امراء الحرب لن يتركوننا.. ثورة على ثورة 17 تشرين !

14/11/2019 07:47AM

هل قال احدهم ان سيد الكلمات هو سيد المكان، اين هو؟... من يريد تحوير الكلام؟ هل يعلم ان هذه الارض وهذه البلاد لي، اعبر من شارع واسع الى جدار سجني القديم، لأنحني سلاما الى موطني الاول الابدي... لا تساورني الشكوك ولا تراودني احلام، بين ارض الواقع وموقعية الخيال... لن اترك عنب الكرم اواخر تشرين. مسرحنا مهجور ولن نتردد في احيائه من جديد. سنرمى في التاريخ ان تراجعنا بعد انطلاق انتفاضة تشرين، وسنعبر الى جمهورية جديدة. لكن ارجوكم لا تسبقوا الطريق، هنا بداية تغيير فكري لن يستقر الان، حتى نبلغ هدفه السياسي.

كثيراً ما تظهر إمارة الحرب في الدول الفاشلة... هذا المصطلح تمت صياغته لوصف فوضى حصلت عقب انتهاء حكم سلالة تشينغ وبداية عهد جمهورية الصين، من عام 1916 حتى عام 1928، سميت هذه الفترة بعصر أمراء الحرب في الصين وانتهت.

 اما هنا في لبنان، لم ينته هذا العصر، ويستمر.. امراء الحرب ملوك بامتياز نادر الوجود، لن نسميهم حتى لا "يخجلوا" من شدة الحياء... صورهم لا تفارق مخيلتنا، وان فارقتها تجدونها في الشوارع والازقة مرتفعة ساقطة. انهم الالهة ووحي الوهتنا حتى نكمل الحياة! بعض منا يكرههم، وبعض اخر يستفيض كرها بهم، اما محبيهم فهم بحاجة لترويض... اهدأوا اهدأوا لا تتوتروا، "وفاؤكم" لهم قاتل، لن تترقرق عظام تمضغ.

 قتلوكم واخفقوا في قتلنا، نحن لا نموت. من يفكر قليلا يدرك تماما انجازاتهم "الاسطورية"، خلف قلاعهم. الزمان لا يهاجر، الا تشعرون بمد زلزالهم؟ ها هو الارتداد الكارثي يتفجر بعد اكثر من 30 عام. اؤكد لكم انها لن تمحى من تاريخ لبنان، اما الان فماذا نقول لهم، من يوقف الزلزال!؟.

تكاد الثورة او الانتفاضة (لا فرق في الهدف) تكمل شهرها الاول. في المعطى العام هزت عروش "الحكام" وارعبتهم، ومن يتنصل من هذا يكذّب وقائع الارض والسياسة وصمتا استمر طوال ايام الانتفاضة. "زعماء" الطوائف وممثليهم غابوا عن المشهد، اطلالاتهم مترددة خائفة، وعودهم مؤجلة كاذبة. من يسأل لماذا، دققوا جيدا في الاصلاحات التي طرحت، والتي لم تكن على قدر الطموحات رغم انها من ادنى الحقوق والواجبات.

 حتى هذه لم تنفذ، انه الافلاس السياسي بأجمل حلله... تطورات الحراك على الارض بدات تتدحرج لتشكل مشهديات مغايرة. الصورة معقدة لكن ليس من الصعب تفكيكها، بين مطالب رفعت وتحركات ميدانية ابتعدت عن ما هو مخطط له ، هنالك من يريد "اقتناص" الحراك واستمالة "العاطفة الشعبية". كل يراقب المشهد وفق حساباته الشخصية والحزبية. خلف جدرانهم مداولات كثيرة... لن يرضى احد منهم بأن يكون الضحية، انهم يفتشون عن الضحية الاقل كلفة عليهم، لم يجدوا وكعادتهم الا الشعب الذي يسير خلفهم، هذه ليست المرة الاولى، وربما ليست الاخيرة!.

اندلاع انتفاضة 17 تشرين، احيا تصفية الحسابات بين القوى السياسية، لعل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري نجا حتى الان من الوقوع في فخ الهلاك السياسي النهائي. هو لا يعادي حزب الله وغير قادر ايضا على تخطيه، لكن حلفاءه المفترضين لا يبدو انهم مستعدون للتخلي عن اي فرصة للانقضاض على الحزب.

  الاندفاعة الدولية نحو الدخول في دوامة الازمة، بدأت من تصريحي وزيري الخارجية الاميركي والروسي. تناقض واضح لا يلغي حرصا على ابقاء ما يسمى بالمظلة الدولية للحفاظ على امن لبنان، ولكن لحسابات الاقليم مساحة لا يمكن تخطيها الان، خصوصا تلك الحاصلة في بغداد... انها الحرب الاقتصادية في كل مكان.

 حاول الامين العام لحزب الله في خطابه الاخير تثبيت معادلات اقتصادية جديدة مغايرة لتلك المعتادة منذ نهاية الحرب الاهلية وبلورة اتفاق الطائف كوجه يحدد خيارات لبنان، معادلات لا يخفى على احد انها ستكون قاسية النتائج على البلاد، فالاستدارة الاقتصادية الى الشرق لن تجد صدا ايجابيا بتاتا لدى واشنطن، التي على ما يبدو تدخل بقوة على خط الازمة من باب الاستمرار بالضغط على الحزب مع تحييد نسبي للحكومة اللبنانية.

 الازمة الحالية قد تطول، ولادة حكومة جديدة بجزء كبير منها رهن ارادة الحريري الذي لم يعد يتحمل كرة النار المتدحرجة. الساعات المقبلة لا بد ان تكون حاسمة، فانفاس البلاد تكاد تقطع تماما، حدود التلاقي بين حزب الله والحريري يحدد اوجه ايu تصعيد او حل  قد يظهر. دعونا نراقب الحراك الفرنسي الان... اعتقد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يحب لبنان بعد هذه الانتفاضة اكثر من اي وقت مضى. انه "اليسار" يطل من بيروت، بالتأكيد لا تستهويه باريس. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa