واشنطن تلجأ الى بريطانيا لمواجهة طهران... وسلطة جبل طارق تفاجئها

15/08/2019 05:49PM

حرب احتجاز ناقلات النفط مستمرة. وفي حين كان المترقبون ينتظرون بدء طي هذه الصفحات من خلال الإعلان عن إفراج سلطات جبل طارق عن ناقلة النفط الإيرانية تعرقلت الأمور من جديد ودخلت الدوامة نفسها.

وقبل الغوص في تفاصيل التطورات، تجدر الإشارة إلى أنّ سلطات جبل طارق كانت قد احتجزت ناقلة النفط "غريس 1" على خلفية اتهام إيران بتهريبها لنفطها الخام إلى سوريا في خطوة تخالف فيها قرارات الاتحاد الأوروبي والعقوبات التي كان قد فرضها في وقت سابق على الجمهورية العربية السورية. وبعد شهر من هذا الاحتجاز، كان من المفترض أن يتم الإفراج عن هذه الناقلة يوم السبت المقبل كون أمر الاحتجاز ينتهي في هذه المهلة. 

الا أن واشنطن دخلت على خط المواجهة المباشرة قي الساعات الاخيرة وقبل فترة وجيزة من إعلان الإفراج عن الناقلة، تقدمت الولايات المتحدة الأميركية بطلب من سلطات جبل طارق  لتتولى بنفسها عملية الاحتجاز. في وقت اعتبرت فيه بريطانيا أنّ حكومة جبل طارق وحدها من يحق لها أن تتخذ قرار الإفراج عن الناقلة أو عدمه 

من بعيد، يرى البعض أنّ بريطانيا وإيران دخلا دوامة الرد والرد المضاد. الأولى تستخدم منطقة جبل طارق والثانية مضيق هرمز، وكلّ يسعى للضغط في سبيل ما يمكن أن يحقق من مكاسب. إلّا أنّ السؤال الآن، يتمحور حول سبب تدخل الولايات المتحدة الأميركية؟ أي ما المبرر الذي يفسّر منطقيا هذا التدخل وفي هذا التوقيت بالذات؟

وفي هذا السياق، يقول العميد أمين حطيط في حديثه لـ السياسة: أنّ طلب الولايات المتحدة يكشف حقيقة الدور الأميركي في عملية الاحتجاز التي تخالف قانون الملاحة البحرية. وحاولت أميركا أن تقوم بهذا العمل عبر وسيط: سلطة جبل طارق لكن بريطانيا عانت من احتجاز ناقلتها في إيران ووجدت نفسها وحيدة في المواجهة فاضطرت إلى التراجع الذي انعكس سلبا على واشنطن." وهنا يشدد حطيط على أنّ: " تراجع بريطانيا أجبر أميركا على الانتقال من موقع المحرك من وراء الستار إلى موقع المتصدي  للواقع مباشرة." 

الأكيد أنّ انخفاض مستوى منسوب التوتر بين واشنطن وطهران أو ارتفاعه مرتبط بشكل مباشر بمصير "غرايس وان". لكن منذ قليل، أعلنت سلطات جبل طارق إفراجها عن ناقلة النفط الإيرانية أي بمعنى آخر: لم ترضخ بريطانيا للطلب الأميركي. ما يشير بحسب خبراء استراتيجيين إلى التزام بريطانيا سياسة تجنيب نفسها ما أمكن من خسائر مستفيدة من علاقتها الحسنة مع واشنطن من جهة ومتنبهة إلى ضرورة ألّا تتورط في مواجهة مفتوحة مع ايران الامر الذي سيضرب مصالحها؛ في وقت لا تزال طهران تحتجز الناقلة  البريطانيا وطاقمها.ما يدفع المملكة المتحدة الى التفكير مليا قبل الغوص في اي صراع الى جانب أميركا.

في الخلاصة لا تبرير للتدخل الأميركي غير المفاجىء في هذا الملف، لكنّ الأكيد أنه وعلى عكس التصريحات الأميركية. فإنّ واشنطن تسعى إلى الاشتباك والتضييق على طهران مستغلة كل ما توفر من وسائل.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa