"كعكة اليورانيوم" على النار... و"حرب الجنون" تقرع الأبواب؟

11/05/2019 07:43AM

"إيران توقف بعض التزاماتها بالاتفاق النووي، وتعتزم استئناف نشاطها النووي"... وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وخلال زيارة خاطفة ومفاجئة للعراق وجّه لإيران رسائل واضحة تفيد بأن الرد الأميركي سيكون قاسياً وبالمباشر على الدولة الفارسية فيما لو حاولت الأخيرة اللعب بالنار عبر أذرعتها في المنطقة.


رسائل واضحة أعادت، مع تصاعد حدة التوتر بين البلدين، للواجهة من جديد "حرب الجنون" التي تلوح في الأفق الإيراني - الأميركي من لحظة انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي قبل سنة.


فماذا لو اندلعت الحرب؟

يستبعد الباحث في العلاقات الدولية خالد العزّي هذا السيناريو السيء، ويؤكد أنه رغم التصعيد، لا نية لدى أميركا بالحرب مع إيران، وهي ولا تريد تغيير النظام الايراني، فلا هدف لدى ترامب، الذي بدأ بإغراء الإيرانيين بأن الاتفاق سيكون نهائياً وموثقاً في الكونغرس ولا يمكن لأي إدارة تعديله لاحقاً، إلا جلب إيران إلى الطاولة بالشروط الـ12 والتي يأتي في مقدمتها بند عدم امتلاك إيران للقنبلة النووية، أو للصواريخ العابرة للقارات التي تهدد أوروبا، والحد من دعم التنظيمات الإرهابية، وعدم التدخل في شؤون الدول.


ترفض إيران حتى الساعة أي من الشروط الـ12، وتعتبر أن القبول بأي شرط يعني الدخول في فخ التفاوض عليه، والسماح للمراقبين بالدخول للمناطق الإيرانية والكشف عن السلاح الإيراني، لاعتقادها بأن هذا قد يعرّيها ويوصلها إلى نفس السيناريو العراقي، على حدّ تعبير العزّي.


وعن طموحات إيران النووية يقول العزّي في حديثٍ لـ"السياسة": "لدى إيران نية مخبأة بإكمال كعكة اليورانيوم التي لها أن تكون رادعاً وعامل تخويف مقابل الديمغرافيا العربية، وذلك لحماية نفسها في المحيط العربي".


إيران مشكلتها ليست مع إسرائيل أو الغرب بل مع العرب وتحديداً دول الخليج

ويوثّق العزّي نظريته بكلام الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال في أحد خطاباته الشهيرة "عاجلاً أم آجلاً سنتفاوض مع أميركا، لكننا سنؤدب من وقف مع الأميركان" ما أعاد إحياء المشكلة الطائفية، في رسالةٍ واضحة للسعودية والإمارات، "ما يؤكد أن إيران مشكلتها ليست مع إسرائيل أو الغرب، بل مع العرب وتحديداً دول الخليج".

 

إذاً، لا نية للحرب بين الجبهتين، لأن "المواجهة بالمفهوم الأميركي غير ناجعة، وغير منتجة، بل تكون حرب استنزاف لها أن تضرب المصالح الأميركية"، والهدف الأميركي من كلّ هذا "تأديب سلوك إيران، وخنقها اقتصادياً لإعادتها للطاولة بشروطه لا أكثر".


لكن ما الذي يمكن أن يكون الشرارة الأولى لاندلاع الحرب بين البلدين؟


يجيب العزّي: "بومبيو كان واضحاً بأن كل الإمكانيات متاحة بما فيها الضغط العسكري، إذا حاولت إيران أن تلعب بالنار، كخطف طائرة أو زورق، أو ضرب بارجة... والذي سيكون الرد الأميركي عليه موجعاً، والرد الموجع يعني تدمير الترسانة الصاروخية الإيرانية في خليج هرمز".


ما يعني أن لا شيء يمنع ارتكاب الحماقات، بما فيها العسكرية، إلا أن هذه الحماقات لا تعني بالضرورة بداية الحرب، برأي العزّي، بل مجرد "حرتقات شرسة" قد تسرع عودة الإيراني الى الطاولة، لا سيما مع بدء ملاحظة تغيّرات في المواقف الدولية كالموقف الفرنسي والروسي. 

لا نية  أميركية لخوض حرب  ضد إيران









يتفق الباحث الأكاديمي الإيراني مجيد مرادي مع العزّي، في نظرية عدم وجود نية أميركيةلخوض حربضد إيران، وذلك لأن "ترامب ليس رجل حرب بل هو رجل أعمال ما يعني أن هدفه مصلحة أميركا أولاً".


وعن التخوف في الداخل الإيراني من الحرب، يؤكد مرادي لـ"السياسة" أن لا تخوف لدى الشعب الإيراني من هذا السيناريو، حتى أن "الخناق الاقتصادي لم يؤثر عليهم بعد، على اعتبار ان إيران لديها إشباع اقتصادي ذاتي، من الحديد إلى البتروكيماويات إلى النفط، والنحاس، ولذلك لديها النفس الطويل في مواجهة العقوبات الأميركية".


لنكون بذلك، أمام حرب مناوراتٍ طويلة الأمد بين الطرفين، لتحسين شروط التفاوض الآتي لا محالة...!


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa