مناورات" شرسة بين التيار والقوات .. "اتفاق معراب" في خبر كان

19/08/2019 05:31PM

لم يعد خافياً على أحد أن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية قد وصلت الى نقطة اللارجوع وشارفت على نعي "تفاهم معراب"، الذي وُقّع في كانون الثاني 2016 وطوى فيه الطرفان صفحة الصراعات العسكرية والسياسية التي استمرت طوال عقدين، وتوّج بتأييد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

وبلغ الاشتباك السياسي بين الحزبين أعلى مستوياته هذا الصيف، ووصلت ذروة الصراعات بعد موجة التصريحات العنيفة التي أثارها جعجع  على التيار الحرّ ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، وذلك خلال إطلالته الأخيرة مع مارسيل غانم في برنامج "صار الوقت"، واتهامه بالفساد من خلال صفقة استئجار بواخر لتوليد الطاقة الكهربائية. ولم يوفّر جعجع الرئيس عون من انتقاده اللاذع، ما استدعى ردوداً عنيفة من وزراء ونواب  "التيار" وقيادييه، سواء في تصريحات إعلامية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما ازدادت حديّة التجاذبات بين "التيار البرتقالي" و"القوات"، بعد أن وصل الأمر بباسيل الى أن يتهم "جعجع" بالكذب، ففتح بذلك نار جهنم القوات عليه من مستويات مختلفة والتي كانت ذروتها فيما وصفه به النائب عماد واكيم عندما قال إنه "ضعيف يقاوم، قصير يطاول"، مضيفاً: "مهما حاولت لن تصبح زويعم"!  

ويعتبر أنصار "القوات" أن الخطيئة التي لا يمكن أن تغتفر، توجّه  باسيل  في خطابه الى "سمير" فقط، مسقطاً من لغة خطابه اسم عائلته أو لقبه بالـ "الحكيم"، الامر الذي أفقد الجميع الصواب، مما يعني أن  باسيل بات في عين عاصفة حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع.

وعلى الرغم من "المناورات" الشرسة بين الحزبين، يشدد عضو "لبنان القوي" النائب روجيه عازار على أن "اتفاق معراب لن يسقط". 

وفي حديث للـ"السياسة"، يلفت عازار  إلى أنه " تخلّل اتفاقية معراب بعض الشوائب نتيجة تصرفات بعض أفراد القوات اللبنانية"، آملاً أن يعود القوات إلى الطريق الصحيح التي رُسمت على أساسها الاتفاقية والوقوف إلى جانب الرئيس القويّ".

"كلّ ما كان الرئيس قويا والتيار قويا البلد سيكون أقوى أما عكس ذلك فسيكون إضعاف البلد وبالتالي القوات سيكون أول الخاسرين"، بحسب تعبير عازار. 

أما عن التصاريح والردود العنيفة بين "التيار و"القوات"، يستنكر عازار تغريداتهم وتصاريح نواب ووزراء القوات المتمحورة حول علاقتهم الجيدة مع الوطني الحرّ لكن ليس مع شخص رئيسه جبران باسيل والتناقض المستمر بين تأييدهم لرئيس الجمهورية ميشال عون وانتقاده الامر الذي يؤكد من هي الجهة المخلّة في أسس اتفاقية معراب". 

"يروحو يخيطو بغير مسلّة"، يقول عازار، ويؤكد أن "باسيل من نسيج الوطني الحر الذي بدوره انتخبه وبالتالي لا يمكننا سوى الوقوف إلى جانب رئيس التيار متمسكين به على الدوام". 

كما يذكّر عازار ببعض الإخلالات التي أحدثها حزب القوات خاصة خلال المناقشات التي تجري داخل مجلس الوزراء والتي بيّنت أن القوات اللبنانية ليست متمسكة بالرئيس القوي".

"  عندما يتخلى الطرف الآخر عن فكرة التمسّك بالكرسي ويعود إلى مبدأ لبنان أولاً والمسيحيّ ثانياً ويجدد الترابط مع التيار والعهد القوي تتحسن الأمور تلقائياً "، يقول عازار، الذي يلفت إلى أن " التيار الوحيد الذي يسعى إلى لجم الفساد وضبط الهدر على عكس القوات التي لا تعمل سوى من منطلق التخريب والتحدّث عبر مواقع التواصل، وبالتالي لن تتبيّن شفافية القوات من ناحية مكافحة الفساد وإنجاح العهد القويّ إلا من خلال التصويت على قانون مكافحة الفساد الأخير الذي طرحه التيار" . 

في المقابل، يلفت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب عماد واكيم إلى أنه " لا شك من وقوع خلافات في السياسة وبالتالي كان لا بد من تنظيم الخلافات السياسية في اتفاق معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطنيّ الحرّ. 

"صار عنا قناعة أن جبران باسيل لا يريد لجم الخلاف"، يقول واكيم، الذي يشير، في حديث للـ"السياسة" إلى أن " الوضع الحالي يناسب رئيس التيار في معركته للرئاسة التي تشغل باله أكثر من حالة البلد". 

ويؤكد واكيم أن "المصالحة لن تُهدر وسنسعى دائماً للمحافظة على اتفاقية معراب إلا أن رأينا ومبادئنا في السياسة لا يمكن التخلّي عنها والمساومة عليها وبالتالي اللعبة تكمن بين الحدّين إذ لا شك من وجود بعض القواعد والأفكار المتشابهة بين القوات والتيار غير أن حسابات باسيل الخاصة تمنعه من الاتفاق معنا". 

"لا التيار ولا غيره يمكنه سلب قناعاتنا والتنازل عن مبدائنا"، يشدد واكيم، الذي يوضح أن "الخلافات بين الحزبين داخل الحكومة هي نتيجة نظرة القوات تجاه المشاريع والاقتراحات التي تخلّ بمصلحة البلد. إذ إن ملف الكهرباء هو الأبرز اليوم وبالتالي لو لا سعيِ القوات لوقف عملية شراء البواخر لكان قد أطيح بخطة الكهرباء التي تهدف للوصول إلى توليد الطاقة من الداخل اللبناني والتخلّي عن الشراء المستمرّ من الخارج". 

ويلفت واكيم إلى أن "البلد لم يعد يحتمل المماطلة بغية الحصول على بعض التفاصيل والحقوق الشخصية إذ اصبحنا على شفير الهاوية وهو ما يؤكده الرئيس عون على الرغم من الوعود التي تتضمن خطاباته". 

ويؤكد أنه "على الرغم من ذلك حققت اتفاقية معراب أهم 3 ركائز مطالب بها من قِبل المسيحيين سياسيا، ألا وهي ملء الشغور الرئاسي واتمام الانتخابات النيابية وإقرار قانون استعادة الجنسية". 

"اللحظة السياسية مرهونة بالقرارات السياسية"، بحسب تعبير واكيم، الذي يوضح أن "في الوقت الذي عمّ لبنان الفراغ كان لا بد من المصالحة ووضع اتفاقية تعززها، وبالتالي لم يكن في يدهم سوى عقد اتفاقية معراب". كما يشدد على أنه " لولا تعاون التيار مع القوات لما كنا حققنا هذه الانجازات وبالتالي الاستراتجية التي يسلكها جبران باسيل في معركته الرئاسية لن تجدي نفعاً".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa