هذا المحافظ يستحق لقب رجل الدولة...

لم تُحدث الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس مفاجأة.

النتيجة كانت متوقّعة بفوز مرشّحة تيار المستقبل ديما جمالي. 

المفاجأة كانت في سير العملية الإنتخابية، حتى تخال بأنها انتخابات في موناكو أو في أمستردام.

جهود وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن كانت واضحة، ولها منّا ألف تحية. جهود الأمنيين والقيّمين كانت بارزة، وأدت الى انتخابات في أصعب مدينة لبنانية من دون "ضربة كفّ".

لكنّ الشكر الأكبر لرجل الدولة المثابر محافظ الشمال، القاضي رمزي نهرا.

لا ينام نهرا مع كل استحقاق شماليّ، لا بل لا يهدأ.

شاهدناه أمس كما نعهده دائماً، من قلمٍ الى آخر، من محطة الى أخرى. قريبٌ من الإعلاميين وغير متعالٍ. 

نهرا، الذي ادار انتخابات عروس الشمال، يستحق لقب رجل الدولة. فعلى الرغم من الصراعات الكبيرة داخل المدينة، سياسيّاً وأمنياً، وعلى الرغم من "حَردِ"، بعض السياسيين منه في مراحل سابقة، الا أنه أثبت للجميع أنه لا يساوم ولا يقبل التنازل عن مبادئه في إدارة الشأن العام.

والحديث عن نهرا الْيَوْم، لا يمكن فصله عن الحديث عنه في مرحلة الصراعات الدامية والانقسامات الحادة داخل المدينة. يومها كان المحافظ مُحافظاً على هيبة الدولة رغم التهديدات، وكاد أن يدفع كثيراً ثمن إيمانه بدولة القانون. 

رجع الجميع في طرابلس بعد المصالحات والمعاهدات الى كنف الدولة، حيث رمزي نهرا، وحيث حوربَ سابقاً لأنه ممثّل الدولة في مدينة أرهقت الأمنيين والسياسيين معاً.

أمس، كان امتحان عودة طرابلس الى حضن الشرعية. نجح الإمتحان بفضل كثيرين وعلى رأسهم محافظ الشمال. 

غداً، أمام نهرا مهام جسام، وبخاصة أن من واجبه الى جانب المعنيين الحفاظ على طرابلس الديمقراطية، المعتدلة.

المصدر : السياسة