"نواف الموسوي" يكسب أبوّته.. وينهزم تشريعيّا

19/07/2019 07:25AM

"فضّلت أن أكون أباً وليس نائباً. هكذا استطيع أن أحمي بناتي من دون أن تكون هناك تبعات سلبية على حزب الله".. بهذه العبارة أراد النائب في كتلة الوفاء للمقاومة ان ينهي حياته البرلمانية بعدما تقدم بطلب استقالته من مجلس النواب، مقدما كتاباً بهذا الشأن إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومبلّغا "حزب الله" مضمون الإستقالة.

"فضّلت أن أكون أباً وليس نائباً"


استقالة الموسوي جاءت مفاجئة لتكسر جدار جلسات مجلس النواب المنعقدة لمناقشة الموازنة واقرارها، لاسيما وان الاسباب الكامنة خلفها قد مضى عليها وقت، والتي كانت بسبب الإشكال مع طليق ابنته. وبهذا عاد الموسوي ليتصدر المشهد ويصبح حديث الناس ورواد مواقع التواصل الإجتماعي.

ردود الأفعال بمعظمها جاءت متضامنة مع النائب المستقيل، حيث قدّم أغلب الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي كل عبارات التقدير والإحترام  لما وصفوه جرأة النائب الموسوي، وتغليبه عائلته على منافع السلطة والكرسي، وتضحيته بمنصبه من اجل الحفاظ على صورة الحزب الذي ينتمي اليه. وقد تمنى هؤلاء ان لا تُقبل استقالة الموسوي التي ستشكل خسارة كبيرة للحياة التشريعية، بحسب تعبيرهم.

فيما رأى آخرون ان هذه الخطوة كانت ضرورية، معتبرين أن الموسوي متهور في ردود أفعاله وسريع الغضب، وهذان الامران لا يتوافقا وسلوكيات حزب الله ومكانته كنائب ممثل للشعب ورجل تشريعي. كما اعتبروا ان حزب الله لا يمكنه تحمل أفعال كالتي حدثت يوم الإشكال مع طليق ابنة الموسوي، على اعتبار أن الرأي العام ينتظره على "غلطة".

حزب الله لا يمكنه تحمل أفعال كالتي حدثت يوم الإشكال مع طليق ابنة الموسوي


هذا شكليا، أما في المضمون، فبموجب النظام الداخلي لمجلس النواب، للنائب ان يستقيل من النيابة بكتاب خطي صريح يقدم الى رئيس المجلس النيابي، فإن وردت الاستقالة مقيدة بشرط تعتبر لاغية، عندئذ على الرئيس أن يُعلم المجلس بالاستقالة بأن يتلو كتاب الاستقالة في أول جلسة علنية تلي تقديمها، وتعتبر نهائية فور أخذ المجلس علما بها.

كما يمكن للنائب ان يعود عن استقالته بكتاب خطي يقدم الى رئيس المجلس قبل أخذ المجلس علما بها وتعتبر الاستقالة كأنها لم تكن، وبالتالي لا يمكن اعتبار الاستقالة نهائية بعلم المجلس في وسائل الاعلام أو عبر أحد النواب.

وعند اعتبار الاستقالة نهائية، تجري الانتخابات لملء المقعد الشاغر خلال شهرين من تاريخ قبولها، وفقا لنظام الاقتراع الأكثري.

  

وعلى الرغم من أن النائب المستقيل نواف الموسوي صرّح بانه تقدم بكتاب استقالته الى الرئيس بري، الا ان الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر اكد ان ما من شيء وصله حتى الساعة بهذا الخصوص، وبالتالي فإن استقالة الموسوي مرهونة بقانونية سلوكها وبرد الرئيس بري عليها الذي وحتى الآن لم يتكشّف رأيه حول المسألة، وفيما إذا كان سيتلو بيان الإستقال خلال جلسة اليوم، على الرغم من الضبابية حول قرار الموسوي، فيما إذا كان من تلقاء نفسه كما قال أم بأمر من قيادة حزب الله كما أشيع.

اليوم، نواف الموسوي الأب الذي دافع عن ابنته، والنائب الذي صوت وحضر كل جلسات مناقشة اقتراح قانون حماية المرأة، وضع نفسه على ضفتين مختلفتين: الاولى وهي جرأة الإستقالة، حيث تُعد هذه الخطوة سابقة كونها لم تكن لأسباب سياسية، ولعدم تحميل حزبه تبعات ما حصل في قضية ابنته، وهذا ما يُسجّل له لا عليه.

اما الضفة الثانية، فهي تفضيله ان يكون أبا لا نائبا لحماية ابنته، وفي ذلك إعلان هزيمة للمشرع اللبناني، حيث كان عليه ان يبقى ليكمل نضاله في التشريع فيحمي ابنته وبنات الناس من أي ظلم قد يلحقهن، وهذا أمر يُسجّل عليه لا لصالحه.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa