أتوستراد جونية.. سنتان ونصف من المعاناة بانتظار اللبنانيين

مصائب اللبنانيين كثيرة، وأغلبها أبديّة. ومن الواضح أن على جبين اللبناني مكتوب وبخطّ عريض العيش على حبوب "الزاناكس"، للحفاظ على الهدوء والصبر وتحمّل عبئ المصاريف والفواتير ودوامة الإخفاقات المعيشية التي يعيشها يوميا.

لا يبدو ان لدى المسؤولين اللبنانيين نية فعلية بالخروج من الأزمات التي تعاني منها البلاد، ولا نية حقيقية بالإصلاح وبوقف الهدر والفساد، لأن أغلبية المرافق الحياتية التي تهم الناس، تعاني من اضطراب واسع.

من أهم القطاعات التي يعاني اللبنانيون من سوء وضعها، بعد الكهرباء والمياه والنفايات والاستشفاء، هي قطاع النقل، الذي تنتج عنه زحمة سير خانقة، وهدر للمال والمحروقات، وضياع للوقت، و"تلف للأعصاب".

لم تمرّ أشهر معدودة على انتهاء العمل من جسر جلّ الديب الذي استمرّ لسنوات، والذي كبّد المواطن اللبناني معاناة صعبة بسبب الزحمة القاتلة، حتّى تمّ الإعلان عن اقتراب بدء العمل بتوسيع أوتوستراد جونية. وعلى الرغم من أنّ توسيع هذا الأوتوستراد هو حلّ مؤقت، إلا أنه لن يكتمل قبل العام 2022، فكيف سيتمّ تنظيم السير خلال هذه الفترة؟ وكيف سيتعامل اللبناني مع زحمة السير التي سيعاني منها في كلّ مرّة يمرّ فيها على هذا الأوتوستراد؟

يشرح مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية أنطون سعيد أنّ "الأوتوستراد تلزّم ضمن مناقصة تمّت بإشراف البنك الأوروبي، ففُتحت العروض أمام الشركات، ووقع الإختيار على شركتين من أصل 16 شركة لبنانيّة وأجنبيّة، لأنّهما قدّمتا العرض الأدنى بقيمة 48 مليون يورو من أصل 75 مليون يورو من قيمة القرض الذي خصّصه البنك الأوروبي لتمويل المشروع ممّا يوفّر 27 مليون يورو".

ويتابع سعيد في حديثه لـ"السياسة": "من المفترض أن يتمّ البدء بالعمل في أواخر أيلول أو أوائل تشرين الأوّل. وبداية سيتمّ العمل على إزالة المخالفات والتعديات والاستملاكات التي تحلّ من 10 الى 15% من زحمة السير ، ثمّ يُفتح مسربا جديدا للسير، ومن ثمّ تنتقل الأعمال إلى الداخل". 

وعن الطرقات البديلة أثناء تنفيذ الأعمال يفسّر سعيد "انّ مجلس الانماء والاعمار والاستشاري الذي يُشرف على الأعمال يدرسان كيفية ايجاد طرقات داخلية ومسارب بديلة للتخفيف قدر الإمكان من زحمة السير، والأعمال ستستمر في الليل والنهار، خلال الليل سيتركّز العمل على الأوتوستراد، وخلال النهار على جوانب الأوتوستراد، وذلك بهدف الحدّ قليلا من زحمة السير الناتجة عن الأشغال، والتي ستستغرق سنتين ونصف تقريبا".

وعن موضوع الحلّ الجذري الذي يكمن في العمل على قطاع النقل المشترك، يكشف سعيد أنّ الحلّ الجذري هو اليوم في إدارة الخصخصة، على أن يُعرض على مجلس الوزراء وسيتمّ طرحه في مؤتمر "سيدر".

المصدر : السياسة