عودة اللبنانيين والمزايدات الشعبوية!

نجاح المرحلة الأولى من عودة اللبنانيين من الخارج يُعتبر خطوة مشجعة لفعالية التدابير التي تم اتخاذها من قبل الحكومة واللجنة الوزارية المعنية، وخاصة وزارة الصحة، حيث أثبت الوزير حمد حسن مقدرة على تنفيذ هذه العملية الحسّاسة والمعقدة، بكفاءة يستحق عليها كل ثناء وتقدير.

الجدال الذي احتدم طوال الأسابيع الماضية حول التحفظات التي أظهرها البعض من مخاطر ارتفاع نسبة تفشي الكورونا مع عوده اللبنانيين من الخارج، توقفت عند نقطة أساسية لا يستطيع أحد أن يتجاوزها، أو أن يتنكر لها وهي: من حق كل لبناني على دولته أن تُسهّل له العودة إلى أرض الوطن، بعيداً عن الحسابات السياسية، والحساسيات الطائفية، والوسوسات الصحية، شرط أن تتخذ الجهات المعنية في الدولة الإجراءات والتدابير الضرورية، للحد من مخاطر انتشار هذه الجائحة الخبيثة في مختلف المناطق، وخروج الوضع عن السيطرة.

الفحوصات الأولية التي جرت للعائدين، سواء قبل صعودهم إلى الطائرة، أو فور وصولهم إلى مطار بيروت، لا تكفي لحسم وضعهم النهائي، كما أن تأمين الفنادق وأماكن الحجر الأخرى لا ينفع، إذا لم يكن مقروناً بمتابعة حثيثة، وشبه دائمة، لضمان عدم استعجال العائلات للذهاب إلى بيوتهم، بحجة تنفيذ الحجر في المنازل وبالقرب من الأهل، حيث يمكن أن «يفلت الملق»، ويقع المحظور، لأن الوباء لا يظهر، كما أصبح معروفاً عالمياً، فور حصول الإصابة، والنتيجة الحاسمة لا تظهر قبل مرور فترة أسبوعين!

ولا بد في هذه العجالة من توجيه تحية لطيران الشرق الأوسط لدورها الوطني المعهود، في مثل هذه الظروف الصعبة، وضرورة إخراج هذه الشركة الوطنية الكبرى من المزايدات السياسية الشعبوية، التي يوجّه أصحابها السهام المسمومة لإدارتها الناجحة، لغايات في نفس يعقوب، لم تعد تخفي شبق الهيمنة والاستئثار والسيطرة على البلاد والعباد!

الحمد لله على سلامة العودة لأهلنا إلى أرض الوطن، مع الدعاء بأن تتم الأمور بخير وأمان، بعيداً عن شرّ هذا الوباء اللعين!

المصدر : اللواء