حزب الله في المختارة... ومنصب إداري ثالثهما؟

"الزيارة قريبة"... بهاتين الكلمتين يختصر مرجع اشتراكي الإجابة على سؤالٍ عن زيارة تلم شمل حارة حريك على المختارة بعد صولات وجولات التوتر التي حصلت بين الفريقين في الفترة الماضية، وبينما يرفض الكشف عن أية تفاصيل أخرى، منها الوقت والوسطاء، يكتفي بالتأكيد على ضرورة حضور حزب الله الى المختارة وليس العكس.

يعيد المرجع الاشتراكي الاشكال بين الحزبين إلى زيارة الوزير وائل أبو فاعور للسعودية، والتي سبقت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد للبنان، وحرب العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله، وما تلاها من حروب افتراضية شنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وعن الإشكال الذي حصل مؤخراً بين وزير حزب الله ومستشفى راشيا، يلفت المصدر الاشتراكي في حديثه لـ"السياسة" إلى أن لا علاقة للسياسة أو للعلاقة المتوترة بين الحزبين بهذا الإشكال، بل لاعتبارات إدارية بحتة. إذ أن "إدارة المستشفيات الرسمية لها مجالس مستقلة عن الوزارة، علماً انها لم تحصل على مستحقاتها من وزارة الصحة منذ العام 2002" الامر الذي انعكس انفعالاً من قبل أحد مناصري الاشتراكي في مستشفى راشيا، الذي لم يتقبل بعد هذا الواقع الإهمالي "زيارة تنظيرية" من وزير الصحة.

أما على الضفة الأخرى، فالمقاربة مختلفة، وان كانت تتفق على نقطة البداية، وهي زيارة أبو فاعور للسعودية، وسلسلة التصاريح الجنبلاطية "الملعوبة على موجة الوفود الأميركية إلى لبنان". 

وكان لدى حزب الله، بحسب أحد مصادره، جوٌ يوحي بأن "بيك المختارة يحكي عن حزب الله في العلن شيء وفي الباطن يحكي كلاماً آخر يتخطى العبث التويتري بأشواط" الأمر الذي أدى الى توجيه صفعة من حارة حريك للمختارة عبر استبدال الجهة المخولة التنسيق بين الطرفين من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، إلى المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين خليل.

نقل جبهة التنسيق، من جهة ناعمة إلى جهة خشنة وأكثر دقة، وجهت رسالة غير مباشرة لجنبلاط، توحي بانه أصبح مثله مثل أي طرف ثانٍ يتم التنسيق معه بحذر ودقة، مع انتزاع أوسمة التميّز منه.

ثم جاءت مشكلة الوزير جميل جبق مع مستشفى راشيا، وهو الإشكال الذي تضعه مصادر مقربة من حزب الله بإطار النزاع على منصب مدير عام وزير الصحة، "فبينما يريد جنبلاط تمديد وصايته على هذا المنصب، الذي اقترب أن يحال من يشغله اليوم على التقاعد، يرفض حزب الله بشخص وزيره هذه الوصاية، ويحاول تعيين مدير عام غير اشتراكي".

وتوقعت أوساط مراقبة أن يدخل هذا المنصب في إطار تسويةٍ ما تبرّد خطوط التوتر بين الطرفين، عبر زيارة قريبة، تحل النزاعات العالقة بين الحزبين بما فيها الخلاف الخفي بين أبو فاعور وحزب الله عبر كسر قرار سلفه حسين الحاج حسن في وزارة الصناعة، القاضي بمنح ترخيص لـ"كسارة فتوش" في عين دارة، على اعتبار أن الوزير السابق نقولا فتوش محسوب على حزب الله.

المصدر : السياسة