الحوثيون "يضربون" موازنة لبنان 2019

16/05/2019 07:29AM

أعادت ضربات الحوثيين الأخيرة لمنشآت نفط سعودية الحديث من جديد عن احتمالية نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ليتصدّر هذا السيناريو صفحات الإعلام المحلية والإقليمية ويعيد للأذهان مشهداً يظن البعض أنه بات شراً لا بد منه مع تعاظم ما يتم تسميته بـ"الحماقات الإيرانية".


فهل بدأت الحرب بالفعل؟



يشدد الكاتب والمحلل السياسي منير ربيع على أن ما حصل لن يؤدي إلى حرب بين إيران والولايات المتحدة، فتصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو كانت واضحة، "سنرد على إيران مباشرة عند استهداف أميركا"، وما حصل هو استهدافٌ لحلفاء واشنطن بالشرق الأوسط. 

عملية الفجيرة هي عملية ضائعة في مياه دولية وليست في مياه إقليمية



"عملية الفجيرة" هي عملية ضائعة في مياه دولية وليست في مياه إقليمية، بحسب ما أشار ربيع، الذي اعتبر أن أقصى ما يمكن الوصول إليه بحال تطورت الأمور هو تكريس معادلة "ضربة مقابل ضربة".


وعن إمكانية عودة الحوار بين إيران وأميركا، أكد ربيع في حديث لـ "السياسة" أن العودة لطاولة المفاوضات والحوار من جديد هي عودة حتمية ومؤكدة، والمسألة مسألة وقت لا أكثر، فهذا التصعيد سينتهي بحوارٍ جدّي بين الدولتين.



ماذا عن الوجه الآخر لهذه "الحرب"؟


إن كانت ضربات الحوثيين على منشآت السعودية بمثابة صبّ الزيت على نار "الحرب السياسية" بين الدولة الفارسية وأميركا، فإن لهذه الحرب وجهها الثاني الذي لا يبتعد بخطورته عن الوجه الأول وربما تطال أصداءه القاصي والداني في المنطقة. وهو التأثير المباشر على أسعار المحروقات الذي ينعكس بشكل مباشر على مصالح الناس وحياتهم اليومية، خاصة بعد الارتفاع السريع الذي شهدته الأسعار نتيجة الاستهداف، ليزداد سعر برميل النفط عالمياً بنسبة 1.4 %. 


وفي هذا السياق يؤكد الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة أن المواجهة المحدودة التي قد تحصل بين إيران وأميركا سترفع من أسعار النفط بشكل أكبر عالمياً، وبالتالي أسعار المحروقات في لبنان ستتأثر بشكل مباشر.

العملية ليست سهلة والحل لن يُخلق خلال يومين أو ثلاثة، والأسعار سترتفع في الأسابيع المقبلة كردة فعل طبيعية على استهداف المنشآت السعودية، بحسب ما أشار عجاقة في حديث لـ "السياسة"، الذي اعتبر أن الضغط الحاصل على سوق النفط هو ما سيدفع بالأسعار إلى الارتفاع، فسوق النفط على حد تعبيره "سوق ذو توازن استراتيجي" والمخاوف من فقدان هذا التوازن هو السبب الرئيسي لتغيير الأسعار.



ماذا عن لبنان في ظل ما يحدث؟


في لبنان الأزمة الحقيقية تكمن في عدم وجود أي مخزون احتياطي من النفط على عكس الولايات المتحدة التي تملك مخزوناً قد يكفيها لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، وتوقع عجاقة أن تبدأ أسعار المحروقات في الارتفاع محلياً ابتداءً من الأسبوع المقبل.

سيزداد العجز في الموازنة التقشفية ليبقى المتضرر الأكبر من هذا الارتفاع المواطن



ولا تتوقف التأثيرات السلبية لهذا الارتفاع وما قد يلحقه من ارتفاع غير متوقّع في الأيام اللاحقة أو مع الحوادث اللاحقة، على أسعار المحروقات المحلية، بل ستلاحق هذه "الكارثة" الوضع الداخلي في لبنان، وبشكل أساسي الموازنة لأنها قائمة على حسابات مختلفة وبعيدة عن الارتفاع الذي سنشهده في المرحلة المقبلة، فكل ما تم رصده لمختلف المؤسسات في الدولة سيختلف، وسيزداد العجز في "الموازنة التقشفية" ليبقى المتضرر الأكبر من هذا الارتفاع المواطن الذي ستقلّ قدرته الشرائية و"تتآكل"، لأن معظم أسعار المواد في لبنان مرتبطة بأسعار المحروقات، وبالتالي ارتفاع هذه الأخيرة سيؤدي إلى ازدياد الأسعار بشكل تدريجي، ليختم عجاقة بالقول "الوضع خطير وليس لصالحنا ما يحدث".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa