ما علاقة رئيس المحكمة العسكرية اللبنانية بصدام حسين؟

02/04/2020 05:22PM

في فصول كواليس “صفقة” الإفراج عن عامر الفاخوري، يُشير السّفير الدّوليّ للمؤسّسة الأميركيّة للسّلام من أجل التّكنولوجيا نزار زكا في حديث خاص لموقع راديو صوت بيروت إنترناشونال،

أنّه تبيّن بصدق أنّ رئيسَ المحكمة العسكريّة العميد الرّكن القاضي حسين عبد الله، رجل شريف استطاع فرض قوّة القانون على الرّغم من الضّغوطات الكبيرة الّتي تعرّض لها في زوايا عديدة من هذا الملفّ، والّتي بدأت على القاضي عبد الله منذ اللّحظة الأولى لتوقيف عامر الفاخوري.

ولفت زكا إلى انّ عبد الله كان يدرك منذ اللّحظة الأولى أنّ قرارَ توقيف الفاخوري هو قرار سياسيّ وليس قانونياً، كون النّصّ القانونيّ يبرّئه من التّهم الموجهة إليه مع مرور الزّمن، مُشيداً بموقفه المهنيّ والأخلاقيّ من خلال تنفيذ القانون وإعلانه الاستقالة من موقعه رَفضاً لأيّ إملاء سياسيّ.

وفي سياق استعراضه للقضية، شُبّه موقف القاضي عبد الله هذا، بموقف القاضي رزكار محمد امين الّذي كان يحاكم الرّئيس العراقيّ الأسبق صدام حسين في قضايا مجازر “حلبجة والأنفال ودهوك”، والّذي “أعلن استقالته وتنحّيه عن القضيّة، بعدما تعرّض لضغوط سياسية من جهات داخلية وإقليمية، ولاسيما عندما سمح لصدام الحصول يومياً على الصحف والمجلات إضافة الى السماح له بالحصول على تلفزيون داخل سجنه استنباطاً لحقوق السجين الإنسانية”.

ويروي زكا الّذي تربطه صداقةٌ متينة مع القاضي رزكار، أنّه حين بلغه خبر تنحّيه عن محاكمة صدام حسين عبر وسائل الإعلام صدم بالأمر، ولاسيما حين ربطت استقالته بأسباب صحية، حيث اشارت وسائل الاعلام حينها الى ان ظروف القاضي رزكار الصحية لم تعد تسمح باستكمال ملف بهذا الحجم. ويستكمل انه بعد يومين التقاه في محافظة السليمانية، حيث بدا القاضي رزكار يتمتع بكامل صحته ونشاطه، فسأله عن صحة تنحيه لأسباب صحية، ليجيبه أنّه في الحقيقة هو قدّم استقالته لأنّ “ثمة تدخلات سياسية في الملف، وأنه أبى أن يحكم بالظلم أو أن تملى عليه أمور لا يقبلها ضمير الإنسان بداخله”، ليتبين ايضاً ان رئيس وزراء العراق الأسبق إبراهيم الجعفري الذي برر أسباب استقالة القاضي رزكار بالصحية استند بتبريره على زيارة روتينية قام بها القاضي لطبيب العيون، ويستخدمها زوراً واخفاء الضغوط التي كان يتعرض لها القاضي.

ويتابع زكا بالقول معجباً بأخلاقيات القاضي رزكار محمد أمين، والذي برأيه كان بإمكانه الانتقام من صدام ومجاراة الجو السياسي حينها، نظراً لكون القاضي رزكار من القومية الكوردية وليس العربية، وأن قضايا “حلبجة والأنفال ودهوك” التي كانت موجهة لصدام حينها، تمس بوجدان الكورد الذين واجهوا إبادة جماعية واستخداماً للسلاح الكيماوي حيث سقط آلاف القتلى، ومن بينهم أهل القاضي رزكار إضافة الى ان حلبجة هي مسقط رأسه.

وهنا يشير زكّا إلى وجه المقارنة لناحية موقف القاضي عبد الله الذي هو أيضا من بلدة الخيام الجنوبية، والتي كان فيها عامر الفاخوري متهماً بقضية سجن الخيام، مؤكداً ان المقارنة تصح على تصرف القاضيين المهني والعصامي تجاه العدالة وليس من ناحية مضمون القضية والمتهمين.

ويرى زكا أنه عندما تواجه القاضي ظروف كهذه، تضعه بين عواطفه ورغبته بالانتقام الشخصي وبين تنفيذ القانون، فتبرز شهامة وشجاعة القاضي، ومهنيّتُه التي تُسقط كل الاعتبارات الشخصية والسياسية المحيطة بظروف القضية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa