا بدورها من نعمة المحاسبة الحقيقية، والتمتّع بسلطة طبيعية لا هجينة، مؤلفة من موالاةٍ تراقبها معارضة، وتعاقبها فعلاً لا قولاً عند الخطأ.
وعليه، ما علينا إلا تحضير الـ"بوب كورن" ومشروب الـ"السفن أب" لمتابعة الفيلم الموسمي "الطويل"، وإن كان الأول لتمرير الوقت وتفادي الجوع إزاء الكلمات "طويلة الأمد"، فالثاني ليساعدنا في ابتلاع بعض "المزْحَات" الثقيلة.
على هامش افتتاحية الجلسة العامة لمناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة بالحكومة، سقطاتٌ كثيرة، "لطشات" كبيرة، وتمرير رسائل، ورمانّة "وقلوب مليانة"...
بمطرقته الخشبية، سرعة بديهته، وحزمه، كان رأس البرلمان الذي وزّع الكلام بين "تلامذته" الحاضر الأبرز في ملعب المؤسسة التشريعية. وكعادته كان رئيس حكومة "إلى العمل" سعد الحريري متلعثماً بكلماته، ضارباً بعرض "التأتأة" حروف الأبجدية، حارماً الحضور من فهم المعنى الحقيقي لبنود البيان الوزاري التي توزعت على 12 صفحة، أتعبت رئيس الحكومة، وأجهدت مقدراته اللغوية.
وبالتنقل بين مداخلات الطالبين الكلام، والقُرب من الحكومة الجديدة، تحت قبة البرلمان، يمكن انتقاء مواقف معينة، كسَرت رتابة المطولات الخطابية على أطلال بيانٍ أخذ من المطالب المحقّة "أذنها"، أقرّ أخرى، وأبقى التطبيق رهن النيّة.
يمكن انتقاء مواقف معينة كسَرت رتابة المطولات الخطابية
ولعلّ أبرز المواقف كانت لجم أستاذ المجلس للنائب المشاغب الذي حاول "القوطبة" على استهلال الكلام مع النائب تمام سلام، وتوجّه بالسؤال لبري "هل سيكون هناك تعليق للجلسة على خلفية تشييع الزميل روبير غانم"، فأدار بري "الأذن الطرشاء" له وعاد وأعطى الكلام لسلام، لم تُعرف هوية النائب "المكسوف" إلا أنه وبحسب الترجيحات، تبعاً لصوته، تبيّن أنه النائب الكتائبي نديم الجميل.
وكالعادة خلق النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" حسن فضل الله الجدل حول التلويح بأسماء كبيرة مبهمة متورطة بالفساد، من دون ذكرها، الأمر الذي خلق بلبلةً على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وكان من فضل الله رسالة واضحة لحزب القوات اللبنانية، إذ قال "مستعدون كحزب الله للتعاون مع أي طرف حتى ولو كنا نختلف معه بالسياسة، لمكافحة الفساد".
أما الكلمة الأكثر جدلية، فكانت لنائب تكتل "لبنان القوي" ميشال معوض، الذي طالب الرئيس بري بالوقوف دقيقة صمت عن روح شهيد الفساد جورج زريق، الأمر الذي عقّب عليه الرئيس بري بالقول "يجب الوقوف دقيقة صمت عن روح الدولة اللبنانية"، وكان لافتاً عند تطرّق معوض لقضايا الاغتيالات التي لم يصدر أحكام بحقها بعد، اعتراض النائب فيصل كرامي على عدم ذكر اسم الراحل رشيد كرامي، قائلاً "نسيت رشيد كرامي، عارفين مين قاتلو وكان صديق بيّك". فردّ معوّض مبرراً ذلك بأن ملفَي الشهيد رشيد كرامي والشهيد بشير الجميّل قد أقفلا في المحاكمات، ناعتاً كرامي بـ"فيصل أفندي". هذا ووصف معوض العصر الحالي بـ"الشيعية السياسية" مذيلاً توصيفه بعبارة "من الإذن منك دولة الرئيس". وخلال كلمة معوّض نفسه توجّه بري لزميل معوّض في التكتل النائب سيزار أبي خليل موبّخاً: "شيل التلفون من إيدك، ممنوع استعمال التلفون بالجلسة".
الكلمة الأكثر جدلية كانت للنائب ميشال معوض
وبينما استرسلت النائب في تكتل "الجمهورية القوية" ستريدا جعجع في الكلام، وتوجيه التحية لزميلاتها في مجلس الوزراء، علّق برّي "شو هالعنصرية ضد الرجال" لتبادره جعجع بسرعة بديهتها وذكائها "العين ما بتعلى عن الحاجب دولة الرئيس"... ليعلّق نائب "لبنان القوي" سليم عون متوجهاً لجعجع "أوعا إِختِك"، والذي كررها بعد سؤال جعجع: "مين، مين عم بعلّق".
وكانت مميزة كلمة النائب في كتلة "التنمية والتحرير" عناية عز الدين، التي وضعت النقاط على الحروف، وتطرقت لقضايا ملحة، واقترحت إسناد كلمة "تطبيق" بعد كل "إقرار" للبنود التي تضمنها البيان الوزاري.
واستهلّ استئناف الجلسة المسائية، النائب فيصل كرامي، الذي توجّه بطرافته المعتادة لرئيس الحكومة الذي انشغل بجيرانه عن كلمة كرامي، قائلاً "خلّيك معنا يا دولة الرئيس" موجّهاً التحية له متمنياً عليه الاستمرار بما أسماه "الخطاب الحلو".
كما كان لافتاً انسحاب الحريري عند صعود النائب جميل السيد المنبر، لإدلاء كلمته بالبيان الوزاري والحكومة، التي حجب عنها الثقة، ونعتها بـ"حكومة الرئيس المغيّب" إشارةً منه إلى انسحاب الحريري،واعترض السيّد على عبارة "المركب سيغرق بالجميع" بالبيان الوزاري، واصفاً هذا المركب بـ"المبخوش"، والذي لن يغرق به الجميع، كون البعض لديه "هوليكبتر" تنقذه، على حدّ تعبير السيّد.
رُفعت الجلسة في تمام الساعة التاسعة، ليُعاد استئنافها صباح اليوم الأربعاء، على أن يتم التصويت على الثقة للحكومة في الجلسة المسائية من مساء اليوم نفسه، والتي من المتوقع أن يكون من أبرز المنشقين عنها إضافةً للسيّد، والنائب أسامة سعد، كلا من النواب سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، وبولا يعقوبيان.
_______________________________________________
الصورة من موقع مجلس النواب - تصوير حسن ابراهيم
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
نوال الزغبي ووائل كفوري معًا في أميركا
تيم حسن يحتفل بعيد الجلاء على طريقة "تاج"... إليكم التفاصيل
بالفيديو: إشكال كبير... توقف المباراة بين الرياضي والحكمة
10 أشخاص في قبضة الجيش!
الحفل الأقوى... شيرين الى تركيا
أصالة في بيروت قريبًا: حفل كبير وهذه آخر المعلومات
خبر يهم الطلاب: متى ستجري الإمتحانات الرسمية؟
الطيران الحربي الاسرائيلي يشنّ غارة جوية بالصواريخ استهدفت منطقة "وادي العصافير" في مدينة الخيام
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa