أستانة 13... هدنة دائمة أم حقنة "مورفين" مؤقتة؟

05/08/2019 08:38AM

سلسلة المُؤتمرات المُتعدّدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا ما زالت مستمرّة. وهذه المرّة إنتقلت مُحاولات التوصّل إلى تسوية إنهاء الحرب، إلى العاصمة الكازاخستانيّة نور سلطان، حيث عُقدت الجولة 13 من مُفاوضات آستانة، والتي شارك فيها لبنان للمرّة الأولى بصفة مراقب. 

عكست أجواء الجولة المنقضية من محادثات "أستانا" وجود إصرار لدى الجانب الروسي على حلّ ملف الفصائل الإرهابية في إدلب، كما تمّ التوافق على إطلاق عمل "اللجنة الدستورية"، على رغم بقاء جملة من التفاصيل المتعلقة بعملها، غير محسومة.

البيان الختامي للمحادثات أشار إلى أنّه تم بحث الوضع في منطقة إدلب والتأكيد على ضرورة "خفض التصعيد" على الأرض والتنفيذ الكامل للاتفاقات حولها، ومنها اتفاق سوتشي الموقع بين الجانبين التركي والروسي، في أيلول 2018.

وأعربت الأطراف عن قلقها من ازدياد وجود "هيئة تحرير الشام" في إدلب، وأكدت على اتفاقها لمواصلة التعاون بين جميع الأطراف من أجل القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" وجميع الأطراف والكيانات المرتبطة بتنظيم "القاعدة".

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الكازخستانية، تأكيد المشاركين استعدادهم لتسهيل عقد اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن.

وصف وفد النظام السوري الاجتماع بالإيجابي، ورأى أنّ نتائج هذه المحادثات هي من أفضل ما يكون، وفي هذا السياق، يرى العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي أمين حطيط أنّ : التزام تركيا في هذه المفاوضات بتنفيذ اتفاق سوتشي حول إقامة المنطقة العازلة وسحب الأسلحة الثقيلة بعمق 20 كلم، سيوفّر على الجيش السوري لو نُفّذ جهودا كبيرة"، مشيرًا إلى أنّ التفاوض أدّى أيضًا إلى التزام تركي بعدم السير قدُمًا بالمشاريع التي تنتهك سيادة سوريا، هذا ما تفسّره سوريا ضمنيًا، بأنه يوقف مشروع تركيا بالتنسيق مع أميركا بإقامة منطقة آمنة شرق الفرات، وبالتالي هذه الالتزامات التركية المنصوص عليها في آستانة 13 تعتبرها سوريا ربح، حتّى لو لم تُنفّذ فالتعهد بحدّ ذاته هو ورقة يُبنى عليها، وإذا نُفّذ فستوفر تركيا على سوريا حرب ستضطر إليها في نهاية المطاف في حال لم يُنفّذ اتفاق سوتشي".

حطيط وفي حديث لـ"السياسة"، يرى أنّ "سوريا لن تقبل أن يستمر الوضع في إدلب على ما هو عليه، خاصة وأنّ هناك تجذّر للإرهاب، ومخطّط تركي خطير يهدف إلى "التتريك" أي جعل المنطقة تركية".

ويتابع: "بالتالي هذه التعهدات التركية، تبعث بالطمأنينة، وإضافة إلى ذلك فتركيا تراجعت عن تعنّتها في موضوع اللجنة الدستورية وقبلت بأن تكون للحكومة السورية الأكثرية المطلقة في هذه اللجنة وهذا ما كانت ترفضه في وقت سابق، فكلّ هذه الأمور تجعل نتائج محادثات آستانة 13 أفضل من سابقاتها".

والسؤال الذي يُطرح الآن برأي حطيط هو: "هل ستُنفّذ قرارات آستانة 13 أو لن تُنفّذ؟".

وعن مدى التزام كلّ الأطراف بالهدنة التي تمّ الاتفاق عليها، يقول حطيط: "هناك بعض الظروف الموضوعية التي تسمح لهذه الهدنة بأنّ تُطبّق هذه المرّة، ومنها العملية العسكرية الاستراتيجية التي نفذتها سوريا قبل آستانة 13، وأدّت إلى تطهير مناطق استراتيجية هامّة (الجبين وتل ملح)، هذا يفرض على تركيا أن تعيد حساباتها، ولكن من ناحية أخرى، فمن يراقب ميدانيا يلحظ أنّ التفاؤل التام هو مغامرة، لذلك يمكن التكلّم عن تفاؤل حذِر".

وعن موقع الأكراد من كلّ هذه المفاوضات والنتائج، يقول حطيط: "الأكراد بهذا الاتفاق أو بغيره، أُفقهم مسدود، وأميركا تضحك عليهم، وليس لديهم حظوظ بإقامة منطقة عازلة ذات حكم ذاتي، فتركيا ليست إلاّ وسيلة لتطبيق سياسة أميركا، وعندما تفرغ منها سترميها في سلّة المهملات".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa