صندوق النقد الدولي لا يثق بلبنان... وفرنسا "خير صديق"

24/02/2020 06:24AM

لم تكن جولات بعثة صندوق النقد الدولي على قدر طموحات اللبنانيين وسيعود افرادها الى مراكز عملهم اليوم. وكانت النقطة الرئيسة التي ركزوا عليها ضرورة اسراع الحكومة في تحضير برنامج متكامل يتضمن رزمة من الاصلاحات في اكثر من قطاع وفي مقدمها الكهرباء والاتصالات وصولاً الى النظام التقاعدي. وان تتضمن هذه الخطة كيفية تمويل العجز الضخم في الموازنة. وجرى تقديم هذه النصائح من دون ان تحسم البعثة رؤيتها النهائية لأن مهمتها استشارية تقنية. ويرى مطلع كان على تواصل مع البعثة بأنها قدمت ما عندها على طريقة طبيب عاين مريضاً وقال له: "اذهب وفتش عن الدواء. وانا في النهاية اقول لك اذا كان يصلح لصحتك او لا يصلح".

وبعد هذ اللقاءات تفيد معلومات لـ"النهار" ان "الصندوق" لا يثق بلبنان كفاية ما دام لم يقدم على وضع جملة من الاصلاحات واتباعها من دون الالتفاف عليها. وان المسؤولين اللبنانيين لم يثبتوا جديا انهم يتابعون تنفيذ "سيدر" وفق الاسس التي تم وضعها. وتكمن خطورة حال لبنان ان لا أمل في تخطي التحديات المالية والاقتصادية من دون اجراء جملة من الاصلاحات. ولم تقدم البعثة جوابا واضحا حيال القرار الذي ستتخذه الحكومة في تسديد سندات "الاوروبوند" في موعدها او تأجيلها. والبعثة غير مزودة تعليمات من ادارة الصندوق في تقديم دعم مادي قبل التدقيق في برنامج الحكومة.

وفي حال طلب لبنان من "الصندوق" او من اي دولة سيكون الجواب جاهزا: "ولت ايام زمان. ولا تتوقعوا مساعادات مالية على طريقة مؤتمرات باريس 1 و2 و3 عندما لم يتم وضع شروط قاسية على لبنان". ويعني هذا الكلام انه عند طلب الاموال مجددا على لبنان ان يتوقع "شروطا قاسية ستفرض عليه". ولا بد من التنبه الى ان الدول التي ستوفر الدعم لن تخرج عن شروط الصندوق وتعليماته، ولا سيما ان الاميركيين والاوروبيين هم اول من سيساهم في هذه المساعدات في حال موافقتهم على الرغم من الموقف الفرنسي المشجع والداعم للبنان. وكان اعضاء في البعثة قد رددوا " اذهبوا وطبقوا خطة متكاملة لانكم في وضع صعب".

من جهتها ستعد اللجان المختصة التي عينتها الحكومة تقريرا وسيتم رفعه الى "الصندوق" واذا كان هناك اتجاه الى خيار طلب المساعدات المالية، تصبح الامور في مكان اخر وأبعد من حدود الاستشارات التقنية. وفي حصيلة لقاءات البعثة يظهر ان الوضع المأزوم ما زال على حاله حيث ما زالت "كرة النار" في أحضان اللبنانيين. ويقول عضو في احدى اللجان " صراحة لم نستفد من بعثة الصندوق. ولهذا لا يعني اننا لن نعاود الاتصال به".

وكان الرئيس نبيه بري قد التقى البعثة امس من دون ان يتم الكشف عن تفاصيل مضمون اللقاء. وتصف المصادر انه " كان ممتازا". ولا يبدي بري كامل اطمئنانه الى طريقة جبه التحديات التي تواجه البلد. ويعول على"الصديقة فرنسا". وان المطلوب من اللبنانيين في اي موقع كانوا الابتعاد عن سياسات الزواريب والتوصل الى علاجات سريعة ووضع خطة طوارىء لانقاذ الوطن.


المصدر : النهار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa