شقير يمنح الـ"رومينغ" لشركة خاصة: "هدر أموال وثغر أمنية" ؟

23/05/2019 08:00AM

كشف وزير الاتصالات ​محمد شقير​ عن إطلاق "خدمة قيمة مضافة" جديدة تتعلق بالـ"تجوال الدولي" "Roaming"، أي استخدام المشترك هاتفه الخلوي اللبناني خارج لبنان). يأتي ذلك في إطار توجهه لإلغاء حصرية خدمات ​القيمة المضافة​ (تُعرف اختصاراً بـVAS) في ​قطاع الاتصالات​ و"تحتكر" هذا السوق ثلاث شركات)، ورفع نسبة الإيرادات التي تجنيها الدولة منها.

اضاف شقير قائلا لـ"الاخبار"، "أهلا وسهلاً بأيّ شخص لديه خدمة، وممكن أن يُشكّل مورد ربحٍ لنا"، موضحا ان الخمة الجديدة "ستبدا سريعا بظرف أسبوعين". وقدّم شرحاً بسيطاً لطريقة عملها، لافتا الى أنّ المُشترك في شبكتَي "ألفا" و"تاتش" يُمكنه أن يدفع 25 دولاراً بالشهر بدلاً للخدمة الجديدة، "ليستطيع من أي بلد التواصل مع المشتركين في لبنان، واستخدام ​الإنترنت​، بالتعرفة المحلية نفسها كما لو أنّه في لبنان". يُطلق على الخدمة اسم "Wonet"، وهي عبارة عن تطبيق يُحمَّل على الهاتف ويوفر خدمات التجوال المجانية (عبر شراء شريحة التطبيق الخاصة)، والاتصالات الصوتية (الواردة والصادرة) باستخدام رقم المُشترك نفسه.

توزيع الأرباح سيكون مناصفةً بين الدولة (عبر "ألفا" و"تاتش") والـ"Wonet"، علماً أنّ "الشركة صاحبة الخدمة كانت تريد الحصول على 60% من الأرباح"، بحسب شقير.

صحيح أنّ وزير الاتصالات تمكّن من «زيادة» حصة الدولة إلى النصف، لكنّ الشركة لم تخرج من الاتفاق خالية الوفاض. «إنجاز» شقير تقاسم الأرباح مناصفةً، قابله «انتصار» للشركة الخاصة بأن تدفع الدولة إعلانات التسويق للخدمة. فبحسب شقير، «قال صاحب الخدمة إنّه لن يدفع دولاراً على الإعلانات، فجاوبته: نحنا منحطّ الدعاية». يتوافق ذلك مع معلومات «الأخبار» بأنّ شقير أعطى «ألفا» و«تاتش» موافقة مسبقة على إنفاق كلّ منهما 100 ألف دولار، للقيام بحملة «Wonet» الإعلانية.

شقير يُدخل إلى السوق خدمة، يُفترض بها أن تُشكّل "قيمة مضافة"، فإذا بها مُنافس لخدمة أساسية موجودة أصلاً لدى "ألفا" و"تاتش" هي الـ"Roaming" (التجوال الدولي)، التي توفّر إيرادات (انخفضت في السنوات السابقة) إلى خزينة الدولة، وتُساهم في إدخال العملة الصعبة إلى البلد. وضع التطبيق الجديد حيّز التنفيذ يعني خسارة الدولة لنسبة من الأرباح، لمصلحة القطاع الخاص، الذي سيستفيد بالوقت نفسه من البنية التحتية للاتصالات ليُراكم أرباحاً. وذكرت ان واحدا من عوامل الأزمة التي يمرّ بها لبنان، هو النقص في الدولارات التي تدخل إلى البلد ويحتاجها لدفع المترتبات عليه في الخارج. تلزيم الـ"Roaming" لشركة خاصة، سيُساهم في تفاقم هذا العجز.

واوضحت "الاخبار" انه إضافةً إلى الخسارة المادية، تبرز في خدمة الـ"Wonet" ثُغَر أمنية. فالتطبيق يعمل بحسب تقنية الـ"Multi IMSI"، التي تعني الهوية الدولية للمشتركين في الشبكة الخلوية. تعدّد الهويات، لذات شريحة الهاتف "SIM"، يعني أنّه أصبح للمشترك أكثر من حساب. يقول خبير الاتصالات إنّ التطبيق يسمح بتبديل مفتاح الاتصال، من دون معرفة الرقم الذي تجري عبره المخابرة. ويُضيف أنّ تعدد الهويات "يُصعّب تتبّع الرقم، ويُسهّل نسخه، وترتفع نسبة المخابرات غير الشرعية، وترتفع إمكانية قرصنة حركة البيانات الدولية".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa