مشهد "هزلي" في بعبدا.. والردّ الدولي أتى حاسماً: الإصلاح أولاً

07/04/2020 07:56AM

لم يكن الاجتماع الذي دعا لعقده رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري مع سفراء مجموعة دول الدعم بحضور رئيس الحكومة حسان دياب موفّقاً لا في التوقيت ولا في المضمون ولا في النتائج المتوخاة منه. فالتوقيت أظهر أن لبنان الرسمي في وادٍ، والعالم المنشغل بكورونا في وادٍ آخر، حيث كل المجتمع الدولي منشغل بوضع حد للموت الزاحف الى شعوب العالم في ظل العجز الظاهر عن ايجاد اللقاح اللازم، وفي ظل ما يتركه هذا الوباء من ركود اقتصادي عالمي غير مسبوق، بينما السلطة في لبنان تستجدي أموال "سيدر".

وفي المضمون بدا جلياً أن أركان الحكم في خطبهم الاستعطافية والإنشائية لطلب المساعدة من دول العالم، كانوا يتوقعون أن تُقر لهم المساعدات دون تطبيق الاصلاح الذي ادعى رئيس الحكومة بأن خطته طُبقت بنسبة 57 في المئة من دون أن يحدد اين حصل كل ذلك، مستخدماً هذا الرقم الدقيق لإيهام سفراء تلك الدول أن "حكومة مواجهة التحديات" قامت بما هو مطلوب منها، متناسياً أن أولى شروط المساعدات القيام بالإصلاحات خاصة في قطاع الكهرباء الذي يكلف خزينة الدولة قرابة نصف الدين العام، لكن ربما كانت صفقة بواخر الفيول المغشوش جزء من خطة الطوارئ التي تتحدث عنها الرئيس دياب. وإذا كان أصحاب الدعوة للقاء الأمس تناسوا ملف الكهرباء فإن السفير الفرنسي ذكّرهم بذلك بوضوح تام في كلمته.

أما النتائج المتوخاة من اللقاء، فقد لخّصه السفير الفرنسي نفسه بالسؤال عن الاصلاحات في مالية الدولة وقطاع الكهرباء وإصلاح القضاء.

وكل ما تجود السلطة باستخدامه هو استعمال ورقة النازحين السوريين ذريعةً في كل مرة لطلب المساعدة والتعويض على لبنان مليارات الدولارات التي يدّعي المسؤولون بأنها أُنفقت عليهم، لكن سفراء تلك الدول يعرفون جيداً وبالأرقام المبالغ التي دُفعت لدعم هؤلاء النازحين.

مصادر معارضة كشفت في اتصال مع "الأنباء" ان القيمين على اجتماع بعبدا أرادوا اصطياد عصفورين بحجر واحد، الأول يتعلق بتبرير عدم قدرة لبنان على عدم سداد ديونه، والثاني الحصول على هبات ومساعدات مالية لا تحمّل الدولة أعباء ديون جديدة، ومن هنا يُفهم اصرار الحكومة على تنفيذ مشروع سد بسري بدل التفاوض مع البنك الدولي لتحويل المبلغ المخصص له والبالغ 625 مليون دولار لمواجهة أزمة كورونا ومساعدة العائلات الأكثر فقرًا والذين تضرروا جراء هذا الوباء. وهذا يعني أن الحكومة آثرت كالعادة الهروب من التزاماتها لأنها تبدو عاجزة عن تنفيذ الاصلاحات الموعودة، كما هي عاجزة عن اقرار التعيينات وعن تطبيق الكابيتال كونترول، ولا تستطيع بتّ التشكيلات القضائية، وبالطبع غير قادرة على تغيير أي شي في قطاع الكهرباء.

وسألت المصادر المعارضة: "لماذا لا تزال الحكومة تتعامى عن إمكانية طلب مساعدات من الصين أو كوريا أو اليابان؟ ثم أين هي خطة الطوارئ التي تحدث عنها رئيس الحكومة وقال إنها تحققت بنسبة 57 في المئة؟ لماذا لم يسمع أحد بها؟ هل باتت كفانوس علاء الدين وشخصيات قصص ألف ليلة وليلة، لا تظهر إلا على أشخاص معينين؟".

القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش وصف في اتصال مع "الأنباء" اجتماع بعبدا بـ"كاريكاتور جديد يضاف الى الكثير الذي قدّمه النائب جبران باسيل قبل أيام"، وأضاف: "ما جرى هو صورة هزلية عن واقع واضح وضوح الشمس، وقد تجلّى من خلال ردات الفعل وسؤال السفير الفرنسي الحكومة: ماذا فعلتم كي نساعدكم؟ وهل حققتم ما هو مطلوب منكم في ملفات الكهرباء والقضاء والمالية العامة؟".

وسأل علوش: "أين الخطة الاصلاحية حتى نتأكد اذا ما تم تحقيق 57 في المئة منها أم لم يتحقق؟"، وتوقع "ذهاب البلد نحو المزيد من التدهور، فما كان يمكنه معالجته قبل 4 أشهر اصبح اليوم مستحيلا لأن العالم في مكان آخر".

 في موازاة ذلك، علمت "الأنباء" أن جلسة مجلس الوزراء اليوم ستجري تقويما شاملا لموضوع اعادة المغتربين اللبنانيين ودور الحكومة، وكذلك بالنسبة لاجتماع بعبدا بالإضافة الى عمل لجنة الطوارئ الوزارية والإجراءات المتصلة بتوزيع المساعدات على الفقراء ومبلغ الـ400 ألف ليرة، على أن يُبت في هذا الموضوع في جلسة الخميس المقبل.

وأفادت معلومات "الأنباء" أن داتا المعلومات للعائلات سوف تُعتمد من أكثر من وزارة من بينها العمل والشؤون الاجتماعية والدفاع، وسيتولى الجيش توزيع المساعدات ليلاً تجنبا للاكتظاظ خلال النهار. 

وفي ما يتعلق بالتعيينات، قالت مصادر حكومية إنها لن تحصل هذا الأسبوع أيضا قبل انتهاء وزير التنمية الادارية دميانوس قطار من إعداد القانون الخاص، اما التعيينات المالية فهي تخضع لقانون النقد والتسليف بإشراف وزير المالية، وعليه لم تحدد المصادر ما اذا كانت تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان ستنتهي هذا الأسبوع.

وفيما لا يزال اللبنانيون يعيشون القلق اليومي بسبب فيروس كورونا، دخل أمس قرار وزير الداخلية محمد فهمي "المفرد والمزدوج" حيّز التنفيذ، واعتبرت مصادر أمنية في حديث مع "الأنباء" أن الخطة "تخللتها بعض الشوائب"، وأن "قوى الأمن الداخلي سطرت أمس 1306 محاضر ضبط من بينها 1214 نتيجة مخالفة قرار وزير الداخلية و92 مخالفة عادية". 

المصادر الأمنية رأت في تقييم أولي للخطة بأنها نجحت في جعل عدد السيارات أقل من الأيام السابقة، ورأت أن "الوضع كل يوم سيكون أفضل من سابقه".

وشددت المصادر الأمنية على ان المطلوب هو الالتزام بالمنزل لا تشريع التنقل، معتبرة "أننا أمام مرحلة حرجة، وعلينا جميعا الالتزام بكل التعليمات لأن حياتنا بخطر ومصير بلدنا بخطر، وأهم سلاح لمواجهة هذا المرض هو البقاء في المنزل".

  


المصدر : الانباء

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa