أجراس الخلاف تدق في بلدية بريح..

30/07/2019 05:53PM

على الرغم من مرور الوقت، الا أن الاوضاع في بلدة بريح الشوفية لا تزال تزداد سوءا، ووضع المجلس البلدي فيها يذهب نحو التأزم أكثر.

فشرارة الإنتكاسة التي عصفت بمجلس بلدية بريح يوم تقدم كل من المحامي عيد حسون والسيد يوسف صوما باستقالتهما من عضوية المجلس أمام قائمقام الشوف، على خلفية إخلال رئيس البلدية الحالي صبحي سعيد لحود بميثاق الشرف الذي كان قد وقعه قبيل الانتخابات البلدية السابقة مع المحامي عيد حسون، والذي يقضي بأن يتم تقاسم رئاسة المجلس البلدي مناصفة بين الإثنين، أي ثلاث سنوات لكل منهما، وقد تم توثيق الميثاق لدى كاتب العدل في سن الفيل.

إلا أنه وبعد مرور ثلاث سنوات على ترأس لحود للمجلس البلدي، وحين حان موعد تسليم حسون، تنصّل الأول من الإتفاق ورفض تسليم الولاية للثاني، ما دفع بكل من المحامي حسون ومعه عضو البلدية يوسف عبدو صوما الى الإستقالة احتجاجا على ما أقدم عليه الرئيس، ما أخلّ بالتوازن الميثاقي داخل البلدية حيث أصبحت مكوّنة من عضوين مسيحيين مقابل 7 دروز، بعدما ما كانت المناصفة بين الإثنين هي العرف السائد في البلدة.

هذا التطور على صعيد المجلس البلدي أثار بلبلة كبيرة في بلدة بريح بين العائلات، لا سيما بعدما تم انتخاب لحود رئيسا للنصف الآخر من عمر المجلس، وذلك بخمسة أصوات درزية، وسط غياب تام لأي صوت مسيحي، على الرغم من حضور عضو مسيحي أكمل النصاب دون أن يعطي صوته للحود، حسبما تفيد المصادر لموقع "السياسة".

هذه النتيجة، جعلت من رئيس البلدية الحالي شخص غير ميثاقي وأصبح معزولا مسيحيا، لأنه لم يعد يمثّل العائلات المسيحية في البلدة، بحسب تعبير المصدر، الذي يشير الى ان حوالي 12 عائلة لم يبق منهم سوى اثنتين داخل المجلس، وأن أكبر العائلات كعائلة خليل وحسون أصبحتا خارجه، وبالتالي أصبح الرئيس صاحب مصلحة لا صفة تمثيلية.

كما تؤكد المصادر نفسها، ان أهالي بريح بمعظمهم، بمسيحييهم ودروزهم، لا يريدون رئاسة لحود، على اعتبار أن تصرفه هذا أدى الى الإخلال بالتوازن وبالثقة بعد  30 عاما من التهجير، في الوقت الذي تتم دعوة الناس للعودة الى البلدة، متخوفة من وصول الأمر الى التنافر والحساسية المعادية بين العائلات.

أما على ضفة الأحزاب الوازنة في البلدة، وهي الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية، فتشير المصادر الى أن الجهتين حاولتا الضغط باتجاه حل الازمة ودفع رئيس البلدية الى التنفيذ الاتفاق الذي كان قد وقعه أمام كاتب العدل، الأ ان كل مساعيها لم تأتي بأي نتيجة، حيث جوبهت بالرفض التام من قبل لحود.

وهنا تلفت المصادر الى أنه على خلفية ذلك، فإن المختارة اليوم ترفض استقبال لحود، كي لا تعطيه صفة تمثيلية بسبب فعلته لجهة الإخلال بالميثاق ورفضه حل الامور. كما أبلغه النائب جورج عدوان بأن لا خدمات من جهتهم للبلدية بسبب البلبلة الحاصلة.

كذلك، تعتبر المصادر ان ثمة شيئا مريبا في إصرار الرئيس الحالي على عدم السير في أي تفاوض لحل المشكلة، لاسيما وأن حال البلدية يتراجع بسبب ما حدث لجهة الخدمات او القدرة المالية حيث بلغ حجم العجز فيها حوالي 400 مليون.

واليوم، مصير البلدية معلّق على خيارين يتحققا بالضغط السياسي، أحدهما تنفيذ الإتفاق "وكان الله يحب المحسنين"، والثاني الأخطر أن " لا بلدية ولا عمل بلدي بدون المسيحيين "، ما يعني محاولة الضغط على عدد من الأعضاء المتبقين داخل المجلس لتقديم استقالتهم وبالتالي "فرط" البلدية وإعادة الإنتخابات من جديد، وهذا ما قد تكون بعض عواقبه غير مرغوبة لاسيما بين العائلات.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa