"طائرة لبنانية": وسيلة الأسد لتهريب أمواله ووثائقه السرية إلى الخارج

18/04/2025 08:58AM

جاء في الجريدة الكويتية:

مع تقدم أعدائه إلى دمشق، استخدم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الذي حكم سورية بقبضة من حديد 24 عاماً، طائرة إمبراير ليغاسي 600 لتهريب الأموال والمقتنيات الثمينة وأقاربه ومساعديه والوثائق السرية لشبكة أعماله، من القصر الجمهوري إلى دولة خليجية، على متن 4 رحلات خلال 48 ساعة قبل سقوط نظامه.

ونقلت «رويترز» عن 14 مصدراً مطلعاً على الخطة، بينهم موظفو مطارات، وضباط سابقون في المخابرات والحرس الجمهوري، وشخص من داخل شبكة أعمال الأسد، أن مدير المكتب المالي والاقتصادي للرئاسة يسار إبراهيم، صاحب الدور الجوهري في إنشاء شبكة كيانات معقدة استغلها بشار للسيطرة على قطاعات واسعة من الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها، بترتيب استئجار الطائرة المسجلة في غامبيا ورقمها التعريفي «سي 5- إس.كيه. واي» من رجل الأعمال اللبناني محمد وهبة لتنفيذ عملية الهروب الكبير.

ونقلت الطائرة المعروفة بين رجال الأسد باسم «الطائرة اللبنانية» حقائب سوداء بها نقد لا يقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة، ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية مهمة عن «المجموعة»، وهو الاسم الرمزي الذي استخدمه الأسد ومعاونه إبراهيم للشبكة. وبينما كانت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع يزحفون نحو العاصمة في 6 ديسمبر الماضي، اقتربت طائرة إمبراير ذات الثلاثة عشر مقعداً من مطار دمشق، وقام أكثر من 12 فرداً من المخابرات الجوية، التي كانت أداة رئيسية للقمع السياسي في عهد الأسد، بحراسة قاعة الشرف، واقترب عدد قليل من سيارات الحرس الجمهوري ذات النوافذ المعتمة، تُقل أقارب الأسد، بينهم شبان وموظفون من القصر الرئاسي، وأموالاً نقدية، ولوحات، وبعض المنحوتات الصغيرة. وأبلغ مدير أمن المطار غدير علي موظفيه، أن المخابرات الجوية ستتعامل مع الطائرة، التي أظهرت بيانات فلايت رادار 24، أنها كانت تتجه في كل مرة إلى مطار خليجي معروف، مع الحفاظ الصارم على الخصوصية لكبار الشخصيات. وفي البداية، هبطت الطائرة بدمشق قرب الثانية عشرة ظهراً في 6 كانون الاول، ثم غادرت، وعادت بعد الساعة العاشرة مساءً بقليل، وكانت السيارات تتجه نحوها في كل مرة تهبط فيها، وتبقى هناك فترة قصيرة ثم تغادر قبل إقلاعها مرة أخرى. وفي 7 كانون الاول، عادت الطائرة إلى دمشق في الرابعة عصراً، ثم غادرت للمرة الثالثة بعد أكثر من ساعة، وهذه المرة كانت محمّلة بحقائب من النقود، فضلاً عن محركات أقراص صلبة وأجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات حول شبكة الأسد التجارية، تضمنت سجلات مالية، ومحاضر اجتماعات، وملكية شركات وعقارات وشراكات، بالإضافة إلى تفاصيل التحويلات النقدية والشركات والحسابات الخارجية. وفي وقت مبكر من يوم 8 كانون الاول، وصل مقاتلو المعارضة إلى دمشق وتوقف مطارها عن العمل، مما دفع الأسد إلى الفرار إلى معقله باللاذقية، بالتنسيق مع القوات الروسية.

وبعد منتصف الليل، عادت الطائرة للمرة الأخيرة، وبعد مرورها فوق حمص في الثالثة فجراً اختفت عن نطاق الرصد 6 ساعات قبل أن تعود للظهور وتغادر سورية من قاعدة حميميم، وعلى متنها أحمد خليل الناشط في شبكة الأسد، ويخضع لعقوبات غربية وبحوزته 500 ألف دولار نقداً سحبها قبل يومين من حساب شركة «البرج للاستثمار» ببنك سورية الدولي الإسلامي. وفر الأسد إلى روسيا في اليوم نفسه من القاعدة نفسها. وقبل حصوله على اللجوء السياسي في روسيا ظل مكانه خلال الأيام الأخيرة المضطربة لنظامه سراً حتى عن أقرب أفراد عائلته. وفي حين رفض الشرع التعليق على هذه الطائرة المعروفة بأنها «الطائرة اللبنانية»، أكد مسؤول كبير في حكومته تهريب الأموال للخارج، مشدداً على أن دمشق عازمة على استعادتها لدعم الاقتصاد الذي يعاني تحت وطأة العقوبات ونقص العملة الأجنبية.

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa