جنبلاط يتّهم كوشنر وباسيل بزعزعة العالم

18/06/2019 05:01PM

لا تمرّ فترة زمنية قصيرة بين انتهاء خلاف وولادة آخر، بين الأطراف السياسيّة اللبنانيّة، يتجلّى معظمها في حرب تغريدات تويترية، و"قذائف كلاميّة" مبطّنة.

في فلسطين صفقة قرن وفي لبنان صفقة قرن



5 ساعات جمعت الرئيس سعد الحريري بالوزير جبران باسيل ليل أمس، بهدف تطويق ذيول الخلافات بين الطرفين، إلاّ أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فجّر عقب هذا الاجتماع "الغامض" قنبلة موقوتة بين حزبه والتيار الوطني الحرّ. وقال في تغريدة عبر "تويتر": "في فلسطين صفقة قرن وفي لبنان صفقة قرن .هناك ارض وشعب على مشارف المصادرة والتهجير وهنا اتصالات وكهرباء واملاك بحرية ومصافي ونفط وغاز على مشارف القرصنة والتوزيع والتخصيص .هناك صهر وهنا صهر يعبثون بالاخضر واليابس هناك رئيس يهدد العالم يمينا وشمالا وهنا تسوية القهر الذل والاستسلام". تغريدة جنبلاط الأخيرة كانت كفيلة بإشعال المشكلة أكثر بين الطرفين، ويبقى السؤال، أين يكمن أصل الخلاف؟


يؤكّد القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفه أنّ الخلاف بين التيار الوطني الحرّ والحزب التقدمي الاشتراكي هو حول "طريقة إدارة السلطة والحكم في المرحلة الحالية التي تجري تحت عنوان تقاسم المصالح بين التيار، بشخص رئيسه جبران باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري، لا بمنطق الدولة والمؤسسات والصلاحيات والشراكة والتوازن".

ويذكّر حديفه، في حديثه لـ"السياسة" بما حصل في كيفية نقاش مجلس الوزراء للموازنة،  وبمصادرة صلاحيات الحكومة في تقرير السياسة الخارجية والملفات الرئيسية كملف النازحين والتعيينات، مشيرا الى ازدواجية المعايير في ملف التعيينات، إذ لا يجوز أن "يكون هناك في عهد الاصلاح معايير مزدوجة؛ ولا يمكن القول إن التعيينات من الطائفة المسيحيّة يقرر فيها التيار الوطني الحرّ بوصفه "الطرف الأقوى في الشارع المسيحي" حسب تعبيرهم؛ وفي الوقت عينه يسعون إلى تقاسم التعيينات الأخرى بينهم وبين باقي الأطراف".

ويتخوّف حديفه من المرحلة المقبلة، إذ يرى أنّه "في المستقبل القريب سنشهد على مزيد من حالات الاستفراد في اتخاذ القرارت وفي محاولة تغييب مجلس الوزراء، الذي من صلاحياته مجتمعًا اتخاذ القرارت المصيرية المتعلّقة بالبلد، وإقرار التعيينات وسياسة لبنان الخارجية" وغيرها من المسائل.

أمّا الرادع الذي من شأنه الوقوف بوجه هذا الاستفراد المُمارس، فيكمن بحسب كلام حديفه في إعلاء الصوت بشكل مستمر "تمامًا كما يفعل وليد جنبلاط يومياً في تغريداته ومواقفه، وكما يفعل وزراء ونواب الحزب في حركتهم اليومية؛ وأيضا بالسعي إلي تأليف شراكة وطنية مع القوى والأحزاب السياسية التي تحمل نفس الملاحظات تجاه هذا النهج، بهدف خلق أداء وزاري ونيابي متكاتف يحدّ من هذه التصرفات".

ويلفت حديفه إلى أنّ "التقدمي الاشتراكي"، ليس لديه أي مشكلة في عقد لقاءات مع أي طرف كان، "إنّما نرفض اللقاءات الفلكلورية، التي لا تحمل أي نيّة أو توجّه لتغيير حقيقي وجذري لإدارة الأمور ولشراكة وتوازن فعلي في هذا البلد".


من جهة أخرى، يرى مصدر في التيار الوطني الحرّ أنّ مواقف جنبلاط لم تعد تشكّل حدثًا في المشهد السياسي اللبناني.

ويعتبر المصدر في حديثه لـ"السياسة" أنّ "اللبنانيين اعتادوا على تقلّبات جنبلاط وتغيير آرائه في بعض الأحيان لمآرب شخصيّة ضيّقة".

اللبنانيون اعتادوا على تقلّبات جنبلاط 



أمّا فيما خصّ تغريدة جنبلاط الأخيرة، وربط صهر الرئيس ميشال عون بصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيرى المصدر أنّ "في هذا التشبيه اعترافا بأهميّة جبران باسيل، وبأنّه يُفشل سياسة جنبلاط السابقة والتي كانت قائمة على المحسوبيات والمحاصصة".


ويلفت المصدر إلى أنّ "غضب جنبلاط الفاضح من عدم سقوط التسوية السياسية بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، كشف الزعيم الدرزي، مفسّراً اتّهام باسيل من السراي أمس بأنّ بعض الأشخاص كانوا يريدون إفشال التسوية لكنّهم فشلوا".



ويتمنّى المصدر على جنبلاط عدم الاصطياد في الماء العكر، والعمل على تحصين التسوية الوطنية، التي إن سقطت، ستسقط معها مقومات بناء الدولة.

أمّا في ملف التعيينات، يؤكد المصدر العوني لـ"السياسة" أنّ هذا الموضوع لم يُطرح حتّى الساعة، وكلّ ما يُحكى في هذا الإطار هدفه التصويب على باسيل، أملاً في تحقيق مكسبٍ ما في التعيينات على حساب الكفاءة. 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa