ارتفاع مخيف بنسب الطلاق... حلٌّ أو "موضة"؟

16/02/2019 06:33AM

سنة تلو الأخرى، يشهد العالم بشكل عام والمجتمع اللبناني بشكل خاص ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الطلاق المُسجّلة، فبعدما كان متوسطها السنوي في الأعوام الماضية نحو 7000 حالة، ارتفعت النسبة في العام 2017 إلى 8580 حالة، أي زيادة بنسبة 22.5% علماً بأن هذه أرقام غير نهائية، وهذا الرقم بالتأكيد سجّل ارتفاعاً ملحوظا في العام المنصرم.


الطلاق أسهل الحلول للحدّ من المشاكل بين الزوجين


في السنوات الأخيرة، كثُرت أسباب الطلاق، وتعدّدت، وفي كثير من الأحيان تفككت عائلات لأسباب متعلّقة بطموحٍ شخصي أو بخلاف بسيط، ليبقى الطلاق أسهل الحلول للحدّ من المشاكل بين الزوجين، وأسوأها على الأطفال. 

يوضّح المحامي روي رحمه المتخصّص في قضايا الأحوال الشخصيّة، أنّ "قلّة القناعة" في الحياة الزوجية هي الدافع الأساسي للطلاق، خاّصة اليوم بعدما استقلّت المرأة ماديًا، وباتت قادرة على رفض أي "ظلم" يلحق بها، بعكس الحقبة الماضية حين كانت المرأة غير قادرة على تحمّل تداعيات الطلاق.

ويضيف رحمه في حديثه لموقع "السياسة": "هناك أنواع محدّدة من الزيجات عمرها قصير، منها الزيجات المبكّرة التي تجري بين ثنائي غير ناضج وغير ملمّ بالمتطلّبات الحياتية، أضف إلى ذلك، الزيجات المدبّرة وخاصة بين الشاب الذي يعمل خارج لبنان والذي يسعى إلى الزواج من شابّة لبنانية، والّتي بدورها توافق على هذا الأمر هربًا من وضعها الاقتصادي والمعيشي وطمعًا بـ"العريس اللّقطة"، فيتمّ تدبير الزيجة الّتي تُتوّج بالفشل في نهاية المطاف".

ويرى رحمه أنّ هذه الأسباب مجتمعة إلى جانب غيرها، يمكن اختصارها بغياب "الحبّ الحقيقي وبالتالي غياب التضحية، فحيثما هناك حبّ سيكون هناك تضحية من أجل الشريك".

إلى ذلك، يشير الباحث في علم الاجتماع العائلي الدكتور زهير حطب، إلى أنّ الطلاق بات ظاهرة بارزة جدًّا في الأيام الحاليّة، وهذا مؤشّر على أنّ هناك أزمة، وهي ليست أزمة طلاق إنّما أزمة زواج.

بالإضافة للأسباب المؤدية إلى الطلاق سابقة الذكر، يأتي: "الوضع الاقتصادي وتراجع دخل الأسر، اللذان يؤثّران بشكل كبير على الاستقرار الأسري ويؤديان إلى اتخاذ قرار الطلاق" كما يؤكد حطب لـ"السياسة"، ويضيف "ناهيك عن التطور الذي يدخل على المجتمعات الانسانية المعاصرة التي تلجأ نحو استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، فبات الفرد يحقّق من خلالها ذاتيته وفرديته واتجاهاته وأفكاره بعيدًا عن كلّ ما له علاقة بالتقاليد والعادات والأسرة".

وعن مفهوم الزواج يشير حطب: "طرأ تحوّل كبير على مفهوم الزواج، فأصبح زواجًا ذاتياً بعد أن كان زواجًا أسرياً، فالطلبات والشروط عند الطرفين كثرت وازدادت وهي لم تكن موجودة سابقًا".


أكثر طلبات الطلاق في المحاكم هي مرفوعة من قبل الإناث


 أمّا عن المرأة "ففي كثير من الأحيان يشعر الرجل بأنه يريد ممارسة دور الرجل التقليدي مع المرأة وهذا ما لا تقبله هي اليوم، فهي أصبحت ركن أساسي في المجتمع من ناحية العمل والإنتاج المادي وتسعى إلى تحقيق ذاتها ممّا يدفعها إلى الاتفاق مع رجل تتناسب أفكاره مع أفكارها"، مشيرًا إلى أنّ "أكثر طلبات الطلاق في المحاكم هي مرفوعة من قبل الإناث".

الأسباب عديدة، والنتيجة واحدة، تفكّك أسرة، وتهديم آمال بُنيت على حبٍّ إذا صحّ الوصف "هشّ"، وأطفال يُتركون وحيدين في مهبّ الريح، فهل الطلاق الحلّ الأنسب؟


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa