تكتّل الرؤساء الثلاثة: عين على الحريري وأخرى على عون!

30/07/2019 04:35PM

في الفترة التي يتسابق فيها الجميع للحفاظ على مواقعهم السياسية وانتزاع ما أمكن من مكاسب واحتلال ما توفر من مراكز. تشكّلت ظاهرة لم نألفها من قبل: تكتّل لرؤساء الحكومةالسابقين. ويضمّ هذا التكتّل كل من رؤساء الحكومة السابقين تمام سلام وفؤادالسنيورة ونجيب ميقاتي. واللّافت، أنّ "التكتل السني" هذا يلتف حول رئيس الحكومة سعد الحريري.

اجتماعات عديدة عقدها التكتّل ولعلّ الأنظار لم تتجه نحوه بهذا الاهتمام إلّا حين زار المملكة العربية السعودية منذ فترة وجيزة. وعلى الرغم من أنّ لا تفاصيل كثيرة عنما جاء في هذه الزيارة، لكن يمكن الاستنتاج أنّ التكتلّ لن يكتفي بتأييد قاعدته الشعبية والسياسية الداخلية بل يهدف لتوسيع الدائرة والوصول إلى الدعم الخارجي. خاصة أنهم يستعدون لجولة زيارات جديدة للدول العربية. لكن يوحي اختيار السعودية كمحطة أولى للزيارة بسعي الثلاثي إلى حماية الطائفة السنية بعد الانتكاسة السياسية التي عايشتها في الفترة الأخيرة.

التقارب بين الحريري والأفرقاء أبناء الطائفة الواحدة ليس جديدا، فقد بدأ منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة حيث استشارهم وتباحث معهم في مهمته. لكن التكتل عاد بحلته الجديدة منذ 10 تموز حيث بدا أكثر جدية وتنظيما. تلا هذه الخطوة سفرهم إلى السعودية ثم اجتماع البارحة الذي ضمّ الحريري أيضا. غرابة هذه الحركة تكمن في أنّ العلاقة بين الحريري والسنيورة هي وحدها التي لم تشهد "طلعات ونزلات". على عكس العلاقات مع سلام وميقاتي، فما الذي جعل الأوضاع "سمنة وعسل" بهذه السرعة.

إذا، يبدو واضحا أنّ الطائفة السنية تسعى وعلى غرار ما تفعله جميع الطوائف مؤخرا، إلى حجز موقعها على الساحة السياسية وذلك من خلال تحصين موقع رئاسة الحكومة. وفي هذا السياق يقول الصحافي طوني عيسى: " تعتبر إحدى وجهات النظر أنّ رؤساء الحكومةالسابقين يقومون بمهمة حماية موقع رئاسة الحكومة بسبب عدم قدرة الحريري على المناورة في هذا المجال. وإلى حدّ ما، يردّون ذلك إلى التسوية السياسية التي تكبّل الحريري وتمنعه من حماية موقع الرئاسة الثالثة. " ويرى عيسى: "أنّ نشاط وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يسعى من خلاله إلى التوسع في ممارسة صلاحيات رئاسة الجمهورية – خاصة أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحرّ كانوا من أبرز المعارضين لاتفاق الطائف وتحوله دستورا لبنانيا-  كان من أبرز وأول الأسباب التي دفعت بالرؤساء الثلاثة إلى التكتّل والتحرك.

ينتظر الجميع إلى ما سيخلص له نشاط التكتّل وتحركه لتتوضح أصلا أهدافه ومقوماته. لكنّ عيسى يعتبر أنّ هذا التكتّل يقدّم نفسه كحام للحريري، إلّا أنّ ذلك يعني في مكان آخر أنّ التكتّل سيسيطر على الحريري ويتحكم به: فيصبح القرار بيد التكتّل لا الحريري. ومن هنا، يقول عيسى: " سيمارس هذا التكتّل أقصى الضغوط التي ستبدو ظاهريا أنها تستهدف الحريري إلّأ أنّ الهدف منها هو عون."

إذا، بغض النظر عن ما يسعى التكتّل إلى كسبه، يبدو جليّا إدراكه أنّ فئة واحدة لا تستطيع التحكّم والاستئثار بالطائفة. بمعنى آخر، تحررت السنية السياسية من لعبة الأحاديةعلى خلاف الفئات الأخرى التي تدخل في اللّعبة نفسها أو أخرى معاكسة لها.

يبقى المهم مراقبة مدى قدرة هذا التكتّل على الاستمرار دون الوقوع في فخ تجاذبات محاولة السيطرة على القيادة والزعامة. إلى حينها، يبقى انتظار الوقت ضرورة للكشف عن ضبابية شدّ الحبال بين مناصري الطائف ومعارضيه بغية الإجابة عمّا يلي: هل نقترب من فتح حرب تعديل الدستور قريبا؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa