النفايات ووعود السياسيين تتراكم... الرائحة تخطت المحبة!

21/08/2019 07:54AM

كتب يحيى شمص في السياسة:

لوهلة ما ولحب يرفض ما خطته يدان، ظلت ترمي منتهاها في كل مكان، اوراقها رحية صيفا وشتاء، متلاحقة الاذناب وكأنها تأكل بعضها بعضا، تجد فيها "فصوصا" متراصة، أزهارها بيضاء كسرتها شعاب مالت إلى القرنفلي، عناقيدها تتعالى بين عنبات سود واخريات بيضاء، انها نبتة العليق المنتشرة في كثير من مدن وقرى لبنان، طبيعية خضراء لا تعتريها شائبة. 

للمفارقة هنا، اسمحو لي بأن "نلشلش" ذاكرتنا لنرى أن "فصوص" السياسيين على اللبنانيين، وهنا اقصد مشاريعهم "الطنانة" وليست "فصافيصهم" الثقيلة كمحياهم الجميل، هي اكثر من "فصوص" العليق بحد ذاته، هذا الاسنتاج ليس بحاجة الى مسح ميداني او عينات احصائية عشوائية ام اختيارية، فليس التغاضي عن الظلم من عادات اللبنانيين، هو يحاكي واقع حال، فحين تتجاوز الطبيعة معالم تأثيرها لا تتقصد ذلك، وان حصل فانه لن يخرج عن السيطرة،اما للطبيعة البشرية وبالتحديد السياسية دروب ونتائج مغايرة تماما، لعل التماسها بات عند كل لبناني متابع للشأن العام اوبما مر به من تجربة شخصية او حلم راود الاذهان!

انه الصيف الحار، الى من تلجأ ليلا في بيروت، الى متنفس بقى على شاطئها، المسجون بين سيل من مجارير تصب في البحر، وهواء ممتلىء بنسيم نفايات تتفاعل من برج حمود الى الكوستا برافا، "بدقائق معدودة ليلا، وصلت الى واجهتها  البحرية، وفعلا انها الرحلة الاخيرة، في تلك اللحظة  تشدقت الروح جمال العالم بوجه معاكس، وما الصورة امامي سوا للوحة من محض خيال بات محال، سهول وجبال انتقلت جميعها الى الشاطئ اللبناني، انها جبال وقمم من النفايات المتبعثرة على طول الساحل، وكأنه الجنون، وانا المجنون اتلفت يمينا وشمالا"!

 واحد يقف على صخرة النفايات يصطاد السمك، واخر يمارس الركض على "مطبات" القمامة، واطفال  فرحين بالسير عبر دراجاتهم الهوائية، وللمصادفة الفارقة وربما الغير قابلة للتصديق، "التقيت بوزيري المالية علي حسن خليل، والصناعة وائل ابو فاعور"، لماذا خليل وابو فاعور" لا ادري، (مع الاحترام والتقدير لشخصهما طبعا)، ، سألتهما ماذا يحصل في البلد، لينظرا الي نظرة استغراب، ويقولان لا يوجد شيء وما من "حيلة" لدينا، هنا يعلو صراخي بلا جدوى، مهددا بنشر صور وتحقيقات في وسائل الاعلام من محطات تلفزيونية وصحف، مودعا اياهما بغضب شديد لم اشعر وللأسف بأن جدواه اتية.

حين اطيل النظر في الذكرة، لما تعوم فيه مناطقنا من غور سياسي اشبه بفيروس سرطاني يتمدد بقوة فتاكة غير قابل للموت ابدا، تشعر وكأن القدر يخلق لك وقتا بين حين واخر، لتحاول خرق الحدود وتكسر التراجيديا الاعتيادية، بعدها تطالعك حقيقة لا ريب فيها تحذرك بأنك عايشت المحظور لساعات، وما بعدها سيكبلك الندم لسنوات، اقصد هنا من يعشق رائحة الياسمين ولا يميز تماما بين صيف وربيع، ولا يهتم بأن بقيت بيروت بوجهها المعهود منذ قرون وعقود، ان حكمتها قوى فاسدة ام تابعة، فقط "حصان" الطائفة هو من يجتاز سور طروادة، الاحصنة كثيرة هنا  لا فرق ان هلكت اتباعها ام نجت، الطائفة اولا وستبقى اولا طالما بقيت همم اللبنانيين كالمعتاد، احذرو جميعا والتفو حوله ، انه"الزعيم" ينادي!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa