من "داعش" إلى "نمور التاميل"... من نفذ اعتداءات سريلانكا؟

23/04/2019 06:26AM

لا زالت أحداث سريلانكا الدامية التي أودت بحياة أكثر من 200 شهيد، تسيطر على المشهد الإخباري، لاسيما وأنه لم تعرف حتى الساعة الجهة المسؤولة عن سلسلة الانفجارات المنظمة التي ضربت البلاد في اليومين الماضيين.


لا زالت أحداث سريلانكا الدامية التي أودت بحياة أكثر من 200 شهيد تسيطر على المشهد الإخباري



كثُرت التحليلات والتكهّنات والتساؤلات، وبينما حمّل البعض الحركة الانفصالية السريلانكية "نمور التاميل" المسؤولية، شكك البعض بهذا السيناريو على اعتبار أن هذه الحركة أضعف اليوم من أن تقوم بهكذا أعمال، بعد القضاء عليها في العام 2009... فمن المسؤول عن مسلسل الرعب الذي ضرب سريلانكا الهادئة منذ 10 سنوات، ولماذا سريلانكا تحديداً؟


يؤكّد مؤسّس ومدير مركز "سيتا"، الدكتور علوان أمين الدين، أنّه "لا يوجد أي عمل إرهابي من دون هدف سياسي وراءه، والكشف عن الجهات التي تقف وراء تفجيرات سريلانكا لا يزال رهن التحقيقات، إنّما هو واضح أنّ هذا العمل ليس عملاً فرديأً كالذي وقع في نيوزيلندا، بل هو عمل منظّم ومخطّط".


وبشأن اتهام "نمور التاميل" بالتفجيرات، يستبعد أمين الدين في حديثه لـ "السياسة" أن يكون لهذه الحركة يد بهذه التفجيرات "فالحكومة السريلانكية استطاعت في نهاية الحرب الأهلية عام 2009 أن تقتل زعيم المتمردين وانتهى الموضوع آنذاك"، كما أنّ هذه الهجمات من الصعب أن تكون مرتبطة بجماعات اسلامية إذ إنّ "نسبة المسلمين في سريلانكا لا تتجاوز الـ 10% وهي قريبة جدّا من نسبة المسيحيين والتي تقارب الـ 7%، أما الأغلبية فهي بوذية بنسبة 70%. ولكن، قد يتم استغلال بعض من المتشددين الأصوليين المسلمين من أجل خلق نوع من البلبلة والفتنة وتوظيفها فيما بعد".


ولم تتوقف السيناريوهات هنا، بل تركت هذه الحادثة الكثير من السيناريوهات تبدأ كما لاحظنا بـ"نمور التاميل" و"التشدد" ولا تنتهي بطريق الحرير المنطلق من الصين والذي يمرّ في سريلانكا ليحطّ رحاله في مدينة غوادار في باكستان، والمرفأ الكبير الذي بنته الصين في العاصمة كولومبو، أو بالصراع الهندي – الصيني.


وفي هذا السياق، يرى أمين الدين أنّ "هذا الموضوع يرتبط بالسياسة العالمية التي تسعى فيها الدول الكبرى إلى عرقلة مشاريع بعضها البعض لا سيما في مسألة التمدد في الطرق البحرية وخطوط الملاحة، خاصة المحيط الهندي الذي ينقل كمية كبيرة من البضائع من آسيا إلى أوروبا وباقي دول العالم. اضافة الى ذلك، لا يمكن فصل ما يحدث في سريلانكا عما يحدث في خليج البنغال، بشكل عام، نظراً لأهمية هذه المنطقة وحيويتها. وبالنسبة الى موضوع طريق الحرير البحري، فهذا الخطّ يشكّل أهمية كبيرة بالنسبة للصين، خصوصاً مع السعي الأمريكي للتضييق عليها. لذلك، تحاول الصين اليوم تطوير قدراتها البحرية لتتمكّن من حماية تجارتها وسفنها وفك "الطوق" الممارس تجاهها، وسريلانكا تشكّل محطّة مهمة في هذا الشأن لا سيما لناحية صيانة السفن أو تزويدها بالوقود وغيرها، وهذا الأمر مهمّ جدًّا من الناحية اللوجستية".


أمّا بالنسبة لصراع الهند - الصين، يشير أمين الدين "لا أعتقد أنّ للهند مصلحة في إثارة الفتنة في سريلانكا، التي يفصلها عنها مضيق "بالك" الموجود بين البلدين والذي يصل عرضه لحوالي 85 كلم. فإن حدوث أية توترات في تلك المنطقة بالتحديد يمكن ان ينعكس سلبًا على الهند، إذ أن مصلحتها تكمن بعدم وجود توتّرات على حدودها".


عقب وقوع التفجيرات، حظرت الحكومة السريلانكية التجول، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ويعيد أمين الدين سبب هذا الحظر إلى "خطوة احترازية لمنع الشبكات المنفّذة للهجوم من التواصل فيما بينها في حال كانت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتًا إلى أنّ "بعض المعلومات أشارت عن صدور تقرير في وقت سابق حذّر من إمكانية وقوع أعمال من هذا النوع في سريلانكا، فإذا كان هذا الأمر صحيحاً، إذاً هناك تقصير واضح من قبل القوى الأمنية السريلانكية التي كان من المفترض أن تقوم بخطوات وقائية. 


وعن امكانية وقوع تفجيرات جديدة، وهو التوقع الذي نُشر عن لسان الخارجية الأميركية يوم أمس، يشير أمين الدين إلى أنه "لا يمكن توقّع تفجيرات أخرى. اما مسألة الكشف عن ذلك فهو يقع ضمن عمل الشرطة المحلية وما يسفر عنه من التحقيقات".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa