"المستقبل" يتلقى صفعة العمر: جمالي نائباً بـ2% من الأصوات

11/04/2019 07:17AM

ساعات تفصل الطرابلسيين عن الاستحقاق النيابي الفرعي، والعين على نسب الاقتراع التي قد تشكّل صفعة قوية لتيار المستقبل في عرينه، وهي الصفعة التي يتخوّف منها رئيس الحكومة سعد الحريري، ودفعته لشدّ الرحال نحو عاصمة الشمال غداً، لشدّ العصب وانتشال فريقه ليس من الخسارة، بل من نسبة تصويت قد تكون أسوأ من الخسارة بحدّ ذاتها.


فإن كانت مرشحة "المستقبل" عن المقعد السني الشاغر في طرابلس ديما جمالي، تنام على حرير الفوز منذ اتفاق زعماء طرابلس على دعمها، فإن "شَوك" الاقتراع سينغّص عليها فرحة الانتصار المُعلّب.


يكاد أن يكون هناك شبه إجماع على أن نسبة الاقتراع ستكون ضئيلة، نسبةً لحالة الامتعاض الشعبي في الشارع الطرابلسي بالدرجة الأولى، واعتباراً لفرعية الانتخابات، بالدرجة الثانية، وهي عادةً ما تشهد إقبالاً محدوداً، فكيف إذا كانت الانتخابات بكامل فصولها لم تغرِ أكثر من 31.03 % من الطرابلسيين في أيار 2018، فما هو الحال اليوم؟

نسبة الاقتراع يوم الأحد المقبل لن تتجاوز الـ4.02 %، بعدد مقترعين لا يتجاوز 12135 مقترع محتمل، من أصل 301767 ناخب محتمل، بحسب إحصاء حصل عليه موقع "السياسة" لمركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية، تناول الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، من إعداد الباحث والخبير في الشؤون الانتخابية إيليا إيليا.

نسبة الاقتراع يوم الأحد المقبل لن تتجاوز الـ4.02 %



وهي نسبة قد تشكل صدمةً في الأوساط المستقبلية، التي تحاول "إطفاء الحمى بقشور البصل" وتستبق التقديرات وتقول "نعلم بأن نسب الاقتراع ستكون منخفضة وبالكاد ستصل إلى 10 %" إلا أن الواقع يبشّر بما هو أسوأ، الأسوأ الذي يحاول الحريري استدراكه في زيارته لطرابلس يوم غد، إلا أن هذه الزيارة لن ترفع نسبة التصويت أكثر من 2 %، على حد تعبير الدكتور إيليا.


وتبعاً للإحصاء، ستحظى جمالي بـ2.2 % من الأصوات، والنائب السابق مصباح الأحدب على 0.27 %، ومرشّح "كلنا وطني" يحيى مولود على 0.26 %، بينما تتوزع باقي الأصوات على باقي المرشحين الأربعة وهم نزار زكا، طلال كبارة، علي السيد، وحامد عمشة.


يفرّق إيليا في الفتور الانتخابي الطرابلسي بين حالتين: العزوف الانتخابي وهو نتيجة الواقع الذي يعيشه لبنان والمدينة بشكل خاص من حرمان ممنهج ووعود زائفة، والامتناع الانتخابي وهو الناتج عن امتعاض الشارع من شخصية يعتبرونها فُرضَت عليهم فرضاً، ولا تشبه نسيج المدينة الشعبي.


ويعيد إيليا الحالة الثانية لأسباب ثلاث: أولها ذكورية المجتمع، ثانيها "الإيغو" المرتفع لدى العدد الأكبر من شخصيات المستقبل التي تظن بأنها هي الأساس في استمرار وقوف التيار على قدميه في طرابلس، وهي الشخصيات التي قد تطعن بجمالي من تحت الطاولة، وعدم تمتع جمالي بالشعبوية.


وهنا وقع المستقبل بفخ الكفاءة العلمية، إذ حاول كسر الصورة النمطية بشخصية ذات تحصيل علمي مرتفع، إلا أنه اصطدم بحاجز الشعبوية التي لا تتمتع بها جمالي، الأمر الذي سيترجم حكماً على ارض الاقتراع، ولا ننسى ركاكة جمالي السياسة التي انعكست سقَطات عديدة ظهرت للعلن بالفترة الأخيرة.

وقع المستقبل بفخ الكفاءة العلمية واصطدم بحاجز الشعبوية الني لا تتمتع بها جمالي











علماً انه وبحسب الانتخابات النيابية الأخيرة، تمكن عدد من الأحزاب أن يجمع بين هذَين العاملين بشخص واحد، لكن تبقى الحسابات السياسية داخل كل حزب أو تيار هي التي تحدد معيار اختيار الأشخاص، ولو أن الحريري اختار النائب السابق مصطفى علوش لما كان قد واجه ما يواجهه اليوم وما سيواجهه في معركة الشمال الفرعة يوم الأحد المقبل.





فهل سيكون 14 نيسان يوماً أسود بتاريخ "المستقبل"، ويحتفل التيار العريق بنائبٍ حصل على لقب السعادة بـ2 أو 3 % من أصوات من يمثِلَهم، لاسيما أن القانون لا يلحظ نسبة معينة في هذا الإطار، علماً أن الدول التي تحترم شعوبها وتفهم الديمقراطية بشكلها الصحيح لا المشوّه تبطِل الانتخابات ولا تعترف بها إذا لم تتجاوز نسبة الاقتراع إلى 50 %.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa