في لبنان طوائف بـ"سمنة" وطوائف بـ"زيت".. و1132 شهيدا رحلوا "كبش محرقة"

27/07/2019 07:40AM

1132 شهيدا سريانيا سقطوا فداءا للبنان ودفاعا عن الـ10452 كم2. 

تلك الحدود سطّروها بالدماء، فأي حب أكبر  من أن يبذل الإنسان ذاته في سبيل حبّه للأرض التي احتضنته هرباً من ظلم الجلاد العثماني. 

هي المعاناة التي تجمع بين سريان تركيا الذين أُبيدوا، وسريان لبنان الذين حاربوا صونا لحرية الوطن. 

حين دق الخطر أبواب لبنان شعر الشعب السرياني بأنها القضية قضيتهم، فحملوا السلاح ووقفوا على متاريس الكرامة ودافعوا عن الأرض التي تجذّروا فيها وأصبحوا جزءا لا يتجزء من هوائها، وترابا من ترابها، ذابوا في حبها دون أن يخسروا خصوصيتهم وهويتهم الأصلية، فكانوا اللبنانيين السريان.

كحبات المطر انهمر الشباب السرياني فوق مذابح وطن لما استمرّ لولا انضمامهم الى صفوف المناضلين. 

وبهذه العقيدة، قدّم السريان زهرة شبابهم في سبيل تحرير لبنان، على الرغم من عدم حيازتهم على هويّة هذا الوطن.

ومن سخرية القدر، أن يلاحق الغبن والألم هذا الشعب العطوف المعطاء،  حيث تعدّدت الأخطار في مسيرة تاريخ هذا الشعب المسيحيّ على مر الزمن، الا ان جوهر القضية في أنه شعب أبى الاستسلام وآمن بوطن سيد حر مستقل.

لن نجد ما هو مختلف لنكتب عن الشهداء السريان. شهداء رحلوا لأجل تراث شعب عاش وناضل حفاظا على  هويته، واستمرار مسيرة المسيحيين وبقاء وطنه.

فماذا بقي من القضية؟ من قدّر تضحيات الشعب السرياني؟ أين الإنصاف بحق شعبٍ استشرس ضد كل محتل وعدوّ تجرأ وصوّب سلاحه نحو الشعب اللبناني؟

تاريخياً، وفي 25 تموز عام 1976 سقط أكثر من 14 شهيداً سريانيا خلال يومين دفاعا عن المناطق المسيحية، يقول رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام. 

وفي حديث للـ"السياسة"، يوضح افرام أن " تأسيس الرابطة السريانية كتنظيم سرياني - سياسي آنذاك أتى بموجب الدفاع عن القضية المسيحية"، ويشير إلى أن "الرابطة كانت طرفاُ في تحرير تلّ الزعتر". 

"السريان لم يضحوا بغية الحصول على مناصب ومقعد وزاري بل من أجل الحرية والعقيدة المسيحية"

ويلفت إلى ان "قيادة الرابطة التي كان يرأسها المحامي جوزيف أحمر وبالتوافق مع المطران جورج صليبا أُعلنت أن تاريخ 25 تموز من كلّ عام يوم الشهيد السرياني لنتذكّر دائماً تضحيات شبابنا ونضالهم والدمّ الذي سكبوه  دفاعا عن المسيحيين". 

"أعظم ما جرى في  لبنان أن عددا كبيرا من الشهداء السريان ضحوا بأرواحهم  على الرغم من عدم امتلاكهم جنسية هذا الوطن"، بحسب تعبير افرام، الذي يؤكد أن " تضحية الشعب السرياني نبع من خلال نسيج المجتمع المسيحي المشرقي وتحديدا من خلال التلازم في الدفاع عن الحضور والوجود". 

ويشدد افرام على ان " التضحية السريانية أتت كواجب تجاه لبنان ودفاعا عن مناطقنا وأعراضنا وعن الحرية وذلك بضمير حيّ دون أن نكون طرفا في سلطة أو جزءا في الصراع الداخلي  ولا انحيازا لزعيم أو رئيس أو حتى حزب سياسي". 

"على الرغم من التضحيات الجمة والعطاء والدماء التي سقطت لم ينصفنا النظام السياسي في لبنان"، يقول افرام، الذي يشدد على أن "هناك إجحاف متمادٍ بحق الشعب السرياني من ناحية الإنخراط في العمل السياسي داخل الدولة على الرغم من أحقية طائفتنا في الحصول على مقعد وزاري على غرار سائر سائر الطوائف المسيحية إضافة إلى ان حضورنا في ادارات الدولة والمناصب ضعيف جدا وذلك تحت تسمية كاذبة عنوانها الأقليات". 

"السريان لم يضحوا بغية الحصول على مناصب ومقعد وزاري بل من أجل الحرية والعقيدة المسيحية"، يشدد أفرام.

ويلفت إلى اننا "نتذكر اليوم كل الوجوه وأسماء الشهداء لأجل أن يكون للسريان هوية وموطن وموقع في لبنان إذ نجحنا في إعلاء شأن الطائفة السريانية في العالم غير أنه لم نُقابل في السياسية فيما يجب". 

"نقول لشهداءنا اليوم أنه على الرغم من كلّ الظروف السيئة وفقداننا الرجاء يبقى الامل في إنصاف شعبنا في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون"، بحسب تعبير افرام، الذي يطالب مختلف الطوائف المسيحية أن يكون لديها بُعدا نظريا ودافعا جديدا محفزا على إحلال المساواة بين كافة المسيحيين في لبنان إذ ليس هناك من طوائف بـ"سمنة" وطوائف بـ"زيت".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa