لا "مستقبل" لرئاسة المجلس الأعلى للدفاع... القائد يضرب على الطاولة

19/02/2019 06:33AM

حُرِمت عكار "الوفية لابن الرئيس الشهيد" من التوزير في الحكومة، علَت الأصوات المعاتبة لرئيس الحكومة سعد الحريري، وانتشرت في الأوساط العكارية عبارة "لنا السِلفي... ولغيرنا الحقائب"، انتقاداً منهم لسلسة الزيارات الشعبية التي سبقت الانتخابات النيابية اللبنانية، والتي أغدق خلالها الرئيس الحريري الأهالي حباً، وعوداً وصوراً ذاتية مع ضحكاتٍ من القلب.


وصلت حلقات العتاب بالتواتر للحريري الذي تدارك الموضوع في الذكرى 14 لاستشهاد والده، وقال لهم (لأهالي عكار): "أنا أمثّل عكار في الحكومة". إلا أن "الزجَل السياسي" لم يأتِ أكله لدى العكاريين، والتهليل الفلكلوري الذي كان صنيع بعضهم في واجهة بيروت البحرية، لم يتجاوز أكفّ أولئك الذين آثروا "التصفيق" لابن الشهيد مهما كانت عياراته الإهمالية تجاه منطقتهم.


فكان البديل لمكافأة من أوصل 4 نواب "زرق" من أصل 7 إلى برلمان 2018، وعلى الطريقة اللبنانية، وعودٌ جديدة "مناطقية" تقول بأن منصب رئيس المجلس الأعلى للدفاع، وهو المنصب السُني الأعلى في المؤسسة العسكرية، سيكون من حصّة عكار، بغض النظر إن كان هناك ضبّاط أكفاء في عكار لتولّي هذا المنصب أم لا.


تاريخياً كان هذا المنصب شمالياً، إذ يشغله اليوم العميد سعد الله حمد، من عكار، الذي بلغ سن التقاعد في 7 شباط الحالي، وسبقه إلى المنصب نفسه، كل من محمد خير وسعيد عيد (المنية)، وعدنان مرعب (عكار).


أما اليوم فأبرز المرشحين لهذا المنصب من عكار، العميدان محمود الأسمر، وسامر خزعل، ينافسهما بقوة العميد وسيم صالح، من الإقليم، الذي اتُخِذ القرار قبل أيام بتوليه منصب مدير المراسيم في قيادة الجيش. علماً أن لدى صالح تاريخاً حافلاً من الإنجازات العسكرية، من مساعد قائد فوج المغاوير، إلى قائد حربي في نهر البارد، وصولاً إلى قائد العمليات في معركة فجر الجرود، مروراً بتوليه حماية قريطم، بيت الوسط ودار الفتوى في أحداث 7 أيار، وفي تاريخه النضالي أيضاً تلمع حادثة اختطافه من قبل السوريين عندما كان لا يزال ملازماً في الجيش اللبناني.


العميدان العكاريان غير حائزان على رضى قيادة الجيش 


يرى متابعون أن القرار الأخير، بتعيين العميد صالح مديرا للمراسم، يحرمه من منصب رئيس مجلس الدفاع الأعلى، إلا أن مصدر مطلع يؤكد لموقع "السياسة" أن قرار التعيين هذا، عُلٌّق ولم يصدر به تعميم من قبل قيادة الجيش بعد.


ويؤكد المصدر نفسه، أن العميدَين العكاريين غير حائزين على رضى قيادة الجيش، وأن العميد الأكثر حظاً لتولّي منصب رئيس مجلس الدفاع الأعلى لا زال العميد صالح، لما تستوفيه مسيرته العسكرية من تضحيات، ومحطّات مشرّفة. 


وينقل المصدر، مشرّعاً الباب للتأكيد على نظريته، أن قائد الجيش العماد جوزاف عون "ضرب على الطاولة" فيما يخص هذا التعيين، وكما عُرف عنه، وأثبت خلال مسيرته القيادية الرائدة، لن يرضى بأي تنفيعات مناطقية أو حزبية على حساب أي منصب متصل بالمؤسسة العسكرية.  ونُقِل عنه قوله "أنا لا أنظر إلى المنطقة بل أنظر إلى السيرة الذاتية"، ولذلك فإن المرجّح أن يكون الضابط الحقيقي ذو القيمة العسكرية والمعنوية، هو من سيتولى منصب رئيس المجلس الأعلى للدفاع، ولن يكون هذه المرة منصباً استرضائياً بماركة مسجلة لـ"المستقبل".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa