رغم التطمينات.. اللبنانيون في حالة هلع والصرّافون يتحكمون بالليرة

23/08/2019 07:34AM

يخال لمن يستخدم تطبيق فايسبوك أنه دخل البورصة أو محلا للصيرفة. الوضع أشبه بالهيستريا، الجدارات الإلكترونية متروسة بأخبار ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة ومرفق بسلسلة تحليلات تنذر بالنهاية الوشيكة. 


في الواقع، لا يمكن تكذيب الخبر. نعم، يصرف بعض الصرافين الدولار بـ 1550 ليرة مؤخرا. ويأتي ذلك بالترافق مع الحديث عن احتمال انخفاض تصنيف لبنان في"ستاندر أند بورز". ولا يمكن غض النظر عن صعوبة الوضع الاقتصادي و"الخنقة" التي يعيش في ظلّها اللبنانيون، ولعلّ ذلك يفسّر حالة الهلع التي ترجمها هؤلاء في منشوراتهم أو في تهافتهم على الدولار. لا يتحمّل أحدا خضة اقتصادية جديدة في ظلّ اندحار ما تبقى من الطبقة الوسطى وإغلاق العديد من الشركات أبوابها. 

يصرف بعض الصرافين الدولار بـ 1550 ليرة مؤخرا



وتأتي هذه البلبة بعد الجوائز التي حاز عليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي صنفته ضمن أفضل الحكّام في العالم. وبعد الحديث عن طلب رئيس الحكومة سعد الحريري من أميركا "المونة على"ستاندر أند بورز"  لاستمهال مهلة ستة أشهر قبل تخفيض تصنيفه. في ظلّ تخوّف جدي من لجوء  "ستاندر أند بورز" إلى خطوة مماثلة. 


الوضع الآن على الشكل التالي: المواطنون يتخوفون من ما ستؤول إليه الأمور ولا يثقون بما صدر من تصريحات تطمئنهم. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور علي حدادي في حديثه لـ السياسة: "أنّ الضغط على الليرة موجود. والتجار حاليا يحاولون الاحتفاظ بالدولار قدر الإمكان على اعتبار أنّ الوضع الاقتصادي في البلاد سيء. ويعتبر أنّ " استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى تدهور وضع اللّيرة طبعاـ خاصة أنّ العديد من الشركات باتت تتعامل مع الوضع وكأنّ الأزمة قادمة لا محالة." ويضيف حدادي: " يمكن ملاحظة هلع الشركات من خلال اعتماد بعضها القبض بالدولار لا اللّيرة وفي حال حدث العكس يتم القبض على أساس سعر صرف الليرة الجديد." ولكن حدادي يطمئن إلى أنّ:" أحدا لن يسمح لليرة بالتدهور والإنهيار خاصة أنّ المسؤولين الكبار هم من أول المستفدين من استقرار وضعها."  


يحذّر حدادة من الأزمة إذا على اعتبار أنّ الكثير من الأزمات المالية سببتها إشاعة، معتبرا أنّ "التجار يحاولون الربح والاستفادة مستغلين هذه الفترة". وهنا ينبغي الإشارة إلى أنّ الصرافين وحدهم من يصرفون الليرة والدولار وفقا لسعر جديد لا الدولة، لذا ينبغي التساؤل عن من يضبط هؤلاء وعن صحة تلبية الدولة شكاوى المواطنين ممن يتبعون هذا الأسلوب. 


وسط كلّ هذه الفوضى، يبقى الأهم والكلمة الحاسمة لتصنيف ستاندر أند بورز. لأنّ التصنيف سيحدد وضع لبنان الاقتصادي ومدى استقراره على الرغم من أنّ تطمينات كثيرة تقول أنّ المجتمع الدولي لن يترك لبنان وحيدا وبالتالي لن يخفض مستوى لبنان وتصنيفه ما يعني حالة التخبط الاقتصادي ستستمر.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa