واشنطن تستدرج "اسرائيل" الى شباك طهران !!

09/08/2019 05:25PM

بعد التوتر الذي شغل العالم في "مضيق هرمز" على خلفية احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية وما تبعها من تصاعدات. تتحضر الولايات المتحدة الأميركية لتشكيل تحالف عسكري يهدف إلى تأمين حماية الملاحة البحرية والجوية في مضيق هرمز وباب المندب. 

وفي التفاصيل، ستشارك بريطانيا في هذا التحالف في الوقت الذي لن تنضم إليه معظم الدول الأوروبية وبالأخص ألمانيا وفرنسا. أمّا اللّافت فهو إعلان "إسرائيل" مشاركتها في هذا التحالف في وقت تسعى فيه واشنطن إلى جذب ما تمكّنت من دول البحر الابيض المتوسط.

ومحاولة قراءة خلفيات هذا التحالف بصور أولية، توحي بأنّ الولايات المتحدة مصممة على تصعيد طرق المواجهة مع إيران في المنطقة وذلك من خلال اختيار منطقة استراتيجية مهمة لتضييق الخناق على طهران ومحاولة تصفير تصديراتها النفطية. الأمر الذي تدركه إيران التي هددت مؤخرا بإغلاق مضيق هرمز ما لم تتمكن من تصدير نفطها- خطوة قادرة على القيام بها. وينبغي ترقب الخطوات القادمة بكثير من الاهتمام خاصة بعد الإعلان عن انخفاض مستوى الانتاج النفطي الإيراني ليصل إلى أدنى مستوياته منذ الثمانينيات.

والبحث الأعمق يدعو إلى التساؤل عن دور "إسرائيل" في هذا التحالف، خاصة أنها لن تقدم إضافة مهمة عليه وأنها أصلا لا تستفيد من مضيق هرمز. أي: لما تسعى واشنطن إلى استدراج " إسرائيل" إلى هذه المنطقة؟ فهذه الخطوة تعني أنّ أميركا تحاول وضع السيطرة الأمنية على تلك المنطقة بيد الكيان الإسرائيلي. 

وفي موزاة ذلك، تستعد البحرين لاستضافة مؤتمرا للتحالف سيناقش خلاله أمن الملاحة البحرية والجوية في منطقة "الخلاف" ومن المتوقع أن تشارك فيه أكثر من 60 دولة. في وقت تسعى واشنطن لحشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية. وهنا ينبغي الإشارة إلى أنّ مشاركة العرب في مؤتمر يناقش تحالف يضم اسرائيل يعني بداية التطبيع العربي الإسرائيلي بمراحله الواضحة هذه المرة. وتهدف البحرين من خلال استضافة هذا المؤتمر للتعبير عن رفضها لما اعتبرته تهديد إيراني لأمن الملاحة في المنطقة. ويأتي هذا المؤتمر كأحد نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط (وارسو). 

بالطبع عبّرت إيران عن اعتراضها لهذا النشاط بشكل عام وللمشاركة الإسرائيلية بشكل خاص. محذرة من تداعيات هذا التدخل. رافضة وبشدة ما رأته تدخلا أجنبيا في المنطقة وتجزأة أمن دولة على حساب دولة أخرى. ودعت طهران البحرين إلى التعاطي بحكمة مع هذه التطورات.

الأعين اليوم متوجهة إلى ما سينتجه هذا التحالف، وإلى إمكانية نجاحه. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاستراتيجي أنيس النقاش لـ السياسة: العديد من الدول الأوروبية اعتكفت عن المشاركة في التخالف التي تسعى إليه الولايات المتحدة ما شكّل دليلا واضحا على فشل الدبلوماسية الأميركية في إقناع هذه الدول بضرورة هذا المشروع خاصة أنّ دولا عديدة اعتبرته استفزازا سيزيد التوتر في المنطقة. معتبرين أنّ خروج واشنطن من الاتفاق النووي هو السبب الأساسي لما يحدث، حتى أنّ بريطانيا المشاركة في التحالف أعلنت أنها لن تشارك في محاصرة إيران. معتبرا أنّ إشراك إسرائيل في هذا التحالف هو حملة دعائية استفزازية لا أكثر. وعمان وإيران قادرين على منع دخول أي باخرة اسرائيلية بحال أعلنتها دولة عدوة ليصبح بذلك ممنوع عليها الدخول إلى هذه المنطقة، وإيران متشوقة لضرب البواخر الاسرائيلية."

ورأى النقاش أنّ: " التحالف سيفشل مثلما فشل وارسو من قبل ومؤتمر البحرين (صفقة القرن)  لأن العديد من الدول المهمة لن تشارك وإن شاركت ستبعث مندوب من مستوى منخفض." واعتبر أنّ إيران هي المسيطر الاول حاليا خاصة، كاشفا عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقدم مبادرة روسية في زيارته لدول الخليج، بحيث سيطرح قيام تحالف إقليمي لحماية أمن هذه المنطقة ما قد يضرب خطة أميركا. 

إلى أهمية هذا التحالف وما سينجم عنه وكيف سيغيّر الخريطة السياسة في المنطقة. ينبغي التنبّه أيضا إلى بداية مرحلة جديدة أعلنت فيها واشنطن صراحة تسليم قيادة المنطقة والوصاية عليها لـ"إسرائيل."


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa