حقيقة صادمة.. منطقة في بعلبك لم تصلها الكهرباء !!

19/08/2019 07:08AM

يعتبر البعض أن في كلام أهالي بعلبك عن مأساتهم وحرمانهم وقساوة الوجع الذي يعانون منه منذ عقود، مبالغة كبيرة. فبحسبهم أن ما يعانيه أهالي بعلبك نراه في كل زاوية من لبنان. ذلك لان الفساد وغياب الدولة وحرمان المواطن اللبناني من أبسط حقوقه كالهرباء والماء والطبابة، وهو يتكبد ما يزيد عن طاقته المالية ليؤمن كل تلك الحاجات التي من المفترض أن تكون مقدمة بصورة متواصلة ولقاء ضريبة معينة.


وقد يكون الهم الاكبر الذي يعاني منه المواطن اللبناني بشكل عام، هو الكهرباء التي تشكل القسم الأكبر من العجز في ميزانية الدولة. ما من دولة في العالم وحتى النامية منها تعيش الحال الذي يعيشه لبنان في مسألة الكهرباء. حوالي 12 ساعة من التقنين يوميا يدفع بسببها اللبناني فاتورتي كهرباء التي تعد الشريان الحيوي للحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها لحظات.

ما من دولة في العالم وحتى النامية منها تعيش الحال الذي يعيشه لبنان في مسألة الكهرباء



لكن، ورغم كل العار الذي يلف هذا الملف، ورغم التقنين الدائم والسمسرات التي تسجل على ذمة الكهرباء. هل يعلم من يعتبر كلام أهالي بعلبك مبالغة، أن في هذا القضاء مناطق شاسعة مأهولة بالسكان والمشاريع لم تصلها حتى اليوم الكهرباء؟ نعم، في هذه المناطق من لا يعرف ما هي "كهرباء الدولة". قد يعتقد البعض أن هذه مزحة، ونحن على مشارف العام 2020، أيعقل ان يكون هناك مناطق لم تصلها تمديدات الكهرباء؟.. في بعلبك المحرومة كل شيء وارد.

عشرات السنين، وأهالي منطقة الشوف القبلي والشوف الشمالي - هذه المنطقة التابعة جغرافيا لبلدة الفاكهة في قضاء بعلبك – الهرمل- يعانون الامرّين بسبب حرمانهم من ابسط حقوقهم بوجود كهرباء. 


هناك في تلك المنطقة لا أعمدة إنارة، لا "علب توزيع كهرباء"، لا شريط كهربائي، ليخيل لك انك في مقاطعة معزولة على كوكب آخر. ولا يمكنك التصديق انك على أراض لبنانية خاضعة لسلطة الدولة.


موقع "السياسة" زار المنطقة، واطلع ميدانيا على ما يعانيه الناس هناك. وعلى الرغم من أنها تضم حوالي 300 نسمة رغم انها أرض ساشعة جدا، الا أنها تحتوي على مشاريع كبيرة زراعية وتربية مواشي ودواجن ، يتكبد أصحابها خسائر هائلة بسبب غياب الكهرباء عنهم.


اصحاب تلك المشاريع، وفي دردشة مع "السياسة"، تمنوا ان ننقل صوتهم ووجعهم الى المسؤولين وتحديدا وزيرة الطاقة ندى البستاني، لافتين الى انهم تقدموا بطلبات الى شركة الكهرباء بحسب الأصول القانونية  منذ عام 2017، وكان أسلافهم قد فعلوا ذلك أيضا، ولكن ما من رد حتى الساعة ، على الرغم من أن إحدى فرق الشركة قد عاينت المنطقة وقامت بالكشف الميداني عليها اكثر من مرة.


يقول صاحب مشروع لتربية الدواجن " انا أنفق كل أرباحي على كهرباء المولد الذي اشتريته، من مازوت وتصليحات، فمشاريعنا هنا بحاجة الى الكهرباء بصورة دائما، لم يعد بمقدورنا التحمل ونحن بتنا على مشارف خسارة مشاريعنا ولا بديل لدينا". وأكد "أنهم طرقوا أبواب النواب والوزراء ولكن على الوعد يا كمّون"


من جهته، قال مالك لمساحة كبيرة من الأراضي الزراعية "لقد توقفت عن العمل وتحولت الأراضي التي املكها الى قاحلة ولا يمكنني اليوم الزراعة، وكل ذلك بسبب الكهرباء".


ويضيف "إن المياه شريان أساسي لعملنا ونحن بحاجة للكهرباء كي نروي الأراضي الزراعية". ويتابع " " كنت انفق حوالي 170 مليون ليرة سنويا فقط على المولدات الكهربائية، فهل أصلا الأرض كانت تعطيني هذا الربح في ظل الحال المتردي الذي يعيشه القطاع الزراعي وكساد المحاصيل؟ لقد اضطررت بعد الخسارات التي منيت بها ان أتوقف "والباقي على الله".


تروي سيدة من سكان المنطقة أيضا، انها حين كانت تلد في المستشفى طلب منها احضار  " قنينة حليب" لمولودها، فأجابت بكل أسى أن ليس باسطاعتها ان تعطي ولدها حليب بهذه الطريقة لأنها لا تملك "براد" لحفظ الحليب، فلا كهرباء لديهم، وهم يستخدمون مولدا كهربائيا صغيرا في اوقات اللزوم ولقضاء حاجاتهم المهمة.


حكايات هؤلاء السكان وأصحاب المصالح في تلك المنطقة، مأساوية، وكأنه ينقصهم ما يزيد عن حرمان المنطقة من كل سبل الحياة، ان يخسروا أيضا مصالحم ويُحرمون من الاستفادة من أراضيهم ليعيشوا وأولادهم بسلام. يبقى الحل بيد الدولة ووزارة الطاقة تحديدا ممثلة بالوزيرة البستاني التي عليها ان تنظر بعين الرحمة تجاه هؤلاء الناس الذين سلكوا كل الاطر القانونية للحصول على ما هو أصلا حق مكتسب لهم ولكن ما من مجيب.. وتنصفهم.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa