صفيحة البنزين إلى 30 ألف... و"السيرفيس" بـ 3000؟

03/05/2019 07:54AM

"ارتفاع سعر صفيحة البنزين 95 و98 اوكتان... والمازوت... والغاز..." خبرٌ بات شبه روتيني خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، يحمله الأربعاء الأسود من كلّ أسبوع، وكان آخره ارتفاع الأولى 400 ل.ل وكل من الثانية والثالثة 200 ل.ل، ليبشّر اللبنانيين بأن الآتي أعظم.


الطبيعي أن هذا الارتفاع مرتبط بارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً، والتي سجّلت ارتفاعاً حوالي 33 % هذا العام، واقتربت من أعلى مستوياتها في 6 أشهر، وذلك لا يعود كما هو متعارف عليه في السوق النفطي، أي ارتفاع الطلب بل يأتي هذه المرة بسبب قلة الإنتاج، وذلك عقب تشديد العقوبات الأميركية على طهران، ومؤخراً انتهاء الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول المستوردة للنفط الإيراني، بما فيها الصين والهند.


لكن ماذا عن لبنان، وكيف لهذا البلد المأزوم معيشياً أن يتحمل أعباء التقلبات النفطية العالمية، وما صحة ما بدأ يتم تداوله في الأوساط الشعبية عن إمكانية رفع تكلفة "السيرفيس" من 2000 ل.ل إلى 3000 ل.ل في حال وصول سعر صفيحة البنزين إلى 30,000 ل.ل؟؟!!


بحسب الأرقام، ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان من 22,200 ل.ل والـ98 أوكتان من 22,800 ل.ل في 30 كانون الثاني من العام الحالي إلى 27,100 ل. للأولى و27,800 للثانية يوم أمس، أي ما نسبته 4,900 ل. للـ95 أوكتان، و5000 ل. للـ98 أوكتان خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.


يستبعد الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة الاستمرار في ارتفاع أسعار النفط، ويعتمد بهذا التوقع على تصريح وكيل وزارة النفط الكويتية بالوكالة طلال ناصر العذبي الصباح، إذ قال قبل أيام إن سوق النفط "في حالة توازن" وإن "الأسعار الحالية عادلة"، الأمر الذي بدأ ينعكس تراجعاً بالأسعار العالمية، فانخفضت العقود الآجلة على النفط الخام الأميركي لغاية الساعة الثالثة بعد ظهر أمس الخميس من 63,66 إلى 62,66.


من المبكر الحديث عن ارتفاع تسعيرة السيرفيس في لبنان قبل أن تدخل صفيحة البنزين عتبة الـ37 ألف ل.ل


وهي المؤشرات التي يرى فيها عجاقة في حديثة لـ"السياسة" استقراراً في أسعار النفط، ما يعني أن ارتفاع أسعار المحروقات من المرجّح أن يتوقف خلال فترة زمنية قصيرة أقصاها أسبوع. لا سيما وأن المملكة العربية السعودية، ليست بوارد الاستمرار بلعبة التمتّع بارتفاع أسعار النفط، وذلك لأن الارتفاع المستمرّ يفتح المجال أمام الولايات المتحدة الأميركية لإنتاج النفط الصخري المرتفع الكلفة، وهو النفط الذي له ان ينافس النفط الخليجي والسعودي على وجه الخصوص في حال استمرت الأسعار بالارتفاع. 


وتشير مصادر دبلوماسية خارجية لـ"السياسة" إلى ان هناك معلومات مسربة عن أن إيران تحاول العودة للجلوس على طاولة التفاوض مع أميركا، إلا ان ما يحول دون ذلك حتى الساعة أنها تحاول وضع شروطها، وهو الأمر المرفوض لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو التفاوض الذي الذي له في حال حصوله أن يعيد الإنتاج لسابق عهده.


إذا الأجواء تشير إلى كبح جماح ارتفاع أسعار النفط، لكن لا شيء مضمون في هذه السوق "المعقدة جداً" على حدّ توصيف عجاقة، كونها مرتبطة بأزمات العالم وتوتراته التي لا تنتهي، ولا يستطيع أحد التكهّن بمسيرها بشكل دقيق، إلا أن المؤكد أنه "من المبكر الحديث عن ارتفاع تسعيرة السيرفيس في لبنان قبل أن تدخل صفيحة البنزين عتبة الـ37 ألف ل.ل" على غرار ما حصل في أزمة الـ2008 العالمية التي وصل خلالها سعر برميل النفط إلى 150 دولاراً أميركياً.


وعن الحلول التي لها أن تحمي المواطن اللبناني من الاكتواء بهذه النيران في حال تصاعد التوترات العالمية، يؤكد عجاقة أن لا آلية لحماية المواطن إلا تثبيت سعر صفيحة البنزين، وهو الأمر شبه المستحيل في هذه الظروف، لأن الدولة غير قادرة على دعم البنزين في هذه الظروف


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa