القدس وحيدة واجهت العيد على طريقتها

14/08/2019 04:40PM

في الوقت الذي احتفلت فيه الأمة العربية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص بعيد الأضحى متأملة بكل خير، لم تستطع فلسطين استغنام الفرصة أيضا لتعيش أجواء مماثلة تبلسم جراحها. 

عزم الفلسطينيون ألّا ترفع صلاة العيد في أي مسجد سوى الأقصى ورابط هؤلاء داخله. فحضر أكثر من مئة ألف مصل لتأدية صلاة العيد وسط  النداءات المتكررة للبقاء بداخله، تحسبا لدعوات المستوطنين باقتحامه.

في يوم العيد إذا، رفعت صلاة العيد من المسجد الأقصى وتمكّنت فلسطين من تذوق، ولو لفترة، طعم الفرح. فأدى إمام الجامع الصلاة في وقت تأخر ساعة عن المعهود في المسجد، وذلك بناءً على دعوة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، بعد تهديدات الاحتلال ومستوطنيه باقتحامه في أول أيام العيد. 

لكن الأمور لم تمر بهدوء ولا كما كان من المفترض أن تمر: قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت باحات المسجد لتفريق المعتصمين داخله في خطوة نادرة إلى حد ما، لم تلجأ إليها دوما. وقد أدّى الاقتحام إلى  جرح 61 فلسطينيا واعتقال خمسة. وأطلق الاحتلال قنابل غاز باتجاه الفلسطينيين الموجودين فيه، واعتدى بالضرب على رئيس مجلس الأوقاف عبد العظيم سلهب والمفتي العام محمد حسين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرعدنان الحسيني.

الاقتحام العسكري لم يكن سوى غطاء للمستوطينين الإسرائيليين الذين دخلوا باحات الأقصى بنسبة زادت 17% عن السنوات الماضية. وفي التفاصيل، فإنّ الاحتلال سمح لـ1729 يهوديا باقتحام المسجد الأقصى في أول أيام العيد وذلك بالتزامن مع ذكرى خراب الهيكل. 

ما حدث في المسجد، لم يكن سيناريو مستغرب. بحيث كان المقدسيون شعبا ومشايخا يتحضرون لهذه الهجمة. والدليل على ذلك، كان البيان المشترك الذي صدر عن الهيئة الإسلامية، مجلس الأوقاف ودار الإفتاء في القدس المحتلة حيث أُعلن عن اقتصار صلاة العيد فقط في المسجد الأقصى وإغلاق جميع مساجد القدس. ولم يكتف البيان بهذه اللّفتة وإنما شدد على تأجيل تأخير الأضحية في القدس حتى اليوم الثاني من أيام العيد والانشغال في اليوم الأول بالدفاع عن المسجد في وجه الهجمة الصهيونية. 

عكست القدس بمسجدها والسيناريو الذي مرّ على ساحاتها صورة معاناة فلسطين كما هي. إسرائيل تضيّق الخناق في كلّ عام أكثر من سابقاته على الفلسطينيين إنّ بمحاولة احتلال الضفة من خلال التستر خلف جدار هدم المنازل أو من خلال التعبير صراحة عن ذلك عبر الاقتحام العلني.

جرت الدماء في الأقصى، وادعى الطرفان بأحقيتهم بالأقصى والصلاة فيه. والمشهد الذي طبع عن عيد الأضحى لهذا العام في فلسطين أصبح دليلا قاطعا لكلّ من لا يريد التصديق أو يعمي نفسه قصدا عن تصديق أنّ الكيان الصهيوني كيان مفترس لم يكتف بالاعتداء فقط على الأرض وأهلها، وإنما على أدنى ما تبقى لهؤلاء من حقوق إنسان.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa