خط المختارة - حارة حريك قيد التأهيل.. هل ينجح بري ؟

14/08/2019 05:11PM

خط المصالحات لم يقفل يوما أمام أسوار عين التينة، فالطريق من هناك سالكة في كل الإتجاهات حتى المعاكسة منها. فقط من عين التينة يمكنك مخالفة السير وسلوك طريق غير نافذة أصلا. 

وعلى خطى مصالحة ركني الجبل بالامس، تجري رياح رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم بين المختارة وحارة حريك بعد انقطاع آخر شعرة وصل بين الجهتين.

فعلاقة الإشتراكي – حزب الله اليوم وصلت الى حائط مسدود بعد التوترات التي نتجت على خلفية تصريحات رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط حول مزارع شبعا، وما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الإشكال حول معمل الإسمنت في آخر إطلالة له عبر قناة المنار.

التوتر في العلاقة بين الطرفين ليس بجديد. فالخلاف قائم منذ زمن على الكثير من الملفات الا أن ذلك لم يصل الى حد القطيعة كما هو اليوم. 

وبالعودة الى الوراء، وتحديدا الى عام 2005 ومع خروج الجيش السوري من لبنان، وانتهاء حقبة سياسية أصبحت محط خلاف بين الفرقاء اللبنانيين. إذ يرى خصوم النظام السوري أن انسحابه الكامل لم يتحقّق، معتبرين أن الواقع اليوم أصبح أكثر خطورة بعدما انتقلت السيطرة على لبنان من دمشق إلى إيران عبر حزب الله وحلفائه، فيما يرفض الفريق الآخر هذا الأمر ويطالب بعلاقة مميزة مع دمشق. من هنا كان الملف الأكثر خلافا بين الإشتراكي وحزب الله حيث أصبحت المواجهة بين الطرفين متقدمة لاسيما بعد دعم حزب الله  لبعض الشخصيات الدرزية المحسوبة على دمشق في لبنان، كالنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب و"فرض وزير درزي معروف بعلاقته الوثيقة بالنظام السوري في الحكومة الحالية".

ووصولا الى موقف جنبلاط من الحرب في سوريا ومن مشاركة حزب الله فيها والإنخراط في كل تفاصيلها. زادت الملفات الخلافية بين الطرفين لكن "شعرة معاوية بقيت على حالها" الى أن جاء القرار المستعجل لمجلس شورى الدولة بكسر قرار الوزير وائل أبو فاعور حول معمل الاسمنت والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقة بين الحزب وجنبلاط الذي بادر الى استفزاز الحزب في أكثر الأماكن حساسية لديه وهي مزارع شبعا، من خلال إنكار لبنانيتها، على اعتبار ان  الأمم المتحدة لم تعترف حتى الآن بلبنانية هذه المزارع، فيما يقول السوريون إنها لبنانية دون إثبات ذلك. 

وبهذا تكون قد جُمّدَت للمرّة الأولى العلاقة التي تربطُ الحزب التقدمي الإشتراكي بـِ حزب الله. الا أن الأزمة السياسية التي نتجت عن حادثة قبرشمون، ورفع وليد جنبلاط سقفه السياسي معتبراً أن المصالحة تتم في حضور ممثل عن حزب الله الذي رفض ذلك، زادت من حدة الخلاف بينهما، لاسيما بعد إبلاغ الحزب لجنبلاط أنه غير مشارك في المشكلة ليكون شريكاً في حلّها، وإنما هو فقط داعم لحلفائه ورافض للتخلي عنهم.

وعلى ما يبدو ان جامع الأضداد، نبيه بري، لم يرضى بهذه القطيعة بين الطرفي، فبعد انجاز المصالحة في بعبدا ، وانتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، عاد ليشغل "محركاته" باتجاه حارة حريك، في محاولة لعقد لقاء يحمل هيئة المصالحة بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشراكي"، والذي إن حصل، لن يكون انتقالا من الخصومة الى التحالف الا انه سيبقى في الإطار المنطقي الذي يعمل وفق حدوده الرئيس بري، وهو التخفيف من التوتر بين الفرقاء السياسيين وفتح الباب أمام تجديد التواصل والحوار.

 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa