ما قبل "كورونا" ليس كما بعده.. الى "ثورة الجياع" درّ

02/04/2020 07:57PM

بات الفقر والجوع يحكم الخناق اليوم على الكثير من العائلات اللبنانية، وعلى ما يبدو أن ثورة 17 تشرين انتهت، الا أن ثورة الجياع بدأت. وهذه المرة ستكون انطلاقتها من عكار وطرابلس ولن يستطيع لا فيروس كورونا ولا غيره من ردعها. فالفقراء يكافحون في سبيل لقمة العيش حتى في زمن كورونا، وحتى المرض بات آخر اهتماماتهم طالما يعيشون كالاموات.

وقد شهدت بعض المناطق مؤخراً حالة احتقان واسعة بصفوف الاهالي بسبب الحجر الصحي وتوقف أعمالهم، وعدم تأمين المساعدات الغذائية والمادية لمواجهة كورونا.

أولوية الحكومة اليوم مواجهة كورونا ولا يمكن محاسبتها ان عدلت اولوياتها في هذا الاتجاه، بإعتبار ان المسألة متعلقة ببقاء البلد وارواح الناس ولكن هذا لا يعني إهمال الامور المتعلقة بالازمة الاقتصادية والمالية، وقد بدا واضحا تغير نظرة المواطنين للحكومة بعد الاداء الذي قدمته في الفترة الأخيرة، وباتت تحظى بنوع من الدعم لاسيما في صفوف الثوار الذين يعبّرون عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن نظرة امل تجاهها.


فما رأي الثوار والناشطين بحكومة حسان دياب خلال هذه الأزمة؟

على الرغم من المديح والمواقف الإيجابية التي حظيت بها الحكومة عموما ووزارة الصحة خصوصا لجهة إدارتها لهذه الازمة،الا أن منسق منتدى البقاع الدكتور الناشط امير ابو عديلة يرى غير ذلك، واعتبر في حديث لـ"السياسة" أن " الحكومة لا تقوم بواجباتها بإعتبار ان اليوم مستشفى رفيق الحريري الحكومي  ليست مجهزة كما يجب إنما ما زالت التجهيزات متوقفة على تلك التي اعدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وتابع " كل يوم يتم فحص حوالي 250 شخصاً وهذا يمنع من معرفة الحالات الاساسية الموجودة، حيث يجب ان يكون هناك على الاقل الف فحص يومياً كي نتمكن من معرفة الارقام الصحيحة". مؤكدا ان "هذه الحكومة هي حكومة لا ثقة ولا يوجد ضغط عليها بإعتبار انها من لون واحد".

ولفت ابو عديلة الى أنه " بعد كورونا هناك ما يقارب 60 الف عامل مهدد بخسارة وظيفته التي لا تؤمن له ادنى متطلبات الحياة، مع الاشارة إلى ان العامل  يتكل على يوميته لكي يؤمن لقمة عيشه واليوم فقد القدرة على تأمين قوت يومه ". واضاف "الحكومة لا تؤمن لهؤلاء العاطلين عن العمل غذاء، لذلك الثورة لم تبدأ بعد، فكان هناك ثورة 17 تشرين وبعد كورونا هناك ثورة الجياع ستنطلق من مختلف المناطق اللبنانية".

من جهته أكد الناشط نزيه خلف في حديث لـ"السياسة" ان " الحكومة كانت فاشلة منذ البداية بالاجراءات المتبعة لمواجهة كورونا، فمنذ ان اعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي وباء كورونا لم تتخذ الدولة قراراً بإغلاق المطار بل على العكس طغت على قرارها الاعتبارات السياسية، مسجلة بذلك اول خطأ".

وتابع " هذه حكومة محاصصة فضلا عن تهديدات واضحة بالاستقالة، وكل حزب يعمل لمصلحته الشخيصة"، مؤكداً ان "الثورة ليست خيمة انما فكر وهي مستمرة".

أما الناشط في عكار خالد اسماعيل فأكد في حديث لـ "السياسة" أن " الثورة تتجه نحو ثورة جياع وأكبر دليل على ذلك الاحتجاجات الحاصلة اليوم في كل من طرابلس وعكار ".

ورأى أن "كورونا هي مسألة انسانية بإمتياز بعيدة عن السياسة وامام حياة الانسان تسقط الخلافات السياسية خصوصاً ان كل مواطن لبناني معرض اليوم بعيداً عن طائفته و خياراته السياسية ".

 الناشط محمد حرز فكان له رأي مغاير، واعتبر أن " الحكومة اليوم تقوم بعملها ما يؤكد ان ثورة 17 تشرين نجحت ولكن ذلك لا يعتبر كافياً إلى حين توقف التدخل الخارجي والمحسوبيات"، مؤكدا أن حين تنتهي "كورونا" سنعود وبقوة للمحاسبة". وتمنى حرز ان "تكون الحكومة  اليوم على قدر المسؤولية وتقوم بتقديم المساعدات إلى المحتجين".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa