معادلة البحر وصورايخ C-704.. فصل جديد في "قواعد الإشتباك"

أصبحت ذكرى انتصار تموز أكثر من احتفال بنصر حققته مقاومة وصمود شعب في وجه آلة القتل الإسرائيلية، بل تحولت من سنة الى سنة مناسبة ليُجدّد ويؤكد خلالها، الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، تعاظم قوة المقاومة عدة وعتادا وعديدا رغم كل الظروف المحيطة، وما فرضته من معادلات عسكرية وسياسية مستجدة في الصراع، حتّى بات العدو الإسرائيلي يهاب المواجهة ويتجنبها.

كما كل عام منذ 13 عاما، يجدد السيد نصرالله الحديث عن المفاجآت التي ما تزال بحوزة حزب الله وعلى العدو التهيؤ لها، وفي كل عام يرسم مسار جديد للصراع ويفرض قواعد اشتباك جديدة تشكل صفعة على وجه الكيان الاسرائيلي وترجعه خطوات الى الوراء حتى وصل الامر به اليوم الى فقدان القدرة على التغلب بأي نقطة من نقاط الردع العسكرية والامنية. 

بالامس، وبعد كل هذه السنين، وكل ما مر به حزب الله من عقوبات الى الإنخراط في الحرب السورية، لا زال متمكن من الكشف عن المزيد من المفاجآت والتبديل في قواعد الاشتباك وتوازن الرعب مع العدو. فاليوم، بات يُمكن التوجه إلى جنود الجيش الإسرائيلي بالقول: "إذا دخلتم إلى أرضنا، فإنّ كلّ بقعة في لبنان ستكون على شاكلة مربع الصمود (بنت جبيل) بأكثر من 500 مرة. وستحضرون بثّاً مباشراً لتدمير الدبابات والألوية الإسرائيلية".

كل هذا جاء نتاج  عمل على مدار الساعة بالتسلح والتجهيز والتطوير، لتكون المقاومة على أعلى وأقوى درجة من الجهوزية.

تصريحات السيد نصرالله، التي رسمت مسارا جديدا للصراع، أُرفقت بدلائل مادية تكّفل بنشرها الإعلام الحربي لحزب الله، الذي عرض ولأول مرة، بالتزامن مع الإحتفال الذي أقيم في بنت جبيل، مشاهد لصواريخ من نوع C-704 المضادة للسفن والبوارج الحربية والتي يمتلك منها حزب الله كميات كبيرة.

وكان حزب الله، قد كشف قبل ليلة من موعد الإحتفال، كواليس عملية "الطود الأوّل"، وهي عملية تدمير البارجة الحربية الاسرائيلية "ساعر" في حرب تموز  من خلال إستخدام صاروخ مضاد للسفن صيني الصنع من طراز C-802، ما أسفر عن مقتل أربعة بحارة. هذه العملية عدت من مفاجآت الحرب التي تحدث عنها السيد نصرالله، وذلك ضمن برنامج "جند مغرقون" الذي بثته قناة "المنار" مساء يوم الخميس الفائت. حيث كُشف أنه تم إستهداف بارجة ساعر 5 من محيط منطقة السفارة الكويتية ( الجندولين ).

بعد الفيديو وصور مخازن الصواريخ المضادة للسفن، أصبحت التقارير التي كنت تنشر قبل ذي وقت وكان الاسرائيليون يتخوفون من أن تكون حقيقية، أمرا واقعا. ونتستذكر في هذا السياق ما قاله السيد نصر الله للاسرائيليين من قبل: "في عام 2006 كانت لديكم معلومات إستخباراتية عن الذخيرة التي بحوزتنا ولكنكم أصبتم بالذهول مما رأيتموه بعد أن اكتشفتكم أنه لم تكن لديكم معلومات كافية. ستفاجئون بما نخفيه والذي يمكن أن يغير مسار أي حرب”.

اليوم باتت تقارير الإسرائيليين حقيقة. ففعلا ، حصل حزب الله على صواريخ متطورة مضادة للسفن روسية الصنع، وقادرة على تهديد حقول الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط وقدرة سلاح البحرية الإسرائيلي من العمل في المنطقة.

حيازة حزب الله للصواريخ هذه تمثل تهديدا حقيقيا على المصالح الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، وتشكل خطرا على السفن التجارية الإسرائيلية التي تبحر في ممرات الشحن قبالة السواحل اللبنانية وعلى قدرة سفن سلاح البحرية الإسرائيلية في العمل في داخل المياه اللبنانية ومحيطها. وستمنح فعليا حزب الله القدرة على ضرب منصات إنتاج الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط.

وبالتالي باتت "اسرائيل" اليوم، الى جانب انكبابها على تأمين الجبهة الجنوبية والجبهة الداخلية، مضطرة الى تأمين خطها البحري الذي قد يكون ربما بنشر بطاريات القبة الحديدية على ظهر سفنها.

المصدر : السياسة