بين سامي ونديم... رائحة فخامة

في البيال، رائحة فخامة... 

المؤتمر العام الـ ٣١ لحزب الكتائب اللبنانية يحملك الى nostalgie الفخامة..

يوم كان الحزب خزّان الطاقات والقيادات والكفاءات في الجمهورية اللبنانية.

رئيسان للجمهورية ، شهداء شهداء، ليس آخرهم بيار الإبن. عظمة على عظمة.

في البيال، هيبة التاريخ... حزب أكبر من الإستقلال، ورئيسه أصغر رئيس حزب ممَثّل بالبرلمان اللبناني.

في البيال، حزنٌ على التاريخ والفخامة والهيبة.

لن أدخل في السياسة، فما قيل فيها يكفي ليملأ المجلات ومواقع التواصل، سأكتب عن الحنين، عن حزب الموجوعين والموعودين والموروثين والمنكوبين. 

ليس تشفيّاً ولا انتقاداً من باب الشماتة. هي لحظات تخطفك على موسيقى المجد. من هي الكتائب الْيَوْم، من كانت، ولماذا باتت هنا؟

كيف سينهض سامي الحفيد بحزب الجدّ؟

كيف سيُعيد مجد العنيد والشهيد؟

الكتائب الْيَوْم، تسير على طريق حزب الوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية، لكن بخطى أبطأ.

قد يكون استشهاد بيار الإبن السبب الأكبر في كسر عزيمة وأحلام الكتائبيين لكنّه لا يجب أن يكون كذلك. فالشهادة مصدر قوة للكتائبيين منذ اعلان دولة لبنان الكبير.

صراعات داخلية سخيفة! صراعات على جثّة هامدة. نعم أيّاً يكن الرابح ستكون الكتائب يومها جثّة هامدة. ثلاثة نوّاب، لا تمثيل في الحكومة، أرقام غير مريحة في انتخابات المتن الشمالي، مواجهات مع السلطة، صراعات يمينية يمينية.

الكتائب الْيَوْم في خطر.... هيبة الرئاسة لم تكفها، رائحة المجد تتبخّر مع مرور الانتكاسات...

بين النائبين سامي ونديم كومة عزّ... لا أفضلية لواحد على الآخر فالشهادة مسّتهما كما العظمة.

في البيال، تتحسّر وانت لست كتائبيّاً، تتحسّر على مجد لبنان... تخاف على الكتائب، تتمنى أن يعود الحزب الى عزّه الأعزّ. هو شعور بالخوف على لبنان، هو استذكار الهامات التي طبعت لبنان الحديث بصورة الحضارة. 

في البيال، تنظر الى نديم وهو ينتقل من قبلة محبّ الى حضن رفيق، فتتعاطف معه. هو ابن البشير الرمز. هو ابن حلم آلاف المسيحيين، وهو سرّ أبيه أقلّه في المُحيّا.

وفي البيال أيضاً، تنظر الى سامي وهو يخطُبُ بالحاضرين وبالمشاهدين، بنبرة بيار الشهيد وبشير الشهيد، فترى المُقل تترغرغ بالدموع، وتتلألأ بالعطف. هو اخ الشهيد الأحب الى قلوب مسيحيي الجيل الحديث. هو ابن الثورة حتى على حزب العائلة، هو ابن العنيد الذي تَعِب وتحمّل عذاب استشهاد الأخ، والإبن معاً.

في البيال، صخرة لبنانية، تآكلتها المصالح، فباتت مهدّدة بالانهيار. 

وفي البيال أملٌ..... أمل بجمهور كتائبي لم ولن يخذل التاريخ.

أملٌ بحضور الخصمَين السياسيَّين القريبَين، وأملٌ بوقوفهما الى جانب بعضهما ليُعيدا معاً أمجاد الكتائبيين.

فلا سامي ينجح وحيداً ولا نديم يحلّق بجنح مكسور. ورأفة بنا، نحن الذين تنشّقنا رائحة الفخامة بالبيال، اتّفقا، توحّدا، ليعود الحزب حزباً نفتخر به كما آباؤنا وأجدادنا. أما ان لم تتّعظا فالحزب الى خراب ولبنان كذلك.....

المصدر : السياسة