الحكومة للبنانيين: " اسرقوا أو موتوا من الجوع"!

06/04/2020 06:12AM

في 12 آذار الماضي، قطعت الحكومة الأوكسيجين عن اللبنانيين بشكل مفاجئ، وألزمتهم منازلهم للحدّ من انتشار فيروس «كورونا». يومها توقفت حياة غالبية العمال عن الدوران، باستثناء أصحاب متاجر المواد الغذائية والخضار والعاملين فيها. قد يكون قرار إعلان التعبئة العامة وإغلاق البلد صائباً ومطلوباً، إلا أنه لم يُستتبع، كما هو مطلوب أيضاً، بخطة إغاثة اقتصادية لمن فقدوا مصدر رزقهم بمكوثهم داخل منازلهم. على الأغلب أن أحداً في الحكومة لم يسأل، يومها، كيف يسدّد «البنشرجي» والميكانيكي والحلاق وعامل الباطون وأصحاب المتاجر الصغيرة إيجارات منازلهم وكيف يؤمّنون الغذاء لعائلاتهم ويدفعون فواتيرهم. ولم يناقش أحد السماح لهؤلاء بالعمل ضمن دوام محدّد وبمراقبة من البلديات لتأمين لقمة عيشهم. وفيما وجدت المصارف في إجراءات التعبئة ذريعة جديدة للإمعان في إذلال المودعين، أقفلت الوزارات والمؤسسات الرسمية أبوابها، وخصوصاً تلك التي على تماس مباشر مع حياة المواطنين. هكذا، وجد اللبنانيون أنفسهم «مقطوعين»، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: ماذا لو تعطّلت سيارة أو ثُقب إطارها؟ كيف يمكن لمن ينتظر فاتورة من الضمان الاجتماعي أن يحصل على مال هو في أمسّ الحاجة إليه؟ ماذا لو فقد أحد ما بطاقة هاتفه الخلوي وأراد استبدالها؟ ماذا يفعل عسكري أُحيل على التقاعد وهو ينتظر من المصرف ورقة براءة ذمّة لكي يحصل على مستحقاته وتعويضه؟ هذه، وغيرها من مئات الحالات لا يملك أيّ من أصحاب القرار إجابة عليها، سوى أن «الدولة تفعل ما في وسعها لتسيير أمور المواطنين».

وزير الداخلية محمد فهمي أكّد لـ«الأخبار» أن «لا مانع من السماح لبعض أصحاب المهن الحرة كمحالّ تصليح الإطارات والسيارات بالعمل وسأناقش الموضوع مع رئيس الحكومة حسان دياب». الا أن بعض المهن الأخرى، «قد يتسبّب فتحها بازدحام في الشوارع الداخلية إذا فتحت أبوابها». في انتظار ذلك، تبقى دورة الحياة متوقّفة إلى أجل غير مسمى، فيما جمر العمال يقترب من الاشتعال مع دخول البطالة شهرها الثاني. رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبدالله أكد لـ«الأخبار» أن «هناك خطوات ستتخذ من اليوم وصاعداً ومنها احتمال النزول إلى الشارع لأن الدولة لم تلتفت إلى ذوي الدخل المحدود كالسنغري والحلاق والبنشرجي والدهّان وغيرهم ممن تستحق عليهم بدلات إيجار وكهرباء وماء وطبابة ودواء. ويضحكون علينا بمسرحية جمع التبرعات التي لا نعرف إلى أين تذهب ولا تعلن محطات التلفزة عن ذلك بوضوح». ويوضح أنه تصل إلى الاتحاد شكاوى واستفسارات ومراجعات يومية عما يمكن فعله في ظل إقفال البلد، «هناك عمال لم يقبضوا رواتبهم رغم عملهم حتى منتصف الشهر الماضي وهناك آخرون يعملون باليومية. لذلك، نحضر لتحرك ينصف العامل الذي لم تنصفه دولته. وسنبدأ اجتماعاتنا مع مختلف الاتحادات والنقابات منذ اليوم تحضيراً لتحرك في حال لم تنفذ مطالبنا»، مشيراً إلى أن «أصحاب الأملاك يُرسلون إنذارات إلى المستأجرين القدامى بضرورة الإخلاء عن طريق الكتّاب العدل وليبان بوست ولا من يردعهم»، علماً أن وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية كان قد أعلن أنه ممنوع على أيّ مالك طلب إخلاء أي شقة في هذا الظرف وأحال الموضوع إلى وزارة العدل («الأخبار» حاولت الاتصال بوزيرة العدل ماري كلود نجم، لكنها لم تجب على الاتصالات المتكرّرة). عبدالله شدّد على أن «الوضع لم يعد يحتمل لا بالنسبة إلى المياومين ولا المضمونين ولا المودعين ولا المستأجرين (...) باختصار عم يقولوا للناس اسرقوا أو موتوا من الجوع»!


المصدر : الأخبار

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa