نصرالله يدعم بري بسلاح المغتربين، يشكر المعارضة، ويحذّر"لا نزال في بداية المعركة"

28/03/2020 09:31PM

أشار الأمين العام لحزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ إلى أنه "منذ اليوم الأول قلنا أن المعركة مع كورونا قد تكون طويلة ولا نعلم إلى أي مدى زمني قد تستمر"، معتبرا أن " قضية اللبنانيين خارج لبنان من طلاب، ومسافرين لم يتمكنوا العودة، تضع الحكومة والدولة أمام مسؤولية كبيرة وحق هؤلاء العودة الى لبنان".

وشدد نصرالله في كلمة متلفزة على أنه "لا يجوز النقاش في وجوب قيام الدولة بتأمين كل مستلزمات العودة للبنانيين في الخارج، ويضاف الى هذا انه لا يجوز النقاش في وجوب الإسراع بتأمين عودة الراغبين"، لافتا الى انه "خلال الأيام الماضية، ومن خلال النقاشات حول التوقيت من الواضح ان هناك تهيب لدى بعض المسؤولين في الحكومة من هذه الخطوة وأيضا من قبل بعض الأصوات في البلد خوفاً من تفشي المرض وعدم القدرة على السيطرة، وفي الحقيقة أحداً لا يستهين بالأمر فنحن أمام ملف كبير وصعب ولكن علينا تحمل المسؤولية وعلى الشعب مساندة الدولة".

وأوضح نصرالله أن "هذا الأمر لا يعني منطقة دون أخرى ولا تيار دون آخر، وهؤلاء اليوم في الخارج يصرخون، وأمام ذلك نقول يجب التجاوب مع هذه الاستغاثة، ويمكننا تجاوز هذا الأمر بالتعاون"، معتبرا ان "النجاح في انجاز هذه المهمة الوطنية الكبيرة سيكون مفخرة حقيقية للحكومة الحالية، ولم يطرح أحد العودة العشوائية وأصلا اللبنانيون في الخارج لا يقبلون العودة بهذه الطريقة، ويمكن بسهولة اتخاذ الاجراءات الطبية والصحية لكن المهم اتخاذ القرار"، مشيرا الى ان "المطلوب العودة المدروسة والآمنة والدخول في الاطار التنفيذي منذ الآن والعمل ليعود هؤلاء إلى لبنان، ليس المطلوب تسرع بل إسراع وجدية والأحد يجب أن يكون يوم عمل لكل الجهات المعنية في هذا الأمر".

ورأى نصرالله ان "السرعة مطلوبة لأن في بعض البلدان عدد الاصابات فيها لا يزال محدودا وبالتالي التأخر من الممكن أن يعقد المسألة ويمكن أن نمنع هذه المصيبة"، مؤكدا انه "يجب عدم التساهل مع موضوع ضعف النظام الصحي في بعض الدول وامكانية حصول انهيار اجتماعي وأمني في تلك الدول وحصول عمليات قتل لهؤلاء اللبنانيين". وأضاف :"حتى في أميركا هناك خوف من انهيار إجتماعي وأمني وصحي والعالم تقدم على شراء السلاح فكيف هو الحال بالنسبة إلى بعض الدول الافريقية، وبالتالي يجب انجاز هذا الملف بسرعة وعدم اضاعة الوقت، وهذا الأمر حسب فهمي قد حسم ورأينا بيان رئيس الحكومة في هذا المجال"، لافتا الى ان "هذا الأمر يحتاج إلى تعاون الجميع ولا يمكن تحميل الحكومة المسؤولية ثم نتفرج عليها لأن هذا الملف أكبر من الحكومة والدولة، ومن لديه مال أو امكانيات طبية أو أماكن للحجر أو مستشفيات يجب تقديمها".

كما شدد على ان "المطلوب المساعدة والمساهمة الواقعية والعملية من الجميع دون استثناء لأن هذا الملف حساس ويحتاج إلى جهود جبارة وسريعة"، معتبرا ان "هذا الملف يحتاج بالحد الأدنى إلى التضامن المعنوي والسياسي وليس تسجيل النقاط".

كذلك اعلن نصرالله تقديره "لأصوات من يصنفون ذواتهم معارضة ويدعون لعودة اللبنانيين"، وقال "لكن لا تستعملوا كلمات مؤلمة تجاه المسؤولين وإن أردتم نعرض مواقفكم منذ شهر التي دعت لعدم العودة"، لافتا الى ان "الكثير من المقيمين في الخارج أعلنوا استعدادهم وطبعاً سيخضعون للحجر والفحوصات اللازمة وكثر منهم لديهم بيوتهم في لبنان وهم يعودون الى أهلهم وسينجز هذا الأمر إن شاء الله".

أما في مسألة الحرب على الكورونا، قال نصرالله :" من المفيد أن نشعر أننا جزء من حرب عالمية لأن العالم كله مشغول بهذه الحرب ومواجهة تداعياتها وبالبحث عن علاج، وعندما نتابع الجبهات والبلدان الأخرى كيف تواجه وما هي الاجراءات التي تقوم بها ونحن جميعا في لبنان نتابع أين وصلوا، وهذا له دور في كيفية إدارة لبنان لهذه المعركة، من أجل الاستفادة من التجارب".

واعتبر نصرالله ان "هناك حكومات عاجزة في أكثر من بلد من بلدان العالم، بينما في لبنان من حيث المجموع الوضع مقبول ومعقول وهناك مواجهة جيدة لهذا الخطر وهذا التحدي، الحكومة تقوم بتدابير جيدة ضمن الدائرة المتاحة، وأي قرار تتخذه ، أعلنت منذ اليوم الأول أن ليس لدينا مشكلة فيه، والكثيرون لا يعرفون معنى اعلان حالة الطوارئ"، مؤكدا ان "الاجراءات جيدة ومعقولة ونحن يجب أن ننوه بجهد الحكومة والوزراء والعناية الخاصة من الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وكل القوى المتصدية الآن لهذه المعركة".

ولفت الى انه "مهما كانت الخلافات هذا يجب أن يقدر للحكومة الحالية، وفي قلب المعركة يجب التركيز على العدو وعدم الانشغال بأمور أخرى". واضاف " المناخ العام ايجابي لكن هذا لا يجوز أن يجعلنا نطمئن لأننا لا نزال في بداية المعركة والخطر والتحدي وليس في نهايتها"، مشيرا الى انه "حتى الآن هذا العدو مجهول والعالم يقف في حيرة أمامه، لكن مر على شعبنا وشعوب المنطقة مصائب أكبر بكثير، وكل ما نحتاجه الوعي والعمل المسؤول ويجب أن نبني على أسوء الاحتمالات والتصرف على أساس أننا في البداية وهذا يتطلب المزيد من التشدد والاجراءت والخطوات التي يجب أن نستكملها".

وأوضح نصرالله ان "خطة المواجهة بسيطة من الصين إلى كل العالم، وهي العزل والحجر ومحاصرة الوباء ويمكن تقطيع المرحلة بأقل خسائر بشرية ممكنة"، مؤكدا على "الالتزام العام باجراءات التعبئة العامة لا سيما في النهار، وأي خرق يعني اضاعة كل الجهود والالتزام يجب أن يكون مستمر ومتواصل كي لا يضيع كل الجهد".

ودعا نصر الله  إلى التزام شعبي بالاجراءات الليلية والى التعاون الاجتماعي والكافل. وقال "يجب أن يكون هناك خطط طويلة الآمد حتى لا نستنفد كل الجهود وأدعو كل البلدات والمناطق الى تجاوز الحساسيات والتعاون للتكامل".

اما في مسألة ارتفاع الأسعار واحتكار بعض المواد والسلع، فاعتبر نصرالله ان "هذا يعود إلى جشع بعض التجار والباعة ويجب على الجهات الحكومية أن تكون فعالة، لأن ما يحصل غير قانوني وغير اخلاقي وغير شرعي، ويجب التشدد في هذا المجال من الوزارات والأجهزة الأمنية والقضاء لمكافحة هذا الامر، وهذا جزء من المعركة"، مؤكدا انه "يجب أن نواجه المرض والجوع، والجميع معني وهؤلاء التجار يجب أن يتوقفوا عن ذلك من دون اللجوء إلى العنف لأن استغلال هذا الظرف الانساني جريمة".

وفي سياق آخر، توجه نصرالله في حديث الى المصارف، مؤكدا على ضرورة " معالجة موضوع المودعين في المصارف بما لديهم من أموال في لبنان والخارج، ومعالجة هذا الموضوع مسؤولية اخلافية وانسانية"، مؤكدا ان "اعطاء هؤلاء أموالهم يخفف من أعباء الحصص التموينية، والحل يجب أن يكون من الحكومة أو من قبل مبادرات ذاتية من المصارف، وهناك أيضا موضوع الطلاب في الخارج يجب معالجة التحويلات إليهم".

كما أكد نصرالله أن "المصارف حققت أرباحا بعشرات مليارات الدولارات منذ العام 1992 وحتى اليوم، ونحن أمام أخطر مرحلة تمر على الشعب اللبناني، كيف يجب أن تساعدوا هذه الدولة والشعب؟ تبرعتم بـ6 مليون دولار ببث مباشر عبر وسائل الاعلام بينما بعضكم وبعض أغنياء البلاد يصرفون 2 مليون دولار على عرس في الخارج"، مضيفا :"هذا المبلغ لم يكن من الواجب القبول به وهذا أمر معيب، كيف يمكن أن نستثير انسانية أصحاب المصارف وأتمنى مساعدتي لاعرف ما هي الطريقة التي يجب أن نخاطبهم فيها، لا أريد أن أفتح ملف كيف حققوا الأرباح رغم أننا قد نضطر إلى فتح هذا الملف لاحقا".

واضاف نصرالله :" أنتم قادرون على معالجة موضوع صغار المودعين والتحويلات إلى الطلاب وهذا الأمر لم يعد من الممكن السكوت عليه، وفي حال وصلت الحكومة إلى أنها غير قادرة على القيام بأي أمر في هذا المجال، يكفي أن تقول أنها عاجزة، ونحن لا نزال على مسألة استثارة انسانية هؤلاء".

واكد "بالنسبة إلى ما يحصل حول العالم، أدعو النخب إلى التنبه إلى أننا أمام واقع لا مثيل له والتداعيات قد تكون أكبر من الحرب العالمية الأولى والثانية وقد نكون بعد هذه الأزمة امام نظام عالمي جديد لأن ما حصل دخل إلى كل المسافات، واليوم هناك نقاش ثقافي وعقائدي وديني وفلسفي، وهناك أيضا نقاش في أولوية الدول وجدوى الامم المتحدة والتكتلات الدولية، لا نعرف إذا ما كانت الولايات المتحدة ستبقى متحدة أو هل سيبقى الاتحاد الأوروبي، وهناك نقاش حول أنظمة الرعايا الصحية في العالم وحول النظام الرأسمالي الاقتصادي".




المصدر : رصد السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa