شيطنة حزب الله في أميركا اللاتينية: الجاليات اللبنانية هدف واشنطن

21/08/2019 06:29AM

ما الذي تستفيده الولايات المتحدة من فرضها تسمية حزب الله منظمة إرهابية، في الأرجنتين والبرازيل والباراغواي تحديداً، حيث لا مكاتب تمثيلية للحزب هناك ولا شركات تجارية تابعة له؟ مصادر متابعة ترى أن الهدف ربما يكون تمهيداً لحملة تستهدف أكبر الجاليات العربيّة وأكثرها نفوذاً اقتصادياً واجتماعياً في أميركا اللاتينية

أثمر الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع ممثلي البرازيل والأرجنتين والباراغواي، الذي عُقد الشهر الماضي في بيونس أيريس، عن نتائج عملية تمثلت في إعلان حكومة الباراغواي اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية وربطه بالمنظمات الإجرامية المحلية، فيما تواصلت ضغوط الرئيس البرازيلي جايير بولسنارو على حلفائه للإسراع في تبنّي هذا القرار. هذه الإجراءات أتت بعد إعلان الأرجنتين تجميدها لأرصدة الحزب واعتباره منظمة إرهابية في 18 تموز الماضي، وذلك قبل يومين من الاجتماع الرباعي المذكور في عاصمتها. وعن تفاصيل هذا الاجتماع، أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن بومبيو حمل ملفاً واحداً إلى القاعة وعنوانه: مواجهة حزب الله في المثلث الحدودي بين الدول الثلاث بكل الطرق ومن دون أي مواربة، وأنه كان في رأس ذلك تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية لتسهيل ملاحقة المشتبه فيهم والتضييق على الجاليات الإسلامية التي تتهمها واشنطن بدعم حركات المقاومة، لا سيما حزب الله وحركة حماس. لم يقتنع بومبيو بمطالعات الباراغواي والبرازيل التي لفتت الى أن مثل هذا الإجراء قد يضرّ بمصالحها السياسية والاقتصادية، فأنهى اللقاء بتحذير واضح مفاده: إن عدم ملاقاة بلاده في هذه الإجراءات سينعكس سلباً على العلاقات المشتركة، وهي الإشارة التي تلقّفها الأطراف المشاركون الذين لم يستطيعوا تسويق وجهة نظرهم لدى الأميركي. تلكأت الباراغواي في الفترة الأولى بعد الاجتماع على أمل أن تخفف واشنطن من حدة لهجتها وتفهم مصالح هذا البلد الفقير، الذي تمثل فيه الجاليات العربية والإسلامية الثقل الاقتصادي، وعليه فإن اتخاذ مثل هذه الإجراء قد يعطي إشارات سلبية في الداخل ويؤثر سلباً على الحركة الاقتصادية في البلاد التي ستخضع للرقابة السلبية، ما قد يثير الرعب لدى المستثمرين الذين سيتحولون إلى رهائن القوانين التعسفية. آنذاك، تسارعت في البارغواي أحداث حالت دون صمود هذا البلد اللاتيني، أهمها الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد إثر اتفاق سد «إيتايبو بيناسيونال» بين الرئيس ماريو عبدو بنيتز ونظيره البرازيلي جايير بولسنارو. هذا الاتفاق أثار جدلاً واسعاً في الباراغواي حول صفقة مشبوهة بين الطرفين تحدث عنها الإعلام المحلي، فعمّت الإضرابات في البلاد حيث أدت إلى إقالة وزير الخارجية لويس كاستليوني الذي كان في زيارة للبنان أثناء استدعائه لتقديم استقالته. تؤكد المصادر أن لجوء الباراغواي إلى تبنّي القرار الأميركي، بعد شهر من الاجتماع مع بومبيو، أتى لاستجداء المظلة الأميركية التي قد تنقذ الحكومة الحالية من وطأة الشارع وتحرك المؤسسات الدستورية لإقالة الرئيس ونائبه.


المصدر : الأخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa