"سلة إيران" بمواجهة "سيدر".. وعلى دياب أن يختار!

18/02/2020 02:24PM

أثارت زيارة الوفد الإيراني برئاسة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى بيروت، في أول زيارة من دولة الى لبنان بعد نيل حكومة حسان دياب الثقة، ردود أفعال كثيرة، وطرحت تساؤلات عدّة حول سبب هذه الزيارة والربط بينها وبين الحكومة التي اتهمت مرارا وتكرار بأنها حكومة "حزب الله".

اما اللافت في هذه الزيارة فكان تجديد الوفد الإيراني عرض بلاده للمساعدة، بسلة تقديمات ومساعدات وعقود شراكة، والتي سبق وقدمتها إيران في السابق ورُفضت. 

إعادة فتح هذا الملف، وضع على طاولة الرئيس حسّان دياب ورقة ضغط جديدة من جهة، وتحدّ جديد في خياراته أمام المجتمع الدولي، وهو إمكانية الذهاب بإتجاه إيران لبحث سبل حلّ الازمة والنهوض بالإقتصاد اللبناني.

وتكشف المصادر في هذا الإطار، أن الحكومة لن تقبل بتاتا هذه السلة الإيرانية، حفاظا على ماء وجه "سيدر"، الذي يصرّ دياب على تحصيل نتائجه. فبحسب المصادر، مؤتمر "سيدر" ليس مجرد برنامج مساعدات او استثمارات للبنان تمنح من خلاله بعض الدول أموالا لانتشاله من مأزقه،. إنما "سيدر" يعني حلقة الوصل بين لبنان والمجتمع الدولي، وهو الآلية التي ستبقيه في كنفه.

وبالتالي فإن القبول بحزمة التقديمات الإيرانية، مقابل إنتفاء الحاجة لمقررات "سيدر"، يعني أن لبنان يضع نفسه رسميا في "محور الممناعة"، أي في المحور "المعادي" للغرب، ما يؤدي حتما بحسب المصادر، الى حرب داخلية، وهو ما تريده أميركا تحديدا لتضييق الخناق أكثر على حزب الله ودفعه باتجاه استخدام سلاحه في الداخل. وهنا تلفت المصادر نفسها الى أن الرئيس دياب، لايحمل تبعات هذه النتائج، وبالتالي هو بغنى عن خوض غمار الدخول في شراكة رسمية وواسعة مع طهران.

أما لجهة حزب الله، فأكدت  المصادر أنه لن يتشدد أبدا ولن يضغط حتى باتجاه القبول بتلك السلة الإيرانية، على اعتبار أن حليفته إيران قدمت الحُجّة، فمن يريد أن يقبل فليقبل ومن يريد أن يرفض فليرفض على قاعدة "حليفنا عمل اللي عليه"، لاسيما وأن حزب الله يدرك جيدا كيف ستتجه التوازنات في المنطقة بعد سنة أو أكثر.

بالمقابل ترى أوساط متابعة، أن هذه السلة الإيرانية، قد تكون ذات منافع إيجابية وإن رفضت بالكامل، لأنها سترتد عكسيا من الجهة الاميركية والأوروبية، التي ستحاول إنقاذ الوضع، كالدفع باتجاه إعادة جدولة دين لبنان العام، فتكون بذلك قد أدّت قسطها من العلا أمام حلفائها وقطعت الطريق على ما تحاول طهران إثباته أمام المجتمع الدولي من حسن نية تجاه الدول وحلفائها فيها، فتمنع بذلك إمكانية تمدد النفوذ الإيراني أكثر.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa