الموازنة تواجه خطر "الدستوري".. والطعن يفتح أزمة جديدة!

بعد أشهر من "الهرج والمرج"، لإعداد موازنة 2019، تمّ إقرارها وسط انتقادات كثيرة لبنود عدّة قد تضمّنتها. إلاّ أنّ  هذه الانتقادات لم تمنع أكثرية النواب من الموافقة عليها، إلى جانب، عدد قليل أعلن رفضه الصريح لها.

وبعد تخطّي الموازنة عتبة مجلس النوّاب، لم تمرّ مرور الكرام في قصر بعبدا، إذ انّ رئيس الجمهورية ميشال عون يمتنع عن توقيعها حتى الساعة بسبب الآراء المتضاربة حول المادة 80، ممّا أضاف على مصير الموازنة غموضًا في ظلّ وضع اقتصادي صعب وحسّاس، إضافة إلى عيون المجتمع الدولي الشاخصة نحو لبنان، قبيل مؤتمر "سيدر".

من جهة أخرى، يتحضر عدد من النواب لإمكانية التقدم بطعون أمام المجلس الدستوري في بعض بنود الموازنة التي يصفوها بأنّها غير دستورية. ويتطلب الطعن أمام هذا المجلس أن يتقدم به 10 نواب على الأقل، وهو ما يصبح متوفراً إذا تجمّع النواب المعترضون عليها. ولكن.. هل وصول الموازنة إلى المجلس الدستوري ينقذها أم يهدّدها؟

أعرب "حزب الكتائب" منذ اللحظة الأولى عن أسفه "لما انتهت إليه موازنة 2019 في المجلس النيابي، فبدل أن تكون موازنة وقف الهدر، إذا بها موازنة الضرائب على جيوب المواطنين"، معربًا عن نيته التوجّه إلى المجلس الدستوري للطعن بها، وانضمّ لصفّه النواب المستقلين، إضافة إلى 6 نواب هم من العسكريين المتقاعدين.

وكان لافتًا التصريح الأخير للنائب في تكتل "لبنان القوي" شامل روكز الذي كشف عن عزمه على توقيع الطعن الذي سيُقدّم، رغم انتمائه إلى التيار الوطني الحرّ الذي يعتبر العراب الأساسي لهذه الموازنة، ممّا يرسم العديد من علامات الاستفهام حول العلاقات المستقبلية بين روكز والتكتل الذي ينتمي إليه برئيسه الوزير جبران باسيل.

لا شكّ إذًا أنّ البلاد قادمة على مرحلة ضبابية ومجهولة المصير في حال تمّ تقديم الطعن بموازنة لم يعد يُحسب من عمرها الاّ القليل، إذ انّ المجلس الدستوري، وفق مرجع قانوني، يعلّق العمل بالمواد التي تمّ الطعن فيها إلى حين اتخاذ قراره، والخطر الأكبر يكمن في احتمالية تعليق الموازنة بكاملها إذا طُعن بموادها كلّها.

ويلفت المرجع القانوني في حديثه لـ"السياسة"، إلى أنّ المجلس الدستوري ليس مُجبرًا على النظر بالبنود التي تمّ الطعن فيها فقط، بل له كامل الصلاحيّة بدراسة كافّة البنود، وتقديم طعن بأي مادّة يجد فيها شوائب .

ويتابع: "إذًا في ظلّ هذا الوضع الاقتصادي المهترئ، نحن نخاطر بهذا الطعن الذي قد يأخذ البلد إلى مصيبة هو بغنى عنها".