تدهور الوضع الأمني بقاعاً... "سلب وخطف ورعب"

15/05/2019 07:20AM

بين مشروع الموازنة الذي يُطبخ على نار هادئة وملفات الفساد القضائي وما يرافقه من حرب بين القضاة والاجهزة الأمنية. تبقى تلك المنطقة شمالي البلاد كعادتها، منسيّة وبعيدة بأحداثها عن عدسة الإعلام، بما معناه وحسب المثل الشعبي"تخرب تعمر" فلا حياة لمن تنادي.

جرت العادة، ألّا تسمع باسم مدينة بعلبك على شاشات الإعلام أو على ألسنة المسؤولين إلا عند وقوع حدثٍ أمني، لكن المفارقة اليوم أن منطقة البقاع الأوسط تمر بوضع أمني سيء للغاية، فيما لم تسجّل الدولة أي استنفار أو حتى كلمة واحدة لما يجري في هذه المنطقة بالآونة الأخيرة.

"أبي يمنعني من الخروج بعد الثامنة مساءً، فهو يخاف عليي"... عبارة يردّدها أغلب أبناء المنطقة معبرين عن واقع الحال الذي يعيشونه. فمنذ أسابيع مضت، عادت عمليات الخطف وسلب السيارات تغزو البقاع الأوسط، وكانت تُسجل حالة أو اثنين كل يومين على الأكثر، وعادت معها حالات الهلع والخوف، فتتحول الشوارع ليلاً الى حالة تشبه حظر التجوال مخافة التعرض لأي هجوم مفاجىء من مسلحين يسلبونك ما تملك بقوة السلاح.

عمليات السلب على الطرقات العامة لاسيما في محلة شتورا وبر الياس عادت وارتفعت بوتيرة عالية


مصادر أمنية تؤكد لموقع "السياسية" أن عمليات السلب على الطرقات العامة لاسيما في محلة شتورا وبر الياس، عادت وارتفعت بوتيرة عالية، كاشفة أن المنفذين غالباً ما يكونون من الجنسية السورية وهم يعملون بإمرة رؤساء شبكات السرقة.

وعن تغيير موقع العمليات بعد أن كانت تحدث بأغلبها على طريق عام بعلبك – الشرقي، تلفت المصادر الامنية الى أن "تلك العصابات تحاول الإلتفاف وتشتيت متابعتنا، على اعتبار أنه خلال الفترة المنصرمة باتت طريق بعلبك آمنة بعدما جرى القبض على عدد كبير من الشبكات التي تنشط في المنطقة، فحاولوا تغيير وجهتهم". وتؤكد المصادر نفسها أن الأجهزة الامنية ترصد بدقة تلك العصابات وهي تسيّر دوريات بشكل دائم في المنطقة أي "شتورا و برالياس"، وقد شهدت محلة شتورا منذ اسبوع تقريبا مطاردة لأحد العصابات أدت الى مقتل شخص من آل جعفر فيما فرّ الآخرون.

بالمقابل ترى أوساط بقاعية متابعة، أن الأمر لا يتعلق بمكان العمليات ولا بتغيير الطرقات التي يجري عليها السلب، إنما الامر الأساسي لعودة اللااستقرار الأمني في المنطقة بعد الهدوء النسبي الذي نعمت به لأشهر عديدة، فيرجع الى "موت الخطة الامنية".

وتضيف الأوساط للـ "السياسة" الى أن هذا التدهور الأمني يعود أيضا الى أسباب أخرى أهمها تخفيف حجم انتشار الجيش اللبناني في المنطقة وانسحابه من "الشروانة" بعد مقتل علي حمدان، كما أن الخطة الأمنية التي كانت قد أُطلقت لم تأتِ بصيدٍ ثمين ولم تطيح بالرؤوس الكبيرة، وبالتالي فإن الخلايا المحرّكة تنتظر وتتحيّن الفرص لاستعادة نشاطها بشكل مكثّف في أي لحظة تراها مناسبة. 

وأشارت الأوساط نفسها الى أن الأمور تسير نحو الأسوء خلال الأسابيع الماضية، لا سيما مع ازدياد تردّي الأوضاع الإقتصادية، وعودة ظاهرة إطلاق النار العشوائي بصورة مخيفة، مطالبة بضرورة تعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية، لا سيما في مدينة بعلبك والشروانة، وتنفيذ مداهمات "جدية" والقبض على الرؤوس الكبيرة مهما كلّف الأمر.

وفيما يخصّ العوائق التي تلعب دورا سلبيا في المداهمات، تشير المصادر الى أن نجاح العمليات والخطط الأمنية يستوجب أن تتم بواسطة أمنيين من خارج المنطقة كليا، كما حصل يوم عملية "علي حمدان"، بحيث يتم استدعاءهم لتنفيذ المهمة فقط، تفاديا لردود الأفعال التي قد تطال عائلات الأمنيين فيما لو قّتل أحد المطلوبين، "والشواهد كثيرة".

بعلبك تعلّق على كتفيها ثقل الجوع وثقل الروح، اللذين أحنيا ظهرها وكسرا قلبها، بعلبك التي لم يهزمها محتل ولا غازٍ، هزمتها الدولة بغيابها وتقصيرها، هزمتها بإمعانها في ترك شبابها يموتون وهم أحياء... متى يستفيق من في السلطة على واقع بقعة تابعة لهذه الجمهورية، لينقذوها قبل أن تتحول بكبارها وصغارها لـ "خارجة عن القانون".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa