المركزي "يقتص" من اللبنانيين... لا رواتب !

07/05/2019 06:54AM

وجوههم شاحبة وكأن قنبلة "هيروشيمية" ضربت لبنان، أو تسونامي مدمر ابتلع أحد أفراد عائلتهم إلى غير رجعة... هكذا بدا اللبناني بعد ظهر أمس الإثنين، ولعل ملامح وجهه حكت عن سيناريو أشد لعنة من السيناريوهين السابقين.

فالراتب الذي ينتظره معظم الموظفين اللبنانيين منذ الأربعاء الفائت، والذي تأخر لاعتبارات متعلقة بالعطلة الرسمية التي ضربت منتصف الاسبوع الماضي، ولأخرى متعلقة بتحديد بعض المؤسسات الخامس من كل شهر موعدا لتسديد "معاشات" العاملين لديها لتحقيق القدر الاكبر من الفائدة، فتأخر الموعد للسادس من أيار على اعتبار أن الخامس كان يوم الأحد، وعاد وتأخر عن موعده الجديد بسبب الإضراب المفتوح الذي ينفذه موظفو مصرف لبنان اعتراضا على المادة 61 من مشروع الموازنة التي تمس برواتبهم الإضافية.

الإضراب مفتوح، والموظف اللبناني يلفظ أنفاسه الاخيرة، فكانت لحظة صعبة على أرباب العمل، وعبثا حاولوا استرضاء موظف إن كان قادرا على مزاولة عمله اليوم أو غدا فهو لا يستطيع ذلك يوم غد أو بعده، وذلك لأن فتات ما تبقى له من أموال غير كاف لإيصاله إلى مقر عمله في الأيام التالية.

الإضراب مفتوح والموظف اللبناني يلفظ أنفاسه الاخيرة


هز إضراب "المركزي" البلد ولعله الإضراب الأول من نوعه، في تاريخ لبنان، وهو إن "كان يكلف لبنان 200 مليون دولار يوميا و40 مليون دولار على صعيد الخزينة" هز على وجه الخصوص لبنانيين أثقلت كاهلهم الالتزامات المالية الشهرية التي ترتقي لمستوى "كسر الظهر" في أغلب الأحيان ولا تتوافق مع الأجور. حتى تحولت أماكن العمل يوم أمس إلى خلية نحل غير منتجة إلا للهموم، وفصول "النق"، فهذا من ينتظره "صاحب الملك" لدفع بدل الإيجار، وذاك من استحق وقت "كمبيالته" المصرفية، عدا عن قسط المدرسة وفواتير الكهرباء والموتير والمياه و"الستالايت" والانترنت... التي يتم رجم المواطن اللبناني بها مع بداية كل شهر.

همدت المخاوف مع ساعات الليل الاولى بعد تسريب اجواء إيجابية حول تراجع الحكومة عن المواد التي تمس بموظفي مصرف لبنان، والتوجه لإنهاء الإضراب اليوم، إلا أن المعاملات المتراكمة في المصرف المركزي يحتاج تخليصها ليومين بحسب ما أفاد مصدر مطلع ل"السياسة"، ما يعني أن نظام المقاصة الذي اقتص من اللبنانيين أمس يتابع في قصاصه عبر عدم الإفراج عن رواتبهم ليومين آخرين. 

اذا، اقتربت أزمة "المركزي" من نهايتها بعد أن أكدت المؤكد بأن لبنان بلد غير قابل للعيش، في انتظار الوجه الآخر من أزمة الموازنة غير المعروف حتى الساعة من سيكون ضحيته المقبلة مع الإضرابات المفتوحة التي تضرب البلاد وتبشر بالأسوأ... ومن بين هذا الأسوأ سيناريو الوصاية الذي بدأت تتنبأ به بعض المراجع الاقتصادية.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa