إلى صديقي المستأجر القديم...

صديقي المستأجر، هل تعلم أنّ ساعات الليل تمرّ طويلة على المظلوم؟ وأنّ دعاء المظلوم يستجاب؟ وأنّ صاحب الحقّ سلطان ولو بعد مئة عام؟ 

هل تعلم يا صديقي أنّ الحقّ لا ينجب إلا مدافعين عنه ولو بعد حين؟ وهل تعلم أن مال الفدية الذي تتقاضاه لا بركة فيه ولا بحبوحة؟ هل تعلم لماذا؟ لأنه مال أبناء المالكين... مال تعب ذويهم وجنى عمرهم... ولأنّك وببساطة غير مستحقّ... 

المال يا صديقي قيمة تعطى لمَن يستحق.. لمَن كدّ وجاهد وكافح... لا لمَن استوطن ملك الغير بالمجّان وتوارثه جيلا بعد جيل... 

هل تعلم يا صديقي أنّك تخون العهد كلّ يوم؟ عهد الكرامة والشرف والدستور عندما تستبيح ملك الآخر وتحرم صاحبه من هناءة البال والعيش الكريم؟ عندما تخون شرط عقد وقّعته بالتزام ثمّ تراجعت عن التزامك بغطاء قانوني؟ هل نسيت أن شروط العقد هي التوازن الذي وقعته مع المالك اولا، والرضى بينكما ثانيا، وعدم السّطو على الملك ثالثا...

هل تعلم يا صديقي أنّ أحد شروط الكرامة أن تعطي صاحب الحق حقه؟ وألا تأخذ مالا ليس لك؟ وألا تكون سببًا في تعاسة الآخرين وقهرهم؟ وأن تعدل من دون قانون.. وأن تلتزم بالحق من دون عقد... وأن تقوم بواجباتك وتعطي الآخرين حقوقهم من دون محاكمة... 

هل تعلم يا صديقي أنّ من شروط الكرامة أن تورّث أبناءك من تعبك لا من تعب الآخرين؟ وألا تحرم أبناء المالك من جنى ذويهم؟ وأن تسكن تحت سقف بيتك لا تحت سقف بيوت المالكين؟ 

هل تعلم أنّ من شروط الكرامة الوفاء؟ الوفاء لمَن كان أمينًا معك... أمّا الغدر فيحطّ من قدر صاحبه ولو درّ عليه الملايين... 

وإذا اردت أن أكون صريحةً معك، ليس لك شيء من الكرامة إذا قرأت هذه الكلمات وشعرت بوجعي ولم تبادر!! بعض الأشخاص يفضّلون الربح الماديّ على الكرامة... لكن غدًا سيسألك أبناؤك: 

بابا هل هذا منزلنا؟ بماذا ستجيب؟ 

بابا هل تعويضنا مستحق؟ وكيف؟ بماذا ستجيب؟ 

بابا كيف يعيش صاحب الملك؟ 

هل ستقول لهم إنّه كإحدى المالكات يعيش في قبو من أربعة أمتار لأنّك تعيش في ملكه؟ 

المصدر : السياسة