حرب احتجاز الناقلات مستمرّة... هل تؤدّي إلى المواجهة؟

21/07/2019 07:39AM

في خضم "حرب الناقلات" بين بريطانيا وإيران، واصلت الأخيرة التصعيد ، واحتجزت ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج، بحجّة أنها خرقت قواعد الملاحة البحرية إذ أطفأت أجهزة التتبع وخرجت عن مسارها في مضيق هرمز، لتعود مجدداً "حرب الناقلات" التي عُرفت في الثمانينيات من القرن الماضي، وتتجدد معها "لعبة المضايق المائية"، لا سيما في الخليج العربي.

في لندن، لجنة الطوارئ الحكومية سارعت لعقد اجتماعٍ عاجل، فيما انكبّت وزارةُ الدفاع على جمعِ المزيد من المعلومات. أمّا في واشنطن، فتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتصالاتٍ أميركية - بريطانية بعد محادثاتٍ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن توتراتِ الخليج.. فيما برّر الحرس الثوري الإيراني احتجازه لناقلة النفط بالقول: "إنها لم تلتزم بقوانين الملاحة البحرية". وعلى ضوء هذه الحادثة يعود إلى الأذهان وعيدُ مرشدِ الثورة علي خامينئي  لبريطانيا في وقت سابق بصفعةٍ على الوجه.

فهل بدأت الاحداث تتسارع ميدانيا أم أن حظوظ التفاوض ما تزال قائمة؟ وهل احتجاز الناقلة سببه فقط خرق القواعد من قبل بريطانيا أم أنّه ردّ ايراني على احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق مطلع الشهر الجاري؟

في هذا السياق، يشير العميد المتقاعد، الدكتور أمين حطيط إلى أنّ مقاربة هذا الموضوع تتمّ من زاويتين، زاوية الشكل وزاوية المضمون.

ويفسّر حطيط في حديثه لـ"السياسة": "من زاوية الشكل استطاعت ايران أن تضبط مخالفة للناقلة البريطانية بما يخصّ قواعد الملاحة البحرية، خاصة أنّ ايران تمتلك أحد شواطئ الخليج الأساسية، وهي معنية بمراقبة السفن التي تبحر قبالة هذه الشواطئ، فقوانين الملاحة البحرية معروفة، ومن حيث التطبيق، يكون هناك تساهل حين تكون الباخرة صديقة، ويكون هناك تشدّد عندما تمرّ باخرة مثيرة للريبة أو تابعة لدولة مشكوك بالعلاقة بها".

ويتابع حطيط: "أمّا من حيث المضمون، يبدو أنّ الباخرة البريطانية لم تتقيّد بقواعد قانون الملاحة، وخرقت أكثر من قاعدة، إذ انّها انحرفت عن مسارها، ولم تبلّغ، وحاولت الدخول إلى منطقة عمل لقوارب ايرانية، وحين اُنذرت لم تستجب مباشرة للإنذار البريطاني، فأعطت لإيران وفقًا لقواعد الملاحة البحرية الحقّ بأن تتدخل". ويضيف: "إذا في المضمون، لو لم تكن العلاقة الايرانية-البريطانية سيئة، أعتقد أنّ ايران لم تكن لتتصرف بهذا الحزم وهذه الشدّة، ومن حيث الشكل، ايران ردّت على خرق بريطانيا للقواعد".

وعن إمكانية وجود علاقة بين احتجاز ايران ناقلة النفط البريطانية وتمديد حكومة جبل طارق لاحتجاز ناقلة النفط الايرانية Grace1 لمدّة شهر، يقول حطيط: "حتمًا يمكن الربط بين الأمرين، لأنّ العمل البريطاني تسبب بتعقيد العلاقة البريطانية – الايرانية، وبالتالي لم  يعد هناك مجال للتسامح والتساهل وحسن النيّة، فهذا الربط منطقي وموضوعي".

أمّا عن ارتباط هذه الحادثة بالجدل الدائر بين ايران وأميركا حول الادّعاءات الأميركية بإسقاط طائرة ايرانية مسيّرة، فيربط حطيط كلّ ما يصدر من يوم إسقاط الطائرة الأميركية، وصولا إلى احتجاز الباخرة، من ثمّ ادعاء أميركا بإسقاط طائرة ايرانية، إلى احتجاز ايران ناقلة النفط البريطانية، بسياق واحد  وهو الصراع الايراني – الأميركي من باب إقدام أميركا على إلغاء الاتفاق النووي وتشديد الحصار على ايران.

ويرى حطيط أنّ السؤال الأخطر اليوم الذي يُطرح، هو: "هل هذه الأحداث التي تتكرر وتتسارع ستبقى تحت السيطرة أم أّنّها ستخرج عن السيطرة وتؤدي إلى المواجهة؟". لافتًا إلى أنّ "الصراع لازال حتّى اللحظة تحت سيطرة الطرفين وايران ذاهبة للثبات على المواقف وهي ليست بوارد التراجع أو الخضوع".

أمّا الهدف من هذه التحركات الايرانية فتعود بحسب حديث حطيط إلى نيّة ايران بانشاء قواعد اشتباك خاصّة للصراع وإرساء معادلات ردع موضوعية لتواجه بها أميركا، وهذه القواعد والمعادلات ستقود أميركا عاجلا أم آجلاً إنّ لم تذهب إلى الحرب أن تذهب إلى التفاهم مع ايران.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa